حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينامين نتنياهو، الدفاع عن قرار الكابينيت السياسي والأمني، بعدم انسحاب قوات الجيش الإسرئيلي من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي خطاب مطول في هذا الشأن استمر نحو 10 دقائق خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته التي عقدت اليوم، الإثنين، قال نتنياهو: "لن نغادر محور فيلادلفيا، إنها مسألة سياسية إستراتيجية ووجودية بالنسبة لإسرائيل".
وادعى أن انسحاب إسرائيل من المحور خلال المرحلة الأولى من الصفقة المقترحة لتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيمنع قوات الاحتلال من "العودة إلى هناك، لا بعد 42 يومًا ولا بعد 42 عامًا".
وأضاف أن محور فيلادلفيا هو "شريان الحياة لحماس. هل سنسمح لهم مرة أخرى ببناء القوة والفتك بنا؟ من يريد أن نخرج من فيلادلفيا يقوض تحقيق أهداف الحرب. هل سقط كل مقاتلينا سدى لكي نسمح لحماس ببناء قوتها من جديد؟".
واتهم منتدى عائلات الأسرى والرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في بيان، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بمواصلة عرقلة المفاوضات ومنع التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وقال إن تصريحاته بأن إسرائيل "لن تغادر محور فيلادلفيا، لا بعد 42 يوما ولا بعد 42 عاما، خطيرة وتعني أنه لن تكون هناك صفقة".
وشدد منتدى العائلات على أن "الشعب الإسرائيلي لن يسمح للكابينيت (وصفته بأنه الكابينيت الذي تخلى عن مواطنيه) بمواصلة تمييع الصفقة التي كان من الممكن أن تنقذ حياة ثلاثة على الأقل من بين الرهائن الستة الذين دفنوا في اليومين الأخيرين".
وقال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات إن نتنياهو بادر إلى اتخاذ قرار رسمي بعدم انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا في إطار الاتفاق، على خلفية عزم الولايات المتحدة تقديم مقترح جديد، يجمع بين التفاهمات التي جرى التوصل إليها في جولات المفاوضات في القاهرة والدوحة.
وأضاف المسؤولون، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) أن نتنياهو بادر إلى التصويت على القرار بشكل سريع خلال اجتماع الكابينيت، بعد منتصف ليلة الخميس – الجمعة الماضية، على خلفية تقدم في المفاوضات، و"خوفا" من تقديم مقترح "ليس مريحا لإسرائيل"، يحظى بموافقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.
وشدد المسؤولون على أن نتنياهو بادر إلى قرار عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا لأنه أراد أن "يطوّق نفسه" ويمنع إملاء عليه قرار بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من المحور. وبحسب المسؤولين أنفسهم، فإن الخرائط التي صادق عليها الكابينيت بقراره، وتشمل تفاصيل انتشار الجيش الإسرائيلي في المحور في حال التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، تقضي "بخفض كبير لعديد القوات".
وأضاف "واينت" أنه يوجد 20 موقعا للجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، التي صادق الكابينيت على بقائها في إطار اتفاق تبادل أسرى، علما أن مصر وحماس تطالبان بانسحاب إسرائيلي كامل.
واعتبر المسؤولون أنه "لا يوجد حل" لانتشار الجيش الإسرائيلي في محور "نيتساريم"، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه وترفض حكومة نتنياهو الانسحاب منه، كما أن قرار الكابينيت لا يتطرق إلى هذه القضية.
التعليقات