توغل الجيش الإسرائيلي عدة كيلومترات داخل الجولان السوري وسيطر على موقع جبل الشيخ العسكري السوري بعد أن غادرته قوات النظام، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن قواته تكثّف بناء "العائق الهندسيّ" بالجولان السوري المحتلّ مع الحدود مع سورية، مشيرا إلى "شرق (أوسط) جديد".
وأكدت تقارير أن قصفا إسرائيليا، استهدف مركز البحوث العلمية بدمشق، مساء اليوم، حيث تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية.
وأكّدت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، مساء الأحد، أن إسرائيل هاجمت عشرات الأهداف في سورية، بينها "أسلحة إستراتيجية"، مشيرة إلى أن تل أبيب تبحث "تعميق سيطرة الجيش الإسرائيليّ" في سورية.
وأوردت القناة الإسرائيلية 12، أن انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في سورية، "قابل للتغيير وفقا للتطورات".
ونقلت القناة الإسرائيلية 13 عن مصدر قالت إنه مقرّب من نتنياهو، القول: "نعتزم تعميق الهجمات ضد أهداف إستراتيجية في سورية، خلال الأيام المقبلة"، قبل وقوعها في أيدي فصائل.
وأضاف أنه "لم يتقرر بعد بالضبط، ما هي الأراضي التي ستسيطر عليها إسرائيل على الحدود السورية، وإلى متى سيتم الاحتفاظ بهذه الأراضي".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيليّ، مساء اليوم، أن "إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقا بعمليتها للسيطرة على المنطقة العازلة على حدود سورية"؛ كما أبلغتها "مسبقا بعمليتها للسيطرة على مواقع أخرى على الجانب السوري".
وقال الجيش الإسرائيليّ، في بيان أصدره مساء اليوم، إنه "في ضوء تقييم للوضع، وفي إطار الاستعداد المتزايد في قطاع هضبة الجولان (المحتلة) في اليوم الأخير، تنتشر قوات الجيش على الأرض، وفي الجوّ؛ وبالإضافة إلى ذلك، يتم تعبئة كافة أقسام الأمن في الجبهة الداخلية".
وأشار إلى أن "قوات لواء الجولان 474، تعمل على الحدود في محاولة لجمع وحماية سكان دولة إسرائيل والجولان على وجه الخصوص، وفي الوقت نفسه تكثّف وتواصل بناء العائق الهندسي على الحدود: ’شرق جديد’".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره مساء اليوم، إن رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، قد قال لعناصر من "غولاني"، إن جيش الاحتلال "يقاتل في أربع جبهات؛ في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، وفي غزة، وفي لبنان، ويبدأ هذه الليلة في سورية".
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلا عن مصادر "مطلعة"، أن "الجيش الإسرائيلي يسعى حاليًا لإنشاء منطقة عازلة لحماية المستوطنات في الجولان" المحتل؛ وادعت المصادر أن "الهدف ليس التوغل في الأراضي السورية والبقاء فيها بشكل دائم، بل استغلال الوضع لتعزيز أمن إسرائيل وحماية هضبة الجولان" المحتل.
دبابات إسرائيلية في القنيطرة جنوبي #سورية. pic.twitter.com/lYTAssGEEx
— موقع عرب 48 (@arab48website) December 8, 2024
والليلة الماضية، صادق الكابينيت السياسي - الأمني الإسرائيلي بالإجماع على احتلال جبل الشيخ السوري في الجولان المحرر وإنشاء منطقة عازلة. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الجيش الإسرائيلي سيكون مسؤولا عن هذه المنطقة العازلة كذراع تنفيذية، تمامًا كما هو الحال في لبنان".
وأفادت القناة بأن "اقتراح احتلال جبل الشيخ السوري قدمه وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بناء على خطة وضعت بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي".
وذكرت أنه "في الليلة الماضية، عندما أدركت القيادة في إسرائيل أن نظام الأسد قد انهار، دخل الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة وبدأ في تنفيذ العمليات العسكرية لتطبيق الخطة".
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن قوات وحدة الكوماندوز "شلداغ" هي التي احتلت قمة جبل الشيخ السوري، اليوم.
الجيش الإسرائيلي: لا نراقب التطورات بسورية فقط بل نتحرّك هناك
وقال الجيش الإسرائيلي عن التطورات في سورية، إن "محور طهران-دمشق-بيروت انتهى ولم يعد موجودا، وإن وكلاء إيران ضعفاء للغاية، وهذا يغير الصورة".
وأضاف بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء اليوم: "نحن لا نراقب من بعيد فحسب، بل نتحرّك ونتّخذ ’مبادرات’ في الأراضي السورية، لأنه كان هناك اقتراب لمسلحين من الحدود".
وذكر أن "سورية منطقة خارجة عن السيطرة، وهناك رجال مسلّحون لا يمكن السيطرة عليهم، ولا نعرف أي جيش يتجول في المنطقة".
وأضاف: "لقد أوصينا المستوى السياسي، بضرورة إدارة المخاطر بطريقة ذكية، وبالتالي العمل في المنطقة العازلة، واحتلال المناطق الخاضعة للسيطرة بشكل مؤقت، من أجل تحسين الدفاع، ومنع اقتراب مسلحين مجهولين من الأراضي الإسرائيلية".
وشدّد على أن "هذه ليست عملية ستستمر لساعات فقط، بل أكثر، ولكن لغرض دفاعي فقط".، على حدّ زعمه.
إسرائيل تهاجم كل "تهديد ممكن" في سورية
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ إسرائيل "تهاجم كل ما يمكن أن يهدد إسرائيل في سورية".
وأضافت أن ذلك يشمل "أي مادة استخباراتية يمكن أن يستخدمها أعداؤنا في المستقبل، وأي مستودع عسكري، وأي نظام دفاع جوي".
ولفتت إذاعة الجيش إلى أن "موجات الهجمات الواسعة في سورية، تعطي الانطباع بأن إسرائيل قررت الاستفادة الكاملة من الفرصة، والهجوم على أوسع نطاق ممكن؛ مع الاستفادة من الفرصة والفوضى في سورية".
نتنياهو خلال لقائه عائلات أسرى بغزة: سقوط نظام الأسد "قد يساعد" بالتوصل لتبادل أسرى
وذكر بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، أن نتنياهو عقد اجتماعين في مدينة القدس المحتلة، مع عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.
وأضاف البيان أن نتنياهو أشار إلى أن "سقوط نظام الأسد، والذي حدث أيضا بسبب إجراءاتنا الحازمة ضد حزب الله وحماس، قد يساعد في تعزيز صفقة عودة المختطَفين".
وفي وقت سابق الأحد، قال نتنياهو، خلال جولة في الجولان المحتل، إنه "أوعزت أمس للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على منطقة عازلة وعلى مواقع السيطرة القريبة منه".
وأضاف أنه "سيطرت على هذه المنطقة قرابة 50 عاما منطقة عازلة اتُفق عليها في العام 1974، من خلال اتفاق فصل القوات. وهذا الاتفاق انهار، والجنود السوريون غادروا مواقعهم".
غالانت: سقوط نظام الأسد سيؤدي لانهيار "حلقة النار" التي حاولت إيران بناءها... "مخاطر كامنة"
من جانبه، ذكر وزير الأمن الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، مساء اليوم، أن "سقوط نظام الأسد في سورية، يخدم إسرائيل على الرغم من المخاطر الكامنة؛ فهو سيؤدي إلى انهيار حلقة النار التي حاولت إيران بناءها حول إسرائيل".
وأضاف أن "التحركات الأخيرة في سورية، جاءت نتيجة سلسلة الضربات التي قادتها المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) ضد حزب الله وإيران، وفي مقدمتها تدمير منظومة الصواريخ، والقضاء على نصر الله، وتسلسل القيادة، والقضاء على البنية التحتية (لحزب الله)في جنوب لبنان، تلتها الضربة المفاجئة والدقيقة ضد إيران".
وعَدّ غالانت الذي أُقيل من منصبه، مؤخرا، أن "سيادة دولة إسرائيل وقوتها، باتت واضحة مرة أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
التعليقات