تحليلات: نتنياهو سيواجه بالانتخابات القادمة خصوما يصعب وصفهم "باليساريين"

"غانتس انهار أمام براعم التمرد الأول واستسلم لهم. وربما حان الوقت كي يقول إنه حاولت. أردت فعل شيئا. فشلت. سأتنحى. وإذا لم يقل ذلك، لعله حان الوقت ليقولوا له: إرحل"* استطلاع: "كاحول لافان" ينهار إلى 6 مقاعد والليكود 29 مقعدا

تحليلات: نتنياهو سيواجه بالانتخابات القادمة خصوما يصعب وصفهم

نتنياهو خلال مرتمر صحافي في مكتبه، أمس (أ.ب.)

تراجع رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، عن مواصلة المفاوضات مع حزب الليكود حول إرجاء موعد المصادقة على الميزانية، من أجل إطالة عمر حكومة بنيامين نتنياهو، لأنه خشي من أن يشق وزير القضاء، آفي نيسانكورين، حزبه، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء. وعارض ثلاثة أعضاء كنيست من "كاحول لافان"، أمس، إرجاء المصادقة على الميزانية، مما دلّ على وجود تمرد ضد غانتس.

في هذه الأثناء، دل استطلاع نشرته قناة الكنيست التلفزيونية، اليوم، على انهيار حزب "كاحول لافان"، علما أن الاستطلاع أجري أمس وقبل سقوط مقترح إرجاء المصادقة على الميزانية، الليلة الماضية، الذي يعني أن الكنيست ستُحل أوتوماتيكا بحلول منتصف الليلة المقبلة والتوجه لانتخابات أخرى في آذار/مارس المقبل.

وحسب الاستطلاع، فإن الليكود سيحصل على 29 مقعدا، وحزب "أمل جديد" برئاسة المنشق عن الليكود غدعون ساعر سيحصل على 20 مقعدا، وتحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" 14 مقعدا، "ييش عتيد" 13 مقعدا، القائمة المشتركة 11 مقعدا، حزب شاس 8 مقاعد، كتلة "يهدوت هتوراة" 7 مقاعد، "يسرائيل بيتينو" 7 مقاعد، "كاحول لافان" 6 مقاعد، وحزب ميرتس 4 مقاعد.

ويتبين من ذلك أن قوة معسكر الليكود والأحزاب الحريدية 44 مقعدا، بينما قوة معسكر معارضي نتنياهو 62 مقعدا. وأيد 41% انتخابات جديدة مبكرة وعارض ذلك 36%. وأيد 43% من ناخبي "كاحول لافان" تبكير الانتخابات، ما يؤكد استيائهم من الأزمة الحكومية.

واعتبرت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أنه من دون علاقة بالتصويت في الكنيست، أمس، فإن "أمرين تفككا: الهيئة المتخاصمة والفوضوية المسماة حكومة إسرائيل، والحزب المتخاصم الذي تسوده الفوضى والمسمى كاحول لافان".

ووصفت كدمون الحكومة بأنها "وُلدت بلا قطرة ثقة، وباتفاقيات وقع عليها اثنان (نتنياهو وغانتس)، الأول محتال والثاني ساذج". ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن "التردد واستصعاب اتخاذ قرارات ميّز غانتس. وما فعله خلال الأسبوعين الأخيرين كان انتحارا".

وأضافت كدمون أن غانتس "انهار أمام براعم التمرد الأول واستسلم لهم. وربما حان الوقت كي يقول إنه حاولت. أردت فعل شيئا. فشلت. سأتنحى. وإذا لم يقل ذلك، لعله حان الوقت ليقولوا له: إرحل".

وتطرق محلل الشؤون الحزبية في "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى المعركة الانتخابية القادمة. وأشار إلى أن "نتنياهو اعتاد على إدارة حملة ضد خصم مركزي واحد، من معسكر الوسط – يسار. وكان يسهل عليه وصمهم بتهمة شريرة وكاذبة وصلت إلى حد تخوينهم. وهكذا نجح في أن يسحب لنفسه نوابا من ناخبي اليمين الذين ذُعروا من مصطلح ’حكم اليسار’".

وأضاف فيرتر أن "بوجود ساعر كخصمم مركزي ونفتالي بينيت كخصم ثانوي، الآن، لم يعد هذا التكتيك، الذي استخدمه جيدا، واقعيا. وسيكون من الصعب وصفهما باليسارية وبالتعاون مع اليسار. وهو سيحاول طبعا، لكن يوجد حدود حتى لأكثر الحملات المخادعة في العالم".

وحسب فيرتر، فإن "نتنياهو دخل إلى هذه المعركة الانتخابية بأسوأ معطيات في الأشهر الأخيرة. فقبل (انشقاق) ساعر، كانت قوة كتلة الليكود – يمينا – الحريديين 65 – 67 مقعدا في الكنيست. وهذا كان ائتلافا متجانسا سيحرره من كابوس المحكمة. لكن ليس بعد الآن، فقد تعهد ساعر بألا يتعاون مع القضاء على الديمقراطية الإسرائيلية. وهكذا فعل بينيت بالأمس أيضا".

ورأى أن "غانتس أيضا يدخل إلى هذه الانتخابات وهو في حضيض. وكان بإمكانه الحفاظ على كرامته وانتصاب قامته، لو رفض المطالب الوقحة التي قدمها نتنياهو له، بتحطيم عظام السلطة القضائية، إفراغ منصب وزير القضاء من مضمونه ومنح المتهم بالجنائيات سلما للتهرب من عقوبة السجن".

ولفت فيرتر إلى أن "مجرد استعداد غانتس، مدعوما من غابي أشكنازي، بإجراء مفاوضات حول هذه الفريسة، هو الذي تسبب بتمرد ضده في كتلته. وكان يتعين عليه أن يرفض مقترحات نتنياهو وتفكيك الحكومة بضجة كبيرة".

التعليقات