لعبة الحزب الجديد ; مجادلة يناور من خلال كنعان وزكور للحصول على مقعد متقدم في حزب العمل

على إثر انكماش قوة حزب العمل في استطلاعات الرأي، والخلافات التي تسود العلاقة بين رئيس الحزب، إيهود باراك، والوزير غالب مجادلة الذي يسعى لضمان فوزه بمقعد مضمون في الانتخابات القادمة، أصبح مجادلة في ورطة حقيقية وتملكه كابوس أن يجد نفسه خارج الكنيست وخائبا

لعبة الحزب الجديد ; مجادلة يناور من خلال كنعان وزكور  للحصول على مقعد متقدم في حزب العمل
حسن عبد الحليم ورائد دلاشة -

على إثر انكماش قوة حزب العمل في استطلاعات الرأي، والخلافات التي تسود العلاقة بين رئيس الحزب، إيهود باراك، والوزير غالب مجادلة الذي يسعى لضمان فوزه بمقعد مضمون في الانتخابات القادمة، أصبح مجادلة في ورطة حقيقية وتملكه كابوس أن يجد نفسه خارج الكنيست وخائبا، إذ ينحّيه حزبه عن الكرسي الوثير، إلا أن "الفرج" جاءه من حيث لا يدري، فقد توجه إليه عضو الكنيست عباس زكور الذي هو على خلاف مع القائمة الموحدة نتيجة لأزمة التناوب واحتفاظه بالكرسي، وعضو الكنيست السابق الذي لم يجد في التجمع الوطني مبتغاه، محمد كنعان، وعرضا عليه إقامة حزب جديد برئاسته.

وجد مجادلة في هذا العرض فرصة للضغط على حزب العمل لتحسين وضعيته، ورفع أسهمه للحصول على تحصين لما يسمى بـ «اللواء العربي» في الحزب، لنفسه بالطبع. وحاول لهذا الغرض تجنيد هذا «اللواء» لمنح زخم لمطلبه. وبالتالي فإن مجادلة استخدم طموح زكور للبقاء في الكنيست وطموح كنعان للعودة للكنيست لأهدافه، إلا أن «اللواء العربي» كما يبدو غير موحد خلف مجادلة لأن كل واحد منهم مرتبط بطريقة ما بمسؤول ما في حزب العمل أو بمصلحة له منه.

من غير المرجح أن يغامر مجادلة فيقدم على خوض الانتخابات في هذا الحزب لأنه لن يجد أحدا من «عرب حزب العمل» خلفه، لأن كل واحد منهم كما أسلفنا مرتبط بمصالح ما مع مسؤول ما في الحزب.

فقد أعرب عدد من مندوبي «اللواء العربي» الذين حضروا إجتماع زكور- كنعان ومجادلة، في حديث لمراسلنا، عن عدم رغبتهم في أن ينضم مجادلة للحزب الجديد، بادعاء أن هذه ستكون خطوة "غبية "يرتكبها مجادلة ونهاية لمسيرته السياسية. وقال أحد المندوبين من شفاعمرو في حديث خاص، أن غالب مجادلة يستغل اللواء العربي في الحزب من أجل إظهار قوته أمام قيادة الحزب من أجل الضغط عليهم بهدف تحصين مكان مضمون له في قائمة حزب العمل في الانتخابات المقبلة، وإلا فإنه سيغادر حزب العمل، وأضاف أن مجادلة يعمل على كسب الوقت، ويماطل في تقديم قراره النهائي لزكور وكنعان حتى يحصل على رد ووعود بضمان موقع متقدم له في حزب العمل، ودعم مؤكد له من إيهود باراك.

في نفس الوقت فقد رجحت شخصيات يهودية مطلعة في حزب العمل، من منطقة الجليل، أن "ايهود باراك "لن يوافق على مطالب مجادلة بتحصين موقع مضمون له، وقالت هذه المصادر لمراسلنا أن "عرب حزب العمل" في الجليل، بمعظمهم لن ينسحبوا مع غالب مجادلة من الحزب في حال اتخذ مثل هذا القرار، لأن هنالك شخصيات عربية أخرى تريد أن تبني لها مستقبلاُ داخل "العمل" ولهذا فان غالب مجادلة موجود في مرحلة مصيرية يحسم فيه مستقبله السياسي.


"فصل المقال"

التعليقات