موجة تطبيع بلا سلام إقليمي: وضع إسرائيل الإستراتيجي لم يتغير

تحليلات إسرائيلية: "أيا من الدول المطبعة ليست في حالة حرب مع إسرائيل، ولا يوجد بينهم أي مطالب إقليمية أو مطالب بتنازلات – وصندوق التعويضات ليس في إسرائيل وإنما في واشنطن، التي ستنقل الآن صلاحية التوقيع على الشيكات إلى بايدن"

موجة تطبيع بلا سلام إقليمي: وضع إسرائيل الإستراتيجي لم يتغير

نتنياهو والسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، في باحة حائط البراق، أمس (أ.ب.)

قدّر مسؤولون سياسيون إسرائيليون أن دولا عربية وإسلامية ستعلن عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، قبل اننتهاء ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، من أجل استغلال المنافع الكامنة في ذلك، وذلك بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مقابل اعتراف أميركي بسيادة المغرب في الصحراء الغربية، حسبما ذكر تقريران في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني وصحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة.

وأشار التقريران إلى الأسلوب الذي مارسه ترامب من أجل التوصل إلى اتفاقيات التطبيع هذه. ووفقا لمحلل الشؤون العربية في "هآرتس"، تسفي برئيل، فإنه "بإمكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يتباهى بتحالفات السلام الجديدة. لكن لا يوجد هنا سلام إقليمي مع إسرائيل، وإنما ما يشبه مقصف مفتوح وتختار أي دولة منه المقابل الملائم لها للثمن السياسي الذي تدفعه. الإمارات ستحصل على طائرات F35، البحرين تحصل على حماية أميركية، السودان سيزال عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب وسيكون بإمكانها الحصول على مساعدات هامة من مؤسسات تمويل دولية، والمغرب ستحظى باعتراف أميركي بسيادتها في الصحراء الغربية".

وأضاف برئيل أن "أيا من هذه الدول ليست في حالة حرب فعلية مقابل إسرائيل، ولا يوجد بينهم أي مطالب إقليمية أو مطالب بتنازلات – وصندوق التعويضات ليس في إسرائيل وإنما في واشنطن، التي ستنقل الآن صلاحية التوقيع على الشيكات إلى أيدي (الرئيس المنتخب جو) بايدن".

ورجح المسؤولون الإسرائيليون، وفقا لـ"يديعوت"، أن عُمان ستكون الدولة القادمة التي توقع اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل. كذلك تجري اتصالات مع دول إسلامية في أفريقيا، مثل النيجر، موريتانيا، مالي وجيبوتي. وثمة احتمال لاتفاقيات كهذه مع أندونيسيا وسلطنة بروناي وهي دولة صغيرة جدا.

وأضافت الصحيفة أن "كل واحدة من تلك الدول قد تكون القادمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا مرتبط بالثمن الذي سيكون ترامب مستعد لدفعه". واستبعد المسؤولون الإسرائيليون أن تكون السعودية إحدى الدول التي ستطبع مع إسرائيل قريبا، وأن التقديرات هي أن "السعوديين سينتظرون عهد بايدن قبل التوجه إلى خطوة دراماتيكية كهذه".

وفيما يتعلق بالمغرب، رأى برئيل أن اعتراف ترامب بسيادتها في الصحراء الغربية "لا تمنحها اعترافا دوليا. وفي أعقاب الاعتراف الأميركي، قد يتصاعد الكفاح من أجل استقلال الصحراء الغربية ويسقط المزيد من الضحايا".

وأضاف أن الوقائع السياسية التي يفرضها ترامب على الأرض، "لا تزيل عن إسرائيل التهديدات الإستراتيجية الماثلة أمامها. والسلام مع المغرب أو الإمارات لا يذيب التهديد الإيراني وبالتأكيد لا يتوقع أن يؤثر على الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، بالانسحاب من خطته بالعودة إلى الاتفاق النووي، وليس من شأن سلام كهذا أن يحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، الذي سيبقى سبب العداء العربي الشعبي تجاه إسرائيل".

ولفت برئيل إلى العلاقات "شبه الرسمية" والحميمة السائدة بين إسرائيل والمغرب منذ عشرات السنين، والمتمثلة بعدد السائحين الكبير من إسرائيل إلى المغرب.

وأشار برئيل إلى أن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل مطروح منذ شهور طويلة، "ويبدو أن الدفعة النهائية منحها صديق إسرائيل الجديد، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. وليس فقط أن الإمارات في مقدمة الدول التي تستثمر في المغرب، إنما هي تدعم، إلى جانب معظم الدول العربية، مطلب الاعتراف السيادة المغربية في الصحراء الغربية. وقبل شهرين، أعلن بن زايد عن فتح قنصلية في كبرى مدن الصحراء الغربية، وأظهر دعم بلاده لهذا الضم. والتقى بن زايد مؤخرا مع ملك المغرب ويبدو أنه حينذاك تم الاتفاق على أن يعمل من أجل الحصول على اعتراف واشنطن بهذه السيادة، مقابل تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل".

ولفت برئيل إلى مصلحة بن زايد في ذلك، هو أنه "يتوقع أن يضعف المعارضة لخطوات التطبيع مع إسرائيل من جانب دول وجماهير عربية... وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا إنجاز كبير. والآن، المغرب تنضم إلى مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، والسودان اللاتي يبنين محور سياسيا، تعتبر إسرائيل فيه عضو معترف به ومقبول، وحتى صديقة. ولاحقا، قد تبحث دول إسلامية مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا بجدية إقامة علاقات مع إسرائيل".

التعليقات