كتاب جديد: إسرائيل «مستقبل تكتنفه الشكوك»

يخلص كتاب جديد لباحثين غربيين إلى أن مستقبل إسرائيل على المدى القريب والمتوسط في موضع الشك، وأن وجود إسرائيل ككيان سياسي أو كـ "دولة وطنية" غير مضمون بعد 10- 20 عاما بسبب جملة عوامل داخلية وخارجية. ويستعرض الكتاب الذي صدرت ترجمته العبرية هذا الأسبوع، الأسباب والعوامل التي قادت إلى هذا الاستنتاج. الترجمه العبرية لكتاب "إسرائيل مستقبل في موضع الشك" للباحثين البلجيكيين المختصين بالشؤون الإسرائيلية، ريشار لاوب، وأوليفيا بركوفيتش، صدرت عن دار "ريسلينغ"، وترجمه عن الفرنسية أفنير لاهف، لقي أصداء واسعة في المحافل الأكاديمية الإسرائيلية. ويرى الكاتبان أن وجود إسرائيل في الشرق الأوسط مهدد بالزوال إذا لم يُحسن قادتها التعامل مع العوامل الخارجية والداخلية التي تحدد مستقبلها وتؤثر على وجودها، ويعددان ثمانية عوامل تؤثر على وجود إسرائيل مستقبلا، ويخصصان فصلا لكل واحد منها: العداء لإسرائيل يرى الكاتبان أن تنامي العداء للـ«سامية» والصهيونية له تأثير على وجود إسرائيل، معتبرين أن هذا العداء هو ليس وليد الإرث الديني والثقافي للغرب فحسب، بل متأثر أيضا بسياسات إسرائيل المشوهة، وتوظيف المحرقة لأهداف سياسية، واستمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967. صعود القوى الإسلامية في الدول المحيطة العامل الثاني هو صعود القوى الإسلامية في دول الجوار، التي تنظر إلى إسرائيل كـ «امتداد للإمبريالية الغربية البشعة ووليدة لها»، ويتوقع الكاتبان أن تتنامى هذه الظاهرة مستقبلا وأن تمهد لمعارك أيدلوجية وديبلوماسية وعسكرية ضد إسرائيل. الثورات العربية الفصل الثالث من الكتاب يتطرق للتغييرات داخل الدول «المعادية» لإسرائيل واستمرار حالة «عدم الاستقرار»(الثورات العربية). ويرى الكاتبان أن التغييرات في الدول العربية لن تترجم لسياسة إقليمية تتقبل وجود إسرائيل، بل على العكس تمامًا، مشيرين إلى أنه في حال «استتباب الاستقرار في تلك الدول، المتحاربة فيما بينها، فإن ذلك سيؤدي إلى توحيد قواها ضد إسرائيل». محدودية القوة الفصل الرابع يتحدث عن الحروب الحديثة، ويقول الكاتبان إن التكنولوجيا الحديثة وفرت أدوات جديدة ومن ضمنها إمكانية شن هجمات مدمرة عن بعد. ويشير الكاتبان إلى أن إسرائيل لن تتمكن مستقبلا من إدارة المعارك في أراضي «العدو» فقط، وستكون عرضة للهجمات، لا سيما الشريط الساحلي. تراجع التأييد تراجع التأييد الدولي لإسرائيل، هو العامل الخامس المؤثر على وجود إسرائيل مستقبلا، بحسب الكتاب، ويشير الكاتبان إلى أن تراجع التأييد الدولي لإسرائيل- لا سيما دعم الولايات المتحدة، له الأثر البالغ على مستقبل إسرائيل. ويفسر الكاتبان سبب تراجع التأييد بظهور جيل جديد في أوروبا والولايات المتحدة لا يشعر بالذنب جراء وقوع المحرقة، (فضلا عن استخدام إسرائيل للمحرقة لأهداف سياسية)، هذا إلى جانب التغييرات الواسعة في سياسات الغرب الخارجية في ضوء صعود قوى عالمية جديدة (كالصين والهند والبرازيل)، وعلى ضوء الاهتمام العالمي بالحصول على المواد الخام غير المتوفرة في إسرائيل. الرأي العام العالمي العامل السادس بحسب الكتاب، هو الرأي العام العالمي. ويقول الكاتبان أن الرأي العام العالمي سيرد بعدائية إذا ما تبين له أن النوايا الحقيقية لإسرائيل هي ضم الأراضي المحتلة عام 1967 وإقصاء وتهميش الفلسطينيين. ويشير الكاتبان إلى أن هذا التوجه سيتعزز إذا ما واصل يهود العالم تمويل العدوانية الإسرائيلية في هذا المجال (تمويل البناء الاستيطاني). العامل الجغرافي العامل الآخر الذي يؤثر على وجود إسرائيل على المدى المتوسط هو العامل جغرافي، ويشير الكاتبان إلى أن إسرائيل دولة صغيرة وضيقة، وفي حال تعرضها لهجوم منظم بوسائل تكنولوجية متقدمة، فإن ضرب مواقعها الاستراتيجية أمر لا يمكن منعه. الصراعات الداخلية العامل الأخير، بحسب الكتاب، هو التصدعات داخل المجتمع الإسرائيلي، ويشدد الكاتبان على أن التصدعات والصراعات تضعف إسرائيل من الداخل. ويريان أن النمو الديموغرافي يلعب لصالح قوى غير صهيونية مناهضة للدولة (يقصد فلسطينيي الداخل)، كما يلعب لصالح الجماعات الاستيطانية التي باتت تتبوأ مراكز هامة في التركيبة السياسية وفي الجيش. ويشير الكاتبان إلى أنه في هذه الحالة، أي هيمنة الجماعات الاستيطانية على المفاصل السياسية والعسكرية فإن النظام السياسي يفقد فاعليته، وتصبح القرارات خاضعة لأهواء واعتبارات تفتقر للموضوعية. ويتطرق الكاتبان إلى الأقلية الفلسطينية في الداخل ونسبتهم من سكان البلاد، ويصفانهم بأنهم أقلية قومية كبيرة تثري التعددية الثقافية (دون أن يأتيا على ذكر النكبة والتهجير). ويصف الكاتبان الديمقراطية الإسرائيلية بأنها ديمقراطية إثنية، ويريان أن الحل الأمثل هو تحولها لديمقراطية ليبرالية مشيرين إلى أن مواصلة إسرائيل التمسك بخيار الديمقراطية الإثنية يعني إقصاء متعمد للأقلية الفلسطينية. الضحية تتحول لوحش كتب مقدمة الكتاب، البروفيسور إيلي بار نافي، الذي ينفق مع الكاتبين في التشخيص، ويختلف معهم في النتيجة، حيث يرى أن زوال إسرائيل هو احتمال غير قائم في الظروف الموضوعية الحالية. وقال بار نافي في تقديمه للكتاب: إن العالم ابتسم لإسرائيل حتى عام 1967، لكنها بعد ذلك بدأت تفقد مكانتها، حيث تحولت ضحية الهمجية النازية إلى مضطهد سبب معاناة لا توصف للفلسطينيين. ويضيف بار نافي إن «مفعول أوشفيتس تبدد، وأبطال الكتاب المقدس انقلبوا، وبدأت الضحية تعايش واقعها وتدركه». ويعلل بار نافي اختلافه مع الكاتبين حول إمكانية زوال إسرائيل، بأنه لا يوجد أي مثال حي في العالم لزوال دولة، وأن إسرائيل مسلحة جيدا ولديها سلاح يوم القيامة (النووي). فرص إسرائيل في البقاء من جانبه يصف البروفيسور الإسرائيلي يوسف هودرا، من جامعة "بار إيلان" الكتاب بأنه هام وضروري في هذه المرحلة «المثقلة بالتنبؤات المرعبة»، ويستعرض في مقالة نشرها في صحيفة «هآرتس»، المحاور الرئيسية للكتاب ويعرفه بأنه «يطرح تقييمًا دقيقًا وواضحًا حول فرص المجتمع الإسرائيلي في البقاء ككيان وطني في الأمد المتوسط، خلال 10-20 عاما». ويضيف هودرا قائلا: "لا يخفي الكاتبان تأييدهما لإسرائيل ودعمهما لطموح الفلسطينيين بإقامة دولة، ويحللان بعمق وتوازن جملة العوامل التي تؤثر على وجود وبقاء إسرائيل، والأيدلوجية الصهيونية التي صاغتها". ويرى هودرا أن أهم العوامل التي وردت في الكتاب، هي «هشاشة التأييد الدولي لإسرائيل» ، خاصة الولايات المتحدة، و«التصدعات والصراعات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، التي تهدد استقرارها». وعن الصراعات الداخلية يقول: "تتعمق الصراعات الثقافية والدينية والطبقية والأيديولوجية في إسرائيل. قد تختفي أحيانًا، لكن حالة الاستقرار الأمني من شأنها أن تذكي مواجهات قاسية بل ربما عنيفة داخل المجتمع لا سيما في القدس (العلمانيين والحاريديم)". ويشير هودرا إلى أن أدوات الدعاية الإسرائيلية القديمة كالمحرقة، لم تعد ذات فعالية، ويقول: "ذكرى المحرقة تتلاشى، يضاف إلى ذلك المقولات التي تنتشر في العالم بأن القيادة الصهيونية لم تضع إنقاذ يهود أوروبا على رأس سلم اهتماماتها في سنوات الأربعين". ويختلف هودرا، مع بار- نافي حول إمكانية زوال إسرائيل، مؤكدًا أن هناك دولا تفككت وأعيد بناؤها في القرن العشرين، مشددا على أن «سلاح يوم القيامة» – يمكنه أن يتسدعي- لا أن يمنع فحسب– هجومًا بوسائل مشابهة أو بوسائل أخرى. وبينما يشير هودرا إلى أن الكتاب لا ينبغي تجاهله، ينهي مقالته بالقول: بالتأكيد ستستمر اليهودية في البقاء في دول العالم، لكن ثمة علامات سؤال كبيرة حول بقاء واستمرار وجود الصهيونية كأيدلوجية وممارسة، ووجود الدولة ككيان سياسي، كما يثبت هذا الكتاب. وبينما يشير هودرا إلى أن الكتاب لا ينبغي تجاهله، ينهي مقالته بالقول: بالتأكيد ستستمر اليهودية في البقاء في دول العالم، لكن ثمة علامات سؤال كبيرة حول بقاء واستمرار وجود الصهيونية كأيدلوجية وممارسة، ووجود الدولة ككيان سياسي، كما يثبت هذا الكتاب.

كتاب جديد: إسرائيل «مستقبل  تكتنفه الشكوك»

 

 يخلص كتاب جديد  لباحثين غربيين إلى أن مستقبل إسرائيل على المدى القريب والمتوسط  في موضع الشك، وأن وجود إسرائيل ككيان سياسي أو كـ "دولة وطنية" غير مضمون بعد 10- 20 عاما بسبب جملة عوامل داخلية وخارجية. ويستعرض الكتاب الذي صدرت ترجمته العبرية هذا الأسبوع، الأسباب والعوامل التي قادت إلى هذا الاستنتاج.

 

 

الترجمه العبرية لكتاب "إسرائيل مستقبل في موضع الشك" للباحثين البلجيكيين المختصين بالشؤون الإسرائيلية، ريشار لاوب، وأوليفيا بركوفيتش، صدرت عن دار "ريسلينغ"، وترجمه عن الفرنسية أفنير لاهف، لقي أصداء واسعة في المحافل الأكاديمية الإسرائيلية.
 
ويرى الكاتبان أن وجود إسرائيل في الشرق الأوسط مهدد بالزوال إذا لم يُحسن قادتها التعامل مع العوامل الخارجية والداخلية التي تحدد مستقبلها وتؤثر على وجودها، ويعددان ثمانية عوامل تؤثر على وجود إسرائيل مستقبلا، ويخصصان فصلا  لكل واحد منها: 
 
العداء لإسرائيل  
يرى الكاتبان أن تنامي العداء للـ«سامية» والصهيونية له تأثير على وجود إسرائيل، معتبرين أن  هذا العداء هو ليس وليد الإرث الديني والثقافي للغرب فحسب، بل متأثر أيضا بسياسات إسرائيل المشوهة، وتوظيف المحرقة لأهداف سياسية، واستمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967.
 
صعود القوى الإسلامية  في الدول المحيطة 
العامل الثاني هو صعود القوى الإسلامية  في دول الجوار، التي تنظر إلى إسرائيل كـ «امتداد للإمبريالية الغربية البشعة ووليدة لها»، ويتوقع الكاتبان أن تتنامى هذه الظاهرة مستقبلا  وأن تمهد لمعارك أيدلوجية وديبلوماسية وعسكرية ضد إسرائيل. 
 
الثورات العربية
الفصل الثالث من الكتاب يتطرق للتغييرات داخل الدول «المعادية» لإسرائيل واستمرار حالة «عدم الاستقرار»(الثورات العربية). ويرى الكاتبان أن التغييرات في الدول العربية لن تترجم لسياسة إقليمية تتقبل وجود إسرائيل، بل على العكس تمامًا، مشيرين إلى أنه في حال «استتباب الاستقرار في تلك الدول، المتحاربة فيما بينها، فإن ذلك سيؤدي إلى توحيد قواها ضد إسرائيل».
 
محدودية القوة 
الفصل الرابع يتحدث عن الحروب الحديثة، ويقول الكاتبان إن التكنولوجيا الحديثة وفرت أدوات جديدة ومن ضمنها إمكانية شن هجمات مدمرة عن بعد. ويشير الكاتبان إلى أن إسرائيل لن تتمكن مستقبلا من إدارة المعارك في أراضي «العدو» فقط، وستكون عرضة للهجمات، لا سيما الشريط الساحلي. 
 
تراجع التأييد
تراجع التأييد الدولي لإسرائيل، هو العامل الخامس المؤثر على وجود إسرائيل مستقبلا،  بحسب الكتاب، ويشير الكاتبان إلى أن تراجع  التأييد الدولي لإسرائيل- لا سيما دعم الولايات المتحدة، له الأثر البالغ على مستقبل إسرائيل. ويفسر الكاتبان سبب تراجع  التأييد بظهور جيل جديد في أوروبا والولايات المتحدة لا يشعر بالذنب جراء وقوع المحرقة، (فضلا عن استخدام إسرائيل للمحرقة لأهداف سياسية)، هذا إلى جانب التغييرات  الواسعة في سياسات الغرب الخارجية  في ضوء صعود قوى عالمية جديدة (كالصين والهند والبرازيل)، وعلى ضوء الاهتمام العالمي بالحصول على المواد الخام غير المتوفرة في إسرائيل. 
 
الرأي العام العالمي
العامل السادس بحسب الكتاب، هو الرأي العام العالمي. ويقول الكاتبان أن الرأي العام العالمي سيرد بعدائية إذا ما تبين له أن النوايا الحقيقية لإسرائيل هي ضم الأراضي المحتلة عام 1967  وإقصاء وتهميش الفلسطينيين. ويشير الكاتبان إلى أن هذا التوجه سيتعزز إذا ما واصل يهود العالم تمويل العدوانية الإسرائيلية في هذا المجال (تمويل البناء الاستيطاني). 
 
العامل الجغرافي
العامل الآخر الذي يؤثر على وجود إسرائيل على المدى المتوسط هو العامل جغرافي، ويشير الكاتبان إلى أن إسرائيل دولة صغيرة وضيقة، وفي حال تعرضها لهجوم منظم بوسائل تكنولوجية متقدمة، فإن ضرب مواقعها الاستراتيجية أمر لا يمكن منعه. 
 
الصراعات الداخلية
العامل الأخير، بحسب الكتاب، هو التصدعات داخل المجتمع الإسرائيلي، ويشدد الكاتبان على أن التصدعات والصراعات تضعف إسرائيل من الداخل.  ويريان أن النمو الديموغرافي يلعب لصالح  قوى غير صهيونية  مناهضة للدولة (يقصد فلسطينيي الداخل)،  كما يلعب لصالح الجماعات الاستيطانية  التي باتت تتبوأ مراكز هامة في التركيبة السياسية وفي الجيش. ويشير الكاتبان إلى أنه في هذه الحالة، أي هيمنة الجماعات الاستيطانية على المفاصل السياسية والعسكرية فإن النظام السياسي يفقد فاعليته، وتصبح القرارات خاضعة لأهواء واعتبارات تفتقر للموضوعية.
 
ويتطرق الكاتبان إلى الأقلية الفلسطينية في الداخل ونسبتهم من سكان البلاد، ويصفانهم بأنهم أقلية قومية كبيرة تثري التعددية الثقافية (دون أن يأتيا على ذكر النكبة والتهجير). ويصف الكاتبان الديمقراطية الإسرائيلية بأنها ديمقراطية إثنية، ويريان أن  الحل الأمثل هو تحولها لديمقراطية ليبرالية مشيرين إلى أن مواصلة إسرائيل التمسك بخيار الديمقراطية الإثنية يعني  إقصاء متعمد للأقلية الفلسطينية. 
 
الضحية تتحول لوحش
كتب مقدمة الكتاب، البروفيسور إيلي بار نافي،  الذي  ينفق مع  الكاتبين في التشخيص، ويختلف معهم في النتيجة، حيث يرى أن زوال إسرائيل هو احتمال غير قائم في الظروف الموضوعية الحالية.
 
وقال  بار نافي في تقديمه للكتاب: إن  العالم ابتسم لإسرائيل حتى عام 1967، لكنها بعد ذلك بدأت تفقد مكانتها، حيث تحولت ضحية الهمجية النازية إلى مضطهد سبب معاناة لا توصف للفلسطينيين.  ويضيف بار نافي إن «مفعول أوشفيتس تبدد، وأبطال  الكتاب المقدس  انقلبوا، وبدأت الضحية تعايش واقعها وتدركه».
 
 ويعلل بار نافي اختلافه مع الكاتبين حول إمكانية زوال إسرائيل،  بأنه لا يوجد  أي مثال حي في العالم لزوال دولة، وأن إسرائيل مسلحة جيدا ولديها سلاح يوم القيامة (النووي).
 
فرص إسرائيل في البقاء
من جانبه يصف البروفيسور الإسرائيلي يوسف هودرا، من جامعة "بار إيلان" الكتاب بأنه هام  وضروري في هذه المرحلة «المثقلة بالتنبؤات المرعبة»، ويستعرض في مقالة نشرها في صحيفة «هآرتس»، المحاور الرئيسية للكتاب ويعرفه بأنه «يطرح تقييمًا دقيقًا وواضحًا حول فرص المجتمع الإسرائيلي في البقاء ككيان وطني في الأمد المتوسط، خلال 10-20 عاما». 
 
ويضيف هودرا قائلا: "لا يخفي الكاتبان تأييدهما لإسرائيل ودعمهما لطموح الفلسطينيين بإقامة دولة، ويحللان بعمق وتوازن جملة العوامل التي تؤثر على وجود وبقاء إسرائيل، والأيدلوجية الصهيونية التي صاغتها".  
 
ويرى هودرا أن أهم العوامل التي وردت في الكتاب، هي «هشاشة التأييد الدولي لإسرائيل» ، خاصة الولايات المتحدة، و«التصدعات والصراعات الداخلية في  المجتمع الإسرائيلي، التي تهدد استقرارها». وعن الصراعات الداخلية يقول: "تتعمق الصراعات الثقافية والدينية والطبقية والأيديولوجية في إسرائيل.  قد تختفي أحيانًا، لكن حالة الاستقرار الأمني من شأنها أن تذكي مواجهات قاسية بل ربما عنيفة داخل المجتمع لا سيما في القدس (العلمانيين والحاريديم)".  
 
 ويشير هودرا إلى أن أدوات الدعاية الإسرائيلية القديمة كالمحرقة، لم تعد ذات فعالية، ويقول:  "ذكرى المحرقة تتلاشى، يضاف إلى ذلك المقولات التي تنتشر في العالم بأن القيادة الصهيونية  لم تضع إنقاذ يهود  أوروبا على رأس سلم اهتماماتها في سنوات الأربعين".
 
ويختلف هودرا، مع بار- نافي حول إمكانية زوال إسرائيل، مؤكدًا أن هناك دولا تفككت وأعيد بناؤها في القرن العشرين،  مشددا على أن «سلاح يوم القيامة» – يمكنه أن يتسدعي- لا أن يمنع فحسب– هجومًا بوسائل مشابهة أو بوسائل  أخرى.
 
وبينما يشير هودرا إلى  أن الكتاب لا ينبغي تجاهله، ينهي مقالته بالقول: بالتأكيد ستستمر اليهودية في البقاء في دول العالم، لكن ثمة علامات سؤال كبيرة حول بقاء واستمرار وجود الصهيونية كأيدلوجية وممارسة، ووجود الدولة ككيان سياسي، كما يثبت هذا الكتاب.
 
 

التعليقات