اليوم بدء المشاورات لتشكيل الحكومة؛ أكاديمون يهود في الولايات المتحدة يحذرون من تدهور العلاقات إذا ما تبوأ ليبرمان منصبا هاما

ومع بدء مشاورات الرئيس الإسرائيلي، تبقى كافة الاحتمالات مفتوحة لتشكيل الحكومة، ويعتبر اقتراب أي من الحزبين الكبيرين، الليكود وكاديما، إلى أي حزب سياسي، سببا كافيا لابتعاد أحزاب أخرى

اليوم بدء المشاورات لتشكيل الحكومة؛ أكاديمون يهود في الولايات المتحدة يحذرون من تدهور العلاقات إذا ما تبوأ ليبرمان منصبا هاما
من المتوقع أن تبدأ مساء الأربعاء، مشاورات الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، مع قادة الأحزاب المنتخبة، وسيعقد بعد تسلمه نتائج الانتخابات بشكل رسمي جلسة مع ممثلي حزبي الليكود وكاديما. ويتوقع أن يلعب بيرس، بحكم منصبه، دورا مركزيا في بلورة صورة الحكومة المقبلة، في ظل الوضع الضبابي الذي أفرزته الانتخابات وعدم إحراز أي من الأحزاب فوزا حاسما وواضحا. فحزب "كاديما" حصل على أكبر عدد من المقاعد، 28 مقعدا، ولكنه يفتقر إلى قاعدة ائتلافية، بينما حصل حزب الـ "ليكود" على المكان الثاني مع 27 مقعدا ويحظى على دعم 45 عضو كنيست من أحزاب اليمين المتطرف وحركة شاس المتدينة.

ومع بدء مشاورات الرئيس الإسرائيلي، تبقى كافة الاحتمالات مفتوحة لتشكيل الحكومة، ويعتبر اقتراب أي من الحزبين الكبيرين، الليكود وكاديما، إلى أي حزب سياسي، سببا كافيا لابتعاد أحزاب أخرى، فالتفاهمات التي توصل إليها حزب كاديما يوم أمس مع "يسرائيل بيتينو" زادت نفور حزب شاس منه، كما ارتفعت أصوات في حزب العمل تعترض على تلك التفاهمات، ولوحت بعدم التوصية برئيسة كاديما تسيبي ليفني لتشكيل الحكومة. ويمكن القول أن الصورة، مع مرور الوقت، تزداد تعقيدا وضبابية، ولا تسير نحو مزيد من الوضوح والفرز بين القوى الفاعلة. فبعد الإعلان عن موافقة حزب كاديما على معظم مطالب "يسرائيل بيتينو"، قال مسؤولون في حزب العمل أنهم على إثر ذلك لن يوصوا بليفني لتشكيل الحكومة، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الحزب إيهود باراك قوله: "لن نوصي بمن يجعل ليبرمان متوجا للملوك، وشريكا رفيعا ومركزيا في الحكومة، ويدفع أيدلوجيته"

ومن جانب آخر تعتبر التفاهمات بين "كاديما" و "يسرائيل بيتينو" حائلا أمام رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو لتجنيد أغلبية تؤيده لتشكيل الحكومة.

حسب القانون الإسرائيلي يتاح للرئيس مساحة واسعة في اتخاذ القرار التكليف بتشكيل الحكومة، بعد أن يجري مشاوراته مع كافة الأحزاب. ويتوقع أن يدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وكاديما، ومن غير المستبعد أن يكلف رئيسة كاديما بتشكيل الحكومة إذا ما فشلت الجهود لتشكيل حكومة وحدة، ولكن إذا فشلت ليفني في مهمتها يكون لزاما على الرئيس تكليف من يحظى على تأييد أكثر من 61 عضو كنيست بتشكيل الحكومة، أي أن حجم التأييد لمرشح ما حاسم فقط في المرحلة الثانية، أي بعد فشل المرشح الأول في مهمته.


وإذا ما نظرنا إلى خارطة الأحزاب، نرى أن حزب كاديما ما زال وحيدا، ومن غير المؤكد أن يوصي رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، افيغدور ليبرمان، بتسيبي ليفني، الذي تجمعه معها علاقة وثيقة، وهو الذي أدخلها إلى الحياة السياسية بعد أن عينها رئيسة لمصلحة الشركات الحكومية عام 1996 حينما شغل منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء حينذاك بنيامين نتنياهو. كما انه من غير المؤكد أن يوصي حزب العمل بليفني، ولكنه في الوقت ذاته من المستبعد أن يوصي بنتنياهو.

حزب الليكود الذي بحوزته 28 مقعدا، يحظى على دعم حزب شاس الشرقي المتدين (11 مقعدا)، وحزب "إيحود ليئومي" المتطرف(4 مقاعد)، وحزب "البيت اليهودي المتطرف(3 مقاعد). والمجموع 45 مقعدا.


حزب "يسرائيل بيتينو، الذي يعتبر الحزب الثالث من حيث التمثيل(15 مقععدا)، وحزب العمل(13 مقعدا)، وحزب يهدوت هتوراة المتدين الأشكنازي(5 مقاعد)، لم يعلنوا بعد تأييدهم لأي من المعسكرين.

وفي حزب الليكود قالوا إن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، «يرقص في عرسين». ولكن رغم هذا الوصف يبقى موقف ليبرمان حاسما، نظرا للقوة التي منحها له الناخبون الإسرائيليون في الانتخابات الأخيرة.

ولكن في المقابل هناك من يرون بليبرمان خطر على مستقبل علاقات إسرائيل مع أوروبا والولايات المتحدة، وأصدر عدد من الاكاديميين اليهود في الولايات المتحدة عريضة، حذروا فيها من تدهور علاقة إسرائيل بيهود الولايات المتحدة إذا ما تبوأ ليبرمان منصبا مركزيا في الحكومة القادمة.

وكتبوا في العريضة: إذا كان ليبرمان عضوا مركزيا في الحكومة، سيتدهور تأييد اليهود الأمريكيين بإسرائيل بشكل كبير. وقال دينيس غيتسغوري، بروفيسور في الرياضيات في جامعة هارفرد، وهو من المبادرين للعريضة: " من دون دعم يهود الولايات المتحدة، سيصبح التعامل مع إسرائيل في العالم شبيها بالتعامل مع جنوب أفريقيا في حقبة الأبرتهايد".
ووقع العريضة عدد كبير من الأكاديميين اليهود من جامعات كورنال، براكلي، برينستون، نيو يورك، فيسكونسين، وبوسطن. كما انضم إلى الأكاديميين متبرعين يهود معروفين. وستقدم العريضة لنتنياهو وليفني هذا الأسبوع .



التعليقات