ذكر معدو استطلاعات الرأي في القنوات الإسرائيلية، والتي ترتكز على عينات انتخابية يتم جمعها ميدانيًا من أمام صناديق الاقتراع حتى الساعة الثامنة مساء وتشكل النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات، أن النتائج المرتقبة ستشكل مفاجأة، على حد تعبيرهم، مرجحين نتائج مخالفة للتوقعات.
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، كان قد كثف من دعواته الطارئة لأنصار الليكود للخروج والمشاركة في التصويت، في حين امتنع عن ذلك اليوم، ما يشير إلى ارتفاع نسبة تصويت أنصار معسكر اليمين، ويفسر ما وصف بحالة "الرضى" التي تظهر في مقر الليكود الانتخابي.
وفي هذا السياق، قال المشرف على الاستطلاعات التي يعدها معهد "ديالوغ" للقناة 13 الإسرائيلية، البروفيسور كميل فوكس: "أنا أعتقد أن الاستطلاع الذي سيتم نشره هذا المساء سيكون أحد استطلاعات الرأي الأكثر إثارة التي نبثها على الإطلاق"، وأضاف "نحن نشاهد أشياء لم نر مثلها من قبل".
في المقابل، قال معد استطلاع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، إن "نسب التصويت مختلفة للغاية، نتصرف بشكل مختلف عن الانتخابات السابقة. هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام. سنواجه أمسية رائعة. سواء كان الأمر دراماتيكيًا أو ليس كذلك من الصعب التحديد، إلا أن النتائج تترك انطباعًا أننا سنشهد أمسية دراماتيكية بامتياز".
وتشكل نسبة التصويت اللاعب الأبرز في الانتخابات الحالية، في ظل تسجيل نسب مرتفعة في المجتمع العربي يرافقها معدلات لم تسجل لدى الوسط اليهودي منذ العام 1999، وذلك بارتفاع يقدر بنحو 3% عن انتخابات أيلول/ سبتمبر الأخيرة، وسط ارتفاع بارز لنسب التصويت في مناطق سيطرة الليكود.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة التصويت وصلت حتى الساعة الثامنة إلى 65.5% وسجلت ارتفاعا بنسبة 2% عن الانتخابات الأخيرة في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث مارس 4,226,883 من أصل 6,453,255 حقهم بالاقتراع.
ومن المتوقع أن تصل نسب التصويت العامة إلى 73% بارتفاع يقدر بنسبة 3% عن الانتخابات الأخيرة، علما بأنها وصلت في حينها إلى 69.4%.
وتشير الترجيحات إلى أن نسبة تصويت العرب قد تصل مع إغلاق صناديق الاقتراع لـ65%، وذلك بارتفاع قد يصل إلى 5% عن الانتخابات الأخيرة حيث وصلت نسبة تصويت العرب في أيلول/ سبتمبر الماضي إلى نحو 60%، وهذا يعني أن تمثيل المشتركة في الكنيست المقبل يقدر بنحو 14 مقعدًا.
وغيّر حزب الليكود بزعامة نتنياهو من حملته الانتخابية مع اقتراب موعد إغلاق الصناديق، حيث بدأوا ترويج أن الحزب "بات على بعد خطوة من الفوز"، فيما رصت وسائل الإعلام الإسرائيلية مواصلة نتنياهو في جولاته الميدانية في محاولة لتقوية مؤيديه.
ولفتت هيئة البث إلى حالة من القلق التي يشهدها المقر الانتخابي المركزي لقائمة "كاحول لافان"، وذكرت الهيئة أن الشعور الذي ينتاب ناشطي "كاحول لافان" هو أن نتنياهو قاد حملة انتخابية ناجحة كلفتهم خسارة كبيرة في المقاعد البرلمانية.
ووفقًا لمصادر الهيئة فإن قادة القائمة شرعوا حتى قبل الإعلان عن النتائج الأولية بتلاقف التهم وتحميل بعضهم بعضًا المسؤولية عن فشل حملتهم الانتخابية، علما بأن القائمة تصدرت نتائج الانتخابات الأخيرة وحازت على 33 مقعدًا من أصل 120.
وبحسب "كان" فإن الأجواء العامة التي في مكتب رئيس الحكومة، "إيجابية وسط حالة من الرضى وقناعة بأن الليكود سيسجل فوزًا على قائمة ‘كاحول لافان‘"، في المقابل، فإن الحالة المزاجية سيئة في مقر "كاحول لافان"، وهناك قلق يتواصل مع استمرار وصول المعطيات الواردة من الميدان.
وعلى صعيد متصل، غرمت لجنة الانتخابات المركزية، نتنياهو ما يزيد عن 7 آلاف شيكل بعد نشره فيديو "مجتزأ" لمنافسه غانتس في خضم المعركة الانتخابية الحاسمة في ظل الأزمة السياسية الإسرائيلية المتواصلة منذ نهاية العام 2018.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن لجنة الانتخابات غرمت نتنياهو والليكود مبلغ 7.500 شيكل، يتم دفعه لقائمة "كاحول لافان"، مع إلزامهما بحذف الفيديو المذكور.
وفي وقت سابق الإثنين، تقدم "كاحول لافان" بالتماس لدى لجنة الانتخابات، ضد حزب الليكود، بدعوى نشر مقطع فيديو يحرف فيه كلام زعيمه غانتس.
ومساء الإثنين، بث نتنياهو وحزب الليكود على حساباتهما بمواقع التواصل مقطع فيديو لغانتس، بدا فيه الأخير وكأنه أخطأ من فرط التوتر لدى مخاطبته الناخبين وقال "لا تصوتوا لـ "كاحول لافان"؛ إلا أن غانتس سارع ونشر الفيديو الكامل الذي بثه على الهواء من سيارته وهو في طريقه لمدينة حيفا لمتابعة سير الانتخابات.
وكتب غانتس على تويتر: "نتنياهو مضغوط، لذلك عاد وبث أخبارا كاذبة مع فيديو مجتزأ وكاذب. إليكم الفيديو الكامل والذي قلت فيه: إذا لم تصوتوا لـ‘كاحول لافان‘ فسوف نذهب لانتخابات رابعة".
اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو سيحارب لتشكيل حكومة ومعاقبة الجهاز القضائي
التعليقات