مسؤولون إسرائيليون: جهازا الصحة المدني والعسكري ليسا جاهزين للحرب

مسؤول في جهاز الصحة: غرف الطوارئ المزدحمة في المستشفيات لن تكون قادرة على استيعاب عدد المصابين المتوقع، و"نجمة داود الحمراء" تتوقع نقصا كبيرا في القوى البشرية لأن نصف العاملين فيها سيستدعون للخدمة في قوات الاحتياط

مسؤولون إسرائيليون: جهازا الصحة المدني والعسكري ليسا جاهزين للحرب

تدريب للجيش الإسرائيلي على إخلاء جرحى

قال مسؤولون إسرائيليون إن جهازي الأمن والصحة ليسا جاهزين بالشكل الكافي للاعتناء بمصابين أثناء حرب في أكثر من جبهة. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، عن مسؤول في جهاز الأمن قوله إن إخلاء جنود مصابين يتوقع أن يكون أكثر تعقيدا في الحرب المقبلة "بسبب تطور أسلحة العدو، والجيش الإسرائيلي لم يضع بعد ردا على ذلك". وأضاف المسؤول نفسه أنه يوجد نقص بنسبة 30% تقريبا في سيارات الإسعاف العسكرية المطلوبة في الحرب، وأن 20% من وظائف الأطباء في الجيش شاغرة.

وحذر مسؤول في جهاز الصحة من أن غرف الطوارئ المزدحمة في المستشفيات لن تكون قادرة على استيعاب عدد المصابين المتوقع أن يصل إليها، وأن خدمة الإسعاف الأولي "نجمة داود الحمراء" تتوقع نقصا كبيرا في القوى البشرية لأن نصف العاملين فيها سيستدعون للخدمة في قوات الاحتياط في الجيش.

وشدد المسؤول الأمني، الذي شارك في سلسلة مداولات حول الموضوع جرت مؤخرا، على أنه "ستكون هناك مشكلة في الإخلاء، ونحن نعرف ذلك جيدا. وواضح للجميع أن لا أحد سيجعل الأولاد والنساء ينتظرون تحت أنقاض بيوت لأن الجيش الإسرائيلي يريد تزويد مركبات إخلاء للجنود في الجبهة. وسنصل إلى وضع يضطر فيه المسؤولون إلى التنازل عن شيء ما، ولا أريد أن أكون جزءا من متخذي القرار هؤلاء في تلك اللحظة. وقد تكرر بحث هذه القضية، لكن لا يأخذون هذا الأمر على محمل الجد ولا أحد يعالج ذلك حتى النهاية".   

وكان مراقب الدولة تطرق إلى صعوبة إخلاء مصابين من ميدان القتال، وقال في تقرير صدر في آذار/مارس الماضي، إن على منظومة مروحيات الجيش أن تلائم نفسها مع إخلاء جنود من الجبهة على ضوء التهديدات الإقليمية. وفيما أجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورة مع قوات البرية حاكت إخلاء جنود جرحى، فإن مسؤولين في جهاز الأمن يؤكدون أن الجيش ليس مستعدا لذلك بالشكل الكافي. وحسب مصدر أمني، فإن الجيش الإسرائيلي يبحث حاليا أن يستخدم في المستقبل طائرات صغيرة مسيرة ومركبات من دون سائق لإخلاء جرحى من ساحة القتال، لكن هذه الوسائل ما زالت بعيدة عن أن تكون عملانية وفي الجميع الأحوال ليست ملائمة للتعامل مع عدد المصابين الكبير المتوقع في حرب متعددة الجبهات.

ويثير النقص في الأطباء العسكريين قلق جهاز الأمن، إذ تدل المعطيات على أن 83% من الجنود الجرحى في الحروب التي خاضتها إسرائيل يموتون في الساعة الأولى بعد إصابتهم بسبب فقدانهم كميات من الدم. ويواجه جهاز الأمن مصاعب في تجنيد أطباء لصفوفه. وكان مفوض شكاوى الجنود المنتهية ولايته، الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك، قد أشار في تقرير نشره في حزيران/يونيو العام الماضي، إلى أنه إلى جانب صعوبة تجنيد أطباء عسكريين، فإن عدد الأطباء العسكريين الذين يطلبون إنهاء خدمتهم يرتفع باستمرار، وأنه "نحن موجودون اليوم في إحدى أصعب الأزمات التي شهدها سلاح الطب".

وعلى خلفية الاكتظاظ في المستشفيات، فإن جهاز الصحة يستعد لتسريح مرضى لا يوجد خطر على حياتهم لدى اندلاع حرب، من أجل توفير أماكن لمصابين بجراح خطيرة. وتشير التقديرات إلى أنه في وضع كهذا سيتم إخلاء أقسام بكاملها من أجل فتح غرفة طوارئ كبيرة لاستقبال جرحى من الجبهة والجبهة الداخلية، ومن ثم توزيعهم إلى المستشفى الملائم لمعالجة جراحهم.  

وعقب الجيش الإسرائيلي على التقرير بأنه سيستوعب 160 سيارة إسعاف جديدة تدريجيا حتى العام 2020، وأن 85% من وظائف الأطباء العسكريين شاغلة، وهذه النسبة ترتفع إلى 100% في الوحدات المنتشرة في الجبهات.

التعليقات