"النص الأمني" وثقافة الحرب في الأدب الإسرائيلي

"النص الأمني"، كما يعرفه المؤلف هو "الصورة المشتركة للغات الحرب العبرية"، وهي لغة ابتدعها كما يقول، موشيه شمير، حاييم غوري ونتان ألترمان، الذي يعتبره الكاتب "الصائغ الأول" والأب المؤسس لثقافة الحرب العبرية ومصمم الشعر العبري.

(أ ف ب)

العلاقة بين الأدب العبري وثقافة الحرب منذ بداية الاستيطان اليهودي وحتى حرب 1956، كانت محور دراسة أجراها الباحث الإسرائيلي أوري كوهين، وصدرت مؤخرا تحت عنوان "النص الأمني وثقافة الحرب العبرية".

"النص الأمني"، كما يعرفه المؤلف هو "الصورة المشتركة للغات الحرب العبرية"، وهي لغة ابتدعها كما يقول، موشيه شمير، حاييم غوري ونتان ألترمان، الذي يعتبره الكاتب "الصائغ الأول" والأب المؤسس لثقافة الحرب العبرية ومصمم الشعر العبري الذي يقف النص الأمني في مركزه.

الكتاب، الذي يتناول الحروبات التي سبقت 1948 و"حرب 1948" والحروب الحدودية، يخلص إلى نتيجة أن "عالم القوة الإسرائيلي" هو نتاج تزاوج ثقافة المليشيا (البلماح والليحي، وهو لا يميز بينهما كثيرا)، وثقافة الحرب النظامية التي نقلها خريجو الجيش البريطاني، وأن "النص الأمني" المسيطر على المجتمع الإسرائيلي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، هو وليد العالم الكولونيالي الذي يشتق منه على منطق القوة ويرتكز على نظام عرقي – ديني - إثني.

الحرب والموت، وفق "النص الأمني"، قدر لا يمكن منعه، وهو يستعيض عن اليأس وقلة الحيلة بالحنين إلى الماضي، ويرى أن الفرق بين الصديق والعدو هو كالفرق بين اليهودي والعربي، في حين يرى بالحرب حالة طبيعية لا يمكن منع وقوعها إذا كانت غير مرغوبة، وهو يحاول انكار المصدر والطابع الكولونيالي للقوة العبرية.

الكتاب يعتمد على مراجعة المصادر الفكرية والاجتماعية للمنظمات اليهودية الصهيونية، وخاصة "البلماح" و"الهاغاناة"، والجيش الإسرائيلي في سنواته الأولى، إضافة إلى الأدب العبري في تلك الفترة، ويحاول معالجة العلاقة الجدلية القائمة بينهما، هو يشير في هذا السياق، إلى أبرز الأدباء والعسكريين الذين أثّروا وأثروا في المجالين الأدبي والعسكري، مثل يتسحاق سديه، الذي كانت مساهمته مركزية في ترجمة النظرية العسكرية إلى "نظرية أخلاقية وإنسانية"، تعتمد على شرعنة العنف لغرض الدفاع عن النفس وتبني المنطق الذاتي الأخلاقي للقوة.

ويرى الكاتب أن "البلماح"، وما كان يسمى بقوة الحماية، هما جزء من مشروع كولونيالي، تأسس على منطق القوة، وهو لا يميز، في هذا السياق، بين المنظمات العسكرية اليهودية، مثل "الإيتسل" و"البلماح" و"الهاغاناة" و"الليحي".

ويخصص الكتاب حيزا واسعا لموشيه ديان، بصفته أحد رموز القوة العسكرية الصهيونية، كقائد في "البلماح" وقائدا للجيش الإسرائيلي ثم وزيرا للأمن، قاد العديد من الحروب والمعارك، وهو يعالج خطاب ديان الذي ألقاه في تأبين الجندي الإسرائيلي، أوري إيلان، الذي انتحر في الأسر السوري مطلع عام 1955، كي يخلص إلى نتيجة أن منطق الميليشيا هو الذي يحكم عقلية الجيش الإسرائيلي، وقائد الجيش الإسرائيلي.

وتوجه للكتاب انتقادات تدعي اعتماد المؤلف أسلوب الانتقائية والتعميم، وتوظيف النصوص لخدمة الأهداف التي وضعها مسبقا، كما يدعي آدام راز، في نقده للكتاب الذي نشرته "هآرتس".

التعليقات