باحثان إسرائيليان: "السماح بعملية سياسية لإبعاد إيران عن سورية"

اعتبر باحثان إسرائيليان أن على إسرائيل أن تفسح المجال أمام خطوات سياسية، روسية – أميركية، من أجل إبعاد إيران، عسكريا خصوصا، عن سورية، وأنه في حال عدم نجاح خطوات سياسية كهذه، فإنه بإمكان إسرائيل استئناف الغارات الجوية

باحثان إسرائيليان:

الرئيسان الإيراني والروسي، روحاني وبوتين (سبوتنيك)

اعتبر باحثان إسرائيليان أن على إسرائيل أن تفسح المجال أمام خطوات سياسية، روسية – أميركية، من أجل إبعاد إيران، عسكريا خصوصا، عن سورية، وأنه في حال عدم نجاح خطوات سياسية كهذه، فإنه بإمكان إسرائيل العودة إلى الغارات الجوية وقصف مواقع إيرانية في سورية.

ورأى مدير "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أودي ديكل، والباحثة في المعهد، كرميت فلانسي، في مقال نشره موقع المعهد اليوم، الأحد، أنه توجد خلافات بين روسيا وإيران، لكن على الرغم من هذه الخلافات إلا أن كلتا الدولتين تواصلان التعاون بينهما في عدة مجالات في الحلبة السورية وخارجها.

وتنظر إيران إلى استمرار وجودها في سورية كهدف إستراتيجي، حتى لو كانت هناك مصاعب في تحقيق ذلك. وبحسب الباحثين الإسرائيليين، فإنه "على ما يبدو أن القيادة الإيرانية ما زالت مصرة على مواصلة التموضع في سورية، حتى لو كان ذلك بحجم أصغر من التخطيط الأصلي، وذلك بسبب الهجمات الإسرائيلية والقيود التي تفرضها روسيا ونظام الأسد على إيران، وكذلك بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها في أعقاب العقوبات الأميركية".

وأضاف الباحثان أنه "بعد أن أخْلت إيران حوزتها (قاعدتها) في مطار دمشق الدولي، بسبب التوتر الحاصل بينها وبين روسيا ونظام الأسد بسبب الهجمات الإسرائيلية، نقلت نشاطها إلى القاعدة العسكرية T-4 التابعة لسلاح الجو السوري ويقع في وسط سورية".

وتطرق الباحثان إلى الدور الأميركي في سورية، وأشارا إلى أنه "على الرغم من قرار الرئيس ترامب بتقليص، ولاحقا إنهاء، الوجود العسكري الأميركي في شمال شرق سورية، فإن جهات مهنية في الإدارة الأميركية تحاول إقناع الرئيس بإرجاء هذه الخطوة، بالاستناد إلى تقديرات بأن سحب القوات سيؤدي إلى تقوية نظام الأسد والتأثير الإيراني في سورية، وحتى سيطرة تركيا على منطقة أمنية على طول حدودها المشتركة مع سورية".

واعتبر الباحثان أن "هذا التطور سيعكس انهيار النموذج الأميركي لدفع استقرار هذه المنطقة قبل انسحاب القوات الأميركية منها، ويستند هذا الاستقرار إلى الأكراد وقوات سورية الديمقراطية، حلفاء الولايات المتحدة، وسيكونوا معرضين لضغط عسكري كبير ومضاعف من جانب تركيا وسورية وإيران. ويتوقع أن تستغل إيران ذلك من أجل تعزيز تأثيرها على كلا جانبي الحدود السورية – العراقية، وهناك مؤشرات على إعداد بنية تحتية إيرانية من أجل نشر ميليشيات في هذه المنطقة".   

وتابع الباحثان أن روسيا مستاءة من هذا الوضع، لأنه "ليس فقط أنها ستفقد نقاط هامة في الصراع على التأثير في سورية، وإنما ستضطر إلى القبول بسيطرة إيرانية على حقول الطاقة في شرق الدولة. ولذلك، فإنه خلافا لدعوة موسكو العلنية لسحب القوات الأميركية، فإنه من الجائز أنها تفضل تنفيذ خطوات في هذا الاتجاه بتنسيق كامل بينها وبين واشنطن من أجل تقليص الأضرار وتقييد خطوات إيران".

وبالنسبة لإسرائيل، ادعى الباحثان أنها "قلصت في الأسابيع الأخيرة وتيرة هجماتها ضد الحوزات الإيرانية في سورية، وعلى ما يبدو بهدف استنفاد ’البطاقة الروسية’ من أجل تقليص الوجود الإيراني في سورية. ونشأت حاليا نافذة فرص، تسمح لإسرائيل بمحاولة تطبيق ديناميكية مقابل روسيا والولايات المتحدة، ومن خلال محاولة لبلورة وتطبيق مصالح مشتركة لها وللدولتين العظميين، وفي مركزها تعزيز الاستقرار في سورية وتنفيذ إصلاحات سلطوية في سورية، إلى جانب تقليص التأثير الإيراني في الدولة".

وأشار الباحثان إلى أنه "بحوزة إسرائيل نظامين إستراتيجيين. الأول هو التنسيق مقابل روسيا حول انتشار وانسحاب القوات الأجنبية من سورية، مثلما جرى الاتفاق بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة (الإسرائيلية)، بنيامين نتنياهو؛ الثاني هو قناة إسرائيل – الولايات المتحدة، الذي يتركز في مواجهة التحدي الإيراني بالمفهوم الواسع. وبإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل محاولة تجنيد دول الخليج إلى جانبهما من أجل المساعدة في إعمار سورية، مقابل إبعاد إيران عن الدولة. وينبغي أن تكون هذه الطريقة، إذا كانت ممكنة أصلا، مدعومة بمقابل ما – باتفاق أميركي وأوروبي – لروسيا، وأن تأخذ بالحسبان تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، وحتى تلك المفروضة على نظام الأسد. ومن الصواب محاولة دفع هذه الخطوة رغم أن احتمال نجاحها ضئيل".      

وختم الباحثان مقالهما بأنه "بعد نجاح الخطوات العسكرية الإسرائيلية من أجل لجم التموضع العسكري الإيراني في سورية، فإنه من الصواب أن تسمح إسرائيل باستنفاد العمل السياسي والمصالح المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة باستقرار الوضع في سورية، وتقليص تأثير إيران وقدراتها في سورية. وباستثناء استمرار منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، بإمكان إسرائيل تأجيل ممارسة الضغط العسكري ضد الحوزات العسكرية والبنية التحتية الإيرانية في سورية وتمكين الدولتين العظميين من تقييد خطوات إيران في الدولة. وفي جميع الأحوال، بإمكان إسرائيل استئناف الهجمات في حال لم تثمر العملية السياسية من أجل إبعاد إيران عن نتائج إيجابية".

التعليقات