محاكمة نتنياهو: سارة طالبت ميلتشين بإهدائها خاتما وقلادة ثمنهما 2000 دولار

مساعدة رجلي الأعمال ميلتشين وباكر، تقول إن رئيس الموساد حينها، يوسي كوهين، حضر إلى بيت باكر ودخّن سيجارا، ونتنياهو أخذ علبة السيجار كلها إلى البيت. والزوجان نتنياهو كانا يحضران لبيت باكر عندما لم يتواجد فيه أيضا

محاكمة نتنياهو: سارة طالبت ميلتشين بإهدائها خاتما وقلادة ثمنهما 2000 دولار

نتنياهو كرئيس حكومة عام 1997 (أ.ب.)

استمرت الشاهدة المركزية في قضية المنافع الشخصية (الملف 1000)، هداس كلاين، مساعدة رجلي الأعمال، الإسرائيلي أرنون ميلتشين، والأسترالي جيمس باكر، الادلاء بشهادتها أمام المحكمة المركزية في القدس اليوم، الأربعاء. وتتعلق شهادتها بالأساس بشراء كميات كبيرة من السيجار الفاخر لرئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتنياهو، والشمبانيا الثمينة زوجته سارة، على حساب ميلتشين وباكر.

وتتهم النيابة العامة نتنياهو بأنه سعى إلى تمديد تأشيرة دخول ميلتشين إلى الولايات المتحدة، حيث يعمل في صناعة الأفلام في هوليوود، ولذلك ثمة أهمية بالغة للتأشيرة.

وحول هذا الموضوع، قالت كلاين في شهادتها إن ميلتشين يحمل جواز سفر إسرائيلي فقط، وأنه في العام 2013 حاول تمديد تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة. وأضافت: "قلت له إن التأشيرة ستنتهي بعد سنة". وأجابها ميلتشين إنه "لدي شعور سيء، دعينا نقدم الطلب الآن".

وتابعت كلاين أن ميلتشين توجه إلى رئيس طاقم مكتب نتنياهو، غيل شيفر، وسأله إذا كان يعرف أحدا في السفارة الأميركية ليساعده بخصوص التأشيرة. وبعد وساطة أشخاص توجه ميلتشين إلى السفارة، لكن موظفا هناك أبلغه بأنه "لا يمكنني أن أعطيك تأشيرة"، بحسب شهادة كلاين.

وأضافت أن ميلتشين طلب منها أن تتصل بسرعة مع نتنياهو والسفير الأميركي حينها، دان شابيرو. "ودان شابيرو قال لي إنه يفحص الأمر وبعد ذلك اختفى. واتصل ميلتشين مع نتنياهو، وأنا سمعت جزءا من المحادثة. وقال له ’أنتم ملزمون بمساعدتي’".

وبحسب كلاين، فإن نتنياهو هاتفها عند منتصف الليلة وسألها "لماذا ميلتشين قلق؟ ستتم معالجة الأمر". وأضافت أنه في اليوم التالي تلقت اتصالا من شابيرو الذي أبلغها أنه "تمت الكصادقة على التأشيرة".

وأفادت كلاين بأن الزوجين نتنياهو طالبا خلال استضافتهما في بيت باكر بوجبات طعام يعدها طاهون أحضرهم باكر إلى إسرائيل. وأضافت كلاين أن سارة نتنياهو طلبت من ميلتشين أن يهديها خاتما وقلادة بمناسبة عيد ميلادها، في العام 2015.

وقالت كلاين إن "الطلب كان محددا، خاتما معينا. ورسمت لي على قصاصة ورق حجم اصبعها لأنه لا يمكنني الذهاب معها إلى الحانوت. وفي مرحلة معينة توجهت إليّ بشكل فظ وقالت إن رئيس الحكومة أبلغها بأنني أحرجها، ولهذا السبب لن تطلب مني أي شيء وإنما من ميلتشين. وقلت لها إن لدي ضوءا أحمر من ميلتشين. وإذا وافق فسأذهب وأشتري الحلي. وخلال محادثة مع ميلتشين ومعها، طلب أن يصادق نتنياهو على الشراء".

وتابعت كلاين أنه "كنا متأكدين أنها لن تطلب من نتنياهو وأن الأمر انتهى، وميلتشين كان متأكدا أيضا. ومرت أشهر، وفي أحد الأيام جاءت إلى ميلتشين ولم أكن موجودة. وفي اليوم التالي هاتفتني وسألتني إذا كان بإمكاني المجيء إليها في قيساريا، وطلبت أن أذهب إلى بيت ميلتشين، لأن نتنياهو صادق شخصيا على شراء الحلي ولذلك يوجد ضوء أخضر. ولاحقا قال لي ميلتشين إن نتنياهو صادق ولا مفر. فذهبت واشتريت الحلي. وحدث هذا بعد سنة من طلبها الحلي لأول مرة. وأحضرت الحلي إلى بيتها". وقالت إن ثمن الحلي كان 2000 دولار.

ورفض محامي نتنياهو طلب النيابة التحقيق مع كلاين حول ادعاء بأن باكر اشترى حلي لسارة نتنياهو بمبلغ 40 ألف دولار، وذلك لأن إهداء هذا الحلي ليس مذكورا في لائحة الاتهام الأصلية.

وقالت كلاين إنها تقدر أنها كانت تدفع مقابل السيجار قرابة 8000 شيكل شهريا وكانت تشتريه من حانوت "كابينيت". وسألها القاضي موشيه بار – عام "100 ألف شيكل في السنة من هذا الحانوت فقط؟". وأجابت: "هذا ما أتذكره. وأقدر أن المبلغ كان 6000 – 8000 في الشهر".

نتنياهو وميلتشين عام 2005 (Getty Image)

وأضافت أنها اشترت كمية من السيجار لباكر بعد انتهاء الترميمات في بيته المجاور لبيت نتنياهو في قيساريا. وقالت إن الضيف الأول في بيت باكر الذي دخّن سيجار هو رئيس الموساد في حينه، يوسي كوهين. وأوضحت أن "يوسي كوهين دخّن كضيف، ولم يأخذ علبة أبدا. كما أنه زار شقة باكر في تل أبيب". وتابعت أن "نتنياهو كان يأخذ معه ما تبقى من السيجار إلى بيته".

وأكدت كلاين على أن "الزوجين نتنياهو كان يأتيان كضيوف في بيت باكر حتى عندما لا يكون متواجدا". وأضافت أن نتنياهو كان يعلم بتزويد الشمبانيا لزوجته، وأنه بعد أن صرخت زوجته على كلاين، قال نتنياهو للأخيرة "أعطوها كل ما تطلبه. هذا مسموح". وكتبت كلاين لمدبرة بيت باكر: "ضعي الزجاجات في كيس أسود واربطيه جيدا. سارة ميتة من شدة الخوف" من كشف أنها تأخذ الشمبانيا من بيت باكر.

وقدمت النيابة العامة فاتورة من العام 2010 حول شراء 25 سيجارا فاخرا من نوع "كوهيبا سيغلو"، بمبلغ 3625 شيكل. وقالت كلاين حول هذه الفاتورة إنه "في تلك السنة جاء الممثل جين هكمان إلى إسرائيل، وأخذناه في جولة وعقدنا لقاء بينه وبين نتنياهو. وأرنون كان في إسرائيل حينها، ولذلك تزودنا. وهذا الممثل لم يدخن ولا يدخن. ودخن ضيف واحد من هذا السيجار، والباقي كله كان للسيد نتنياهو. جرى شراء السيجار وأعطي له".

كذلك قدمت النيابة فاتورة من العام 2009 بمبلغ 4440 شيكل مقابل مشروب. وعقبت كلاين على ذلك قائلة إن هذا كان ثمن ست زجاجات شمبانيا، وكان ثمن الزجاجة الواحدة في الحوانيت 1230 شيكل، لكن حصلت على تخفيض من المستورد. وتابعت أن "أرنون شرب منها وجرى نقل زجاجات شمبانيا إلى عائلة نتنياهو".

لائحة الاتهام ضد نتنياهو

تقول النيابة العامة إن علاقات شخصية سادت بين نتنياهو وميلشتين، وأنه من نهاية العام 2011 وحتى نهاية العام 2016، حصل الزوجان نتنياهو على منافع شخصية متنوعة.

وجاء في لائحة الاتهام أنه في العام 2013، أجرى ميلشتين تعارفا بين نتنياهو وباكر، وأنه خلال الأعوام 2014 – 2016 تم إرسال علب سيجار وصناديق شمبانيا بشكل متواصل إلى عائلة نتنياهو، بناء على طلبات ومطالب نتنياهو وزوجته، وأن هذا كان عبارة عن "خط إمداد"، بمبلغ إجمالي بـ690 ألف شيكل. وتتهم النيابة أن الهدايا مُنحت ارتباطا بمنصب نتنياهو كرئيس للحكومة، وأنه تعين على نتنياهو الامتناع بالكامل عن العمل في شؤون تخص ميلتشين.

ووفقا للائحة الاتهام، فإن نتنياهو سعى لدى الإدارة الأميركية من أجل تجديد تأشيرة دخول ميلشتين إلى الولايات المتحدة، وفي العام 2013، توجه نتنياهو إلى وزير البمالية حينها، يائير لبيد، بشأن تمديد فترة الإعفاء من تقديم تقارير إلى ضريبة الدخل للمواطنين العائدين إلى العيش في إسرائيل، والذي سيستفيد ميلتشين منه. وفي العام 2015، سعى نتنياهو شخصيا وطلب من مدير عام وزارة الاتصالات مساعدة ميلتشين في موضوع من اختصاص الوزارة.

التعليقات