سيناريوهات المحللين: هل ينجح معارضو نتنياهو بمنع انتخابات خامسة؟

يتبين من التحليلات أنه ليس واضحا بعد إذا كان نتنياهو سينجح بتشكيل حكومة، وما إذا سيتفق رؤساء أحزاب المعسكر المعارض له – لبيد، ساعر، بينيت، ليبرمان، حزب العمل وميرتس – على تشكيل حكومة وعلى هوية رئيسها

سيناريوهات المحللين: هل ينجح معارضو نتنياهو بمنع انتخابات خامسة؟

نتنياهو وبينيت في الكنيست (أرشيفية - المكتب الإعلامي للكنيست)

تظهر الاستطلاعات التي نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى الآن أنه إذا لم يتمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ولا يبدو أنه سينجح في ذلك وفقا للاصطفافات الحزبية الحالية، فإن لا أحد من رؤساء الأحزاب سيتمكن من تشكيل حكومة، ما يعني فتح الطريق باتجاه انتخابات خامسة للكنيست، في الصيف المقبل.

وصورة الوضع حاليا، هي أن نتنياهو مدعوم من حزبه، الليكود، والحزبين الحريديين شاس و"يهدوت هتوراة، وتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. ومن الجهة الأخرى، أي المعسكري المعارض لنتنياهو، يتألف من أحزاب "ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد، "تيكفا حداشا" برئاسة غدعون ساعر، "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى حزب العمل وحزب ميرتس والقائمة المشتركة.

وهناك توقعات حذرة لاحتمال انضمام "يمينا" إلى معسكر نتنياهو، رغم الخصومة، والكراهية الشديدة أيضا، بين نتنياهو وبينيت. لكن الأخير صرّح بأنه لن يشارك بحكومة برئاسة لبيد، علما أن الأخير هو ثاني أكبر حزب، بعد الليكود، وبفارق عدد مقاعد كبير عن أي حزب في المعسكر المعارض لنتنياهو، وبضمن ذلك حزب ساعر.

لبيد وغانتس (المكتب الإعلامي للكنيست)

إلا أن محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسير فيرتر، أفاد اليوم، الجمعة، بأن "رؤساء أحزاب التغيير" أي أحزاب المعسكر المعارض لنتنياهو، "وبضمنهم نفتالي بينيت، يدرسون الخريطة. وهم عازمون، بأي ثمن تقريبا، على ألا يتعاونوا مع إمكانية جولة انتخابات خامسة. وهذا يخيم على النقاش المعقد بينهم. وبينيت حوّل هذا الوعد إلى شعار. والمعنى واضح: عليهم أن يتفقوا".

وأضاف فيرتر إلى أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لن يسرّع المداولات التي يجريها مع الأحزاب لترشح أحد من أجل تكليفه بتشكيل الحكومة. وتجري الانتخابات يوم 23 آذار/مارس الحالي، وستظهر النتائج الحقيقية بحلول نهاية الشهر، فيما تحتفل إسرائيل بالفصح اليهودي، ومشاورات ريفلين ستبدا في 7 نيسان/أبريل المقبل. وبذلك سيكون لدى الأحزاب المعارضة لنتنياهو وقتا كافيا للتشاور.

وفي حال لم يتمكن نتنياهو فعلا من الحصول على أغلبية في الكنيست، إلى جانب "الرغبة المشتركة (لرؤساء الأحزاب المعارضة لنتنياهو) برؤيته يوضب حقائبه ليخلي المسكن في بلفور (منزل رئيس الحكومة الرسمي)، هو أساس معقول لصفقة سياسية. صفقة معقدة للغاية، لكنها ممكنة. وقال بينيت في محادثة شخصية مؤخرا: ’لقد تشكل في إسرائيل ائتلافات معقدة أكثر من ذلك’. وسيكون حزبي العمل وميرتس على استعداد للمشاركة في ائتلاف مع ساعر وليبرمان وبينيت".

واستدرك فيرتر أنه "من السابق لأوانه طبعا نفي إمكانية تشكيل نتنياهو لحكومة مقبلة. إذا أنه سيحارب من أجل ذلك حتى لو لم يكن هناك 61 عضو كنيست يدعمونه، وسيمارس ضغوطا هائلة على بينيت، وإلى جانب ذلك سيسعى إلى اصطياد منشقين من أحزاب أخرى".

وحسب سيناريو فيرتر، فإنه إذا رأت الأحزاب الحريدية أن نتنياهو غير قادر على تشكيل حكومة، وأن إمكانية انتخابات أخرى ليست موجودة، فإنها ستنضم إلى حكومة المعسكر المعارض لنتنياهو، وشاس سيكون أول المنضمين، و"يهدوت هتوراة" لاحقا. وعندها، فيما يكون نتنياهو عضو كنيست في المعارضة، فإن المحاكمة ضده ستتسرع.

سيناريو آخر

من جانبها، استعرضت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، سيناريو آخر ومختلف، وربما واقعي أكثر، أشارت من خلاله إلى أن "حزب يمينا، الذي لا ينجح في زيادة مقاعده في الاستطلاعات كي يطالب بتوليه منصب رئيس الحكومة، يواصل مهاجمة لبيد، وتوجد في الوقت محاولات لتهدئة الجمهور اليميني، بأن الحكومة الأرجح التي سيتم تشكيلها هي بمشاركة بينيت، ساعر، الأحزاب الحريدية، سموتريتش – بدون بن غفير – وييش عتيد".

وأضافت كدمون أنه "جرى هذا بعد أن هوجم بينيت من كلا الجانبين: نتنياهو يلصقه بلبيد واليسار، واليسار يدفعه نحو سموتريتش وبن غفير. ويبدو، أن ما كان يريده يمينا، ولكن من دون قول ذلك علنا، هو أن يدرك الجمهور اليميني أنه بالإمكان تشكيل حكومة يمين – حريديين هنا من دون نتنياهو".

وأشارت كدمون إلى أن لبيد يرفض احتمالية حكومة كهذه. "وهو لا يعتزم الجلوس في حكومة مع حزب سموتريتش، الذي بن غفير ليس الجانب الأكثر تطرفا فيه" وذلك في إشارة إلى حزب "نوعام" الفاشي.

وأضافت كدمون أن ليبرمان نقل في الأيام الأخيرة توضيحا إلى الائتلاف المعارض لنتنياهو، وشدد فيه على رفضع المطلق للمشاركة في ائتلاف واحد مع شاس و"يهدوت هتوراة. ونقلت عنه قوله "إنني على اتصال مع الجميع. وأدعوهم إلى ترك النقاش إلى ما بعد الانتخابات. وإذا قال كل واحد منهم إنه سيكون الأول (أي رئيس الحكومة)، فهذا يخدم نتنياهو وحسب. وليس لدي مشكلة مع غدعون، يائير أو بينيت. ولا يهمني من سيكون من بينهم رئيس الحكومة. والتزامي هو يتغيير الحكم وهذا على رأس سلم الأولويات".

التعليقات