نصف أطباء العائلة وربع أطباء الأطفال ليسوا مؤهلين

44% من أطباء العائلة هم "أطباء عامون" * 25% من أطباء الأطفال عرب و 60% من المختصين بطب العائلة نساء * رغم النقص في الأطباء المختصين بأمراض الشيخوخة فإن بعضهم يعملون كأطباء عائلة

نصف أطباء العائلة وربع أطباء الأطفال ليسوا مؤهلين

الصورة للتوضيح فقط (بيكسابي)

* 44% من أطباء العائلة هم أطباء عامون
* 25% من أطباء الأطفال هم أطباء عرب
* 60% من أطباء العائلة من النساء
* 33% من الأطباء المختصين بأمراض الشيخوخة يعملون كأطباء عائلة


بيّن تقرير جديد لـ"دائرة التخطيط الإستراتيجي والاقتصادي" في وزارة الصحة الإسرائيلية أن ما يقارب نصف أطباء العائلة في إسرائيل، 44% من بين أكثر من 5 آلاف طبيب، هم أطباء عامون، دون أي اختصاص ما في الطب.

كما بين التقرير نفسه، الذي نشرته الصحيفة الاقتصادية "غلوبس" أن 25% من أطباء الأطفال بدون تخصص.

أعد التقرير أماتسيا غينات، وهو مدير مجال التخطيط والقوى البشرية والبنى التحتية في دائرة التخطيط الإستراتيجي والاقتصادي في وزارة الصحة، ويتصل بمعطيات تم جمعها خلال العام الحالي 2018.

يشار إلى أن "الأطباء العامين" هم الذين أنهوا دراسة الطب والتطبيق، وحصلوا على رخصة لمزاولة المهنة، ولكنهم لم يستكملوا أي تخصص ما، مثل الأطفال أو النساء أو الجلد أو الجراحة العامة، وما إلى ذلك.

وبحسب التقرير، فإن الحديث عن نسبة عالية جدا من الأطباء غير المختصين في وسط أطباء العائلة وأطباء الأطفال، علما أن أطباء بدون تخصص تعني أن نوعية العلاج ليست جيدة بدرجة كافية.

يذكر في هذا السياق أن تعليمات وزارة الصحة، منذ سنوات، تمنع الأطباء العامين من إطلاق لقب "أطباء عائلة" أو "أطباء أطفال" على أنفسهم، وإنما فقط الإشارة إلى أنهم يعملون في "عيادة العائلة". وذلك لأن صناديق المرضى على استعداد لقبول أطباء غير مختصين بسبب النقص في عدد الأطباء، علما أن هناك نقصا ملحوظا في عدد أطباء العائلة، بسبب الخروج المتسارع إلى التقاعد، كما أن نحو 33% من العاملين في طب العائلة هم اليوم فوق جيل 60 عاما، أي أنهم على وشك الخروج إلى التقاعد في السنوات القريبة.

وأظهرت المعطيات أنه في صندوق المرضى "ليئوميت" 67% من أطباء العائلة فيها ليس لديهم أي اختصاص، يليه صندوق المرضى "ميئوحيديت" بنسبة 58%، و"كلاليت" بنسبة 41%، و"مكابي" بنسبة 31%.

وأظهرت أيضا أنه في صندوق المرضى "مكابي" كانت أعلى نسبة أطباء عائلة أو أطباء أمراض باطنية، حيث وصلت إلى 65%، يليه "كلاليت" 55%، و"ميئوحيديت" بنسبة 35%، و"ليئوميت" بنسبة 26%.

ويقول نائب مدير عام في دائرة التخطيط الإستراتيجي والاقتصادي ، نير كيدار، إن المشكلة تكمن في أن الجمهور غير مدرك للفجوات بين طبيب يعمل في عيادة العائلة وبين طبيب مختص. ويشير إلى أنه بالإمكان فحص خلفية كل طبيب واختصاصه في مواقع صناديق المرضى المختلفة.

وبحسبه، فإن وزارة الصحة ستقوم بفحص نسبة الأطباء غير المختصين حتى في مجالات أخرى في الفترة القريبة، ولكنها اختارت التركيز على طب العائلة في البداية لأنه الأهم.

يشار إلى أن التخصص في طب العائلة يستغرق 4 سنوات، حيث يكتسب الطبيب اختصاصا في المجال، كما يتنقل بين أقسام طب الأمراض الباطنية والأطفال والطوارئ. ولذلك لا غرابة في أن أطباء الأمراض الباطنية يعلمون كأطباء عائلة (19% من أطباء العائلة هم أطباء أمراض باطنية)، رغم اختلاف التخصص.

وعن الفرق بين طبيب عام وبين طبيب مختص، يقول طبيب أمراض باطنية في أحد المستشفيات الكبيرة إن طبيب العائلة يستطيع أن يعالج مريض سكري مثلا، بينما لا يستطيع ذلك طبيب عام، حيث أنه من الممكن أن يحوله إلى طبيب مختص بالغدد الصماء، الأمر الذي يجعله في حالة انتظار لمدة شهور، بما قد يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي للمريض خلال هذه الفترة.

وأكدت طبيبة أطفال في أحد المستشفيات أنها ترى إخفاقات في علاج الأطفال، وذلك نتيجة معالجتهم من قبل أطباء ليسوا مختصين بطب الأطفال. وتضيف أنه على سبيل المثال من غير المتبع إعطاء الأطفال دون جيل 3 سنوات مضادات حيوية، ولكن أطباء غير مختصين قد يفعلون ذلك.

44% من أطباء العائلة هم "أطباء عامون"

تشير المعطيات إلى أنه بين 5052 طبيبا يعملون اليوم كأطباء عائلة في صناديق المرضى الأربعة، هناك 32% (1626 طبيبا) مختصون بطب العائلة، و 19% (984 طبيبا) مختصون بالأمراض الباطنية، و44% (2265 طبيبا) هم أطباء عامون بدون أي تخصص، و5% هم ذوو تخصصات أخرى مثل الشيخوخة.

وتعني هذه المعطيات أن 56% من مجمل العاملين في طب العائلة هم ذوو تخصص ما في الطب. ورغم زيادة معينة في عدد الأطباء المختصين الذين يعملون كأطباء عائلة، مقارنة باستطلاع أجري عام 2015، فإن نسبتهم بين مجمل العاملين في طب العائلة بقيت كما هي، وذلك بسبب الزيادة الجدية في عدد الأطباء العامين أيضا.

25% من أطباء الأطفال عرب و 60% من المختصين بطب العائلة نساء

أشار التقرير إلى أن عدد المختصين في طب العائلة في إسرائيل هو أقل من نصف عدد العاملين في هذا المجال، ويصل إلى نحو 2100 طبيب مختص، بينهم بضع مئات لا يعملون كأطباء عائلة. وتبين أن 60% من المختصين في طب العائلة هم من النساء، كما تبين أن 25% من العاملين في طب الأطفال هم من الأطباء العرب، علما أن نسبة العرب السكانية لا تزيد عن 20%.

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن الفجوة بين عدد العاملين في الطب وبين المختصين تؤكد على الحاجة للأطباء المختصين، وفي الوقت نفسه تبرر تشغيل أطباء عامين غير مختصين.

في منطقة الشمال أعلى نسبة أطباء لكل ألف شخص

وتشير الأرقام إلى أن عدد الأطباء المختصين لكل ألف شخص في البلاد لا يتجاوز 0.22، بينما يصل عدد الأطباء عامة إلى 0.6 طبيب لكل 1000 شخص، بينما تصل في منطقة الشمال إلى 0.74 طبيب لكل 1000 شخص.

وتظهر أيضا أنه من بين 2100 طبيب مختص بطب العائلة هناك نحو 50% منهم فوق جيل 50 عاما، و 25% منهم فوق جيل 60 عاما. ومن بين العاملين في طب العائلة (مختصين وغير مختصين) هناك نحو 33% فوق جيل 60 عاما. ما يعني أنه في السنوات العشرين القادمة سيخرج إلى التقاعد نحو 150 طبيبا سنويا، بينهم 50 طبيبا من المختصين.

في المقابل، تشير المعطيات إلى أنه دخل 86 طبيبا مختصا جديدا إلى جهاز الطب عام 2017، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في السنوات القريبة إلى 120 طبيبا، ما يعني أن الحاجة للمزيد من المختصين ستظل قائمة، حيث أن الأرقام تشير إلى الحاجة لـ 250 طبيبا مختصا سنويا، بينما تشير تقديرات أخرى إلى الحاجة إلى ما بين 350 إلى 400 طبيب عائلة جديد سنويا.

وبحسب صناديق المرضى، فإن "كلاليت" زادت عدد الأطباء فيها بـ214 طبيبا (9%) في السنوات 2015 حتى 2018، مقابل 87 طبيبا (7%) في "مكابي"، و 26 طبيبا (3%) في "ميئوحيديت"، بينما تراجع عدد الأطباء في "ليئوميت" بـ72 طبيبا (12%) مقارنة بالعام 2015، علما أن "ليئوميت" تحتل أعلى نسبة في عدد الأطباء لكل 1000 شخص من بين صناديق المرضى، حيث تصل إلى 0.71.

رغم النقص في أطباء أمراض الشيخوخة فإن ثلثهم يعملون أطباء عائلة

وأظهرت المعطيات أيضا أنه بالرغم من النقص في عدد الأطباء المختصين بأمراض الشيخوخة، فإن 114 طبيبا من بين 360 طبيبا المختصين بهذا المجال، يعملون في مجال طب العائلة.

وتشير المعطيات إلى أن النقص في عدد الأطباء المختصين بأمراض الشيخوخة سوف يتفاقم في ظل التقارير التي تتوقع زيادة عدد أفراد الفئة العمرية فوق جيل 65 عاما من 12% اليوم إلى 15% عام 2034.

وتبين أن الأطباء المختصين بأمراض الشيخوخة يفضلون العمل كأطباء عائلة بسبب الفارق في الربح الشهري، حيث أن الطبيب في الحالة الأولى يفحص مسنا واحدا كل ساعة أو ساعتين وعادة تكون الحالة معقدة وتشمل عدة أمراض، وهو الوقت الكافي لمعالجة 10 مرضى آخرين يخصص لكل واحد منهم 7 دقائق، علما أن بعض صناديق المرضى تدفع للأطباء بحسب عدد المرضى الذين يتلقون العلاج عنده.

التعليقات