21/04/2025 - 21:59

ما الذي تضمّنه التصريح السري لرئيس الشاباك بشأن نتنياهو؟

رئيس الشاباك،يكشف في تصريح سري للمحكمة عن أدلة تدعم مزاعمه بشأن طلبات نتنياهو استخدام الشاباك ضد معارضين، وادعاءات بمحاولة التهرب من الشهادة، في ظل مقاطعة رئيس الشاباك من المداولات الأمنية.

ما الذي تضمّنه التصريح السري لرئيس الشاباك بشأن نتنياهو؟

من الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتنياهو في تل أبيب (Getty Images)

قدّم رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، اليوم الإثنين، جزءًا سريًا من تصريحه الخطي إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، تضمّن معلومات سرية في محاولة لدعم ادعاءاته ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، أن الجزء السري من تصريح بار شمل معلومات سرية مفصلة بشأن تحقيقات تتعلق بمقرّبين من نتنياهو حول ما يُعرف بـ"قضية قطرغيت"، وأخرى تتعلق بتسريب مستندات سرية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية.

كما تضمن الجزء السري من التصريح تفصيل للادعاءات بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية طلب من رئيس الشاباك استخدام أدوات الجهاز الاستخباراتي لصالحه، سواء ضد معارضين مدنيين لحكومته، أو لتفادي الإدلاء بشهادة في محاكمته بملفات فساد.

وبحسب ما نشرته هيئة البث العامة الإسرائيلية، فقد تضمّن التصريح السري أيضًا تفاصيل عن اجتماعات جرت بين المستويين السياسي والأمني حول التعامل مع حركة حماس قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكنه لم يتطرق إلى قضايا أو ملفات جديدة.

وفي ظل التوتر القائم بين الحكومة ورئيس الشاباك، عُقد، أمس الأحد، اجتماع أمني في مكتب رئيس الحكومة لمناقشة سبل توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك من دون توجيه دعوة لممثل عن جهاز الشاباك.

جاء ذلك رغم مشاركة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الأخرى في الاجتماع، بمن فيهم رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، وعدد من ضباط الجيش، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.

ويعود استبعاد الشاباك من هذا الاجتماع إلى مقاطعة سموتريتش، الذي أعلن سابقًا أنه لن يشارك في أي مشاورات أمنية يحضرها بار. وكتب سموتريتش في بيان نُشر الأسبوع الماضي: "بار رئيس شاباك فاشل، أُقيل من منصبه، ولا يمكن أن يكون شريكًا في النقاشات الأمنية".

وادعى سموتريتش أن بار "يستخدم أدوات التحقيق الاستخبارية لأهداف شخصية، وللانتقام من سياسيين وصحافيين".

وكان يفترض أن يشارك بار في اجتماع أمني موسّع يُعقد في مقر "فرقة غزة" التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إلى جانب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، لكنه أُلغي في اللحظة الأخيرة بسبب تهديد سموتريتش بالمقاطعة.

يُذكر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أقرت بالإجماع، في 21 آذار/ مارس الماضي، خطة لمقاطعة رئيس الشاباك، وهي الخطوة التي يُعتقد أن نتنياهو وافق عليها شخصيًا، قبل أن تُجمّد المحكمة العليا قرار إقالته بأمر احترازي.

وفي وقت سابق اليوم، وصفت المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بأنه "خطر على أمن الدولة"، وذلك في ختام اجتماع عقده زعيم المعارضة يائير لبيد، ورؤساء أحزاب "المعسكر الوطني" بيني غانتس، و"يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، و"الديمقراطيين" يائير غولان.

وجاء في بيان صدر عن المعارضة الإسرائيلي أن "لبيد وغانتس وليبرمان وغولان عقدوا مشاورات عقب الإفادة التي قدّمها رئيس الشاباك". وأضاف أن قادة المعارضة قالوا إن "سلوك نتنياهو، يعرّض مستقبلنا ووجودنا للخطر ويُلحق الضرر بأمن الدولة".

وصباح الاثنين، قدم بار إلى المحكمة العليا تصريحا من 8 صفحات يدين فيها نتنياهو، ويؤكد صحة تسريبات نُشرت في الأسابيع الأخيرة عن سلوكه مع الشاباك، ولكن هذه المرة على لسان رئيس الجهاز الأمني الأهم في إسرائيل.

وكشف بار للمحكمة، أنه رفض طلب نتنياهو بإصدار توصية تقضي بأنه لا يمكن أمنيا لرئيس الحكومة أن يتواجد لفترات طويلة في مكان ثابت يعلمه الجمهور (المحكمة)، وجرت محاولة لدفعه للتوقيع على رأي صاغه مقربون من نتنياهو، وذلك في محاولة لتأجيل محاكمة الأخير.

وقال بار إن نتنياهو أوضح له أنه إذا حدثت أزمة دستورية، فيجب عليه أن يطيع رئيس الحكومة وليس المحكمة العليا وطلب أن يعمل الشاباك ضد المحتجين المناهضين لحكومته. وأوضح أن نتنياهو طلب منه "تقديم تفاصيل حول هويات المواطنين ونشطاء الاحتجاجات (...) مع التركيز بشكل خاص على مراقبة ممولي الاحتجاجات".

كما قال بار إن نتنياهو ضغط عليه "بطريقة غير عادية"، لمحاولة إجباره على كتابة رأي مهني صاغه رئيس الوزراء أو مَن ينوب عنه، للقول بوجوب عدم مثوله (نتنياهو) أمام المحكمة للرد على تهم الفساد التي يُحكم حاليا بشأنها.

وردا على ذلك، وصف مكتب نتنياهو، في بيان، إفادة بار بأنها "مليئة بالأكاذيب"، معتبرا أن التصريحات الخطية التي قدمها الأخير إلى المحكمة العليا بشأن إقالته "تكشف عن فشله الذريع"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

التعليقات