تحليلات: التطعيمات تدعم نتنياهو وتخوف من تكرار بينيت لرفض ليبرمان

تكمن آمال نتنياهو بالفوز في الانتخابات بحملة التطعيمات الناجحة، والتي تبدو أنها تغطي على إخفاقاته في إدارة أزمة كورونا، لكن الليكود يتخوف من أن يكرر بينيت أداء ليبرمان في نيسان/أبريل 2019 ويرفض الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو

تحليلات: التطعيمات تدعم نتنياهو وتخوف من تكرار بينيت لرفض ليبرمان

حريدي يتلقى التطعيم ضد كورونا في بني براك، قبل أسبوعين (أ.ب.)

يبدو أن جائحة فيروس كورونا أحسنت لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة التي تسبق انتخابات الكنيست، غدا، من وجهة نظر محللين.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الإثنين، إلى أنه تكمن آمال نتنياهو بالفوز في الانتخابات بحملة التطعيمات. "ويبدو أنه بفضل حملة التطعيمات الناجعة التي قادها، تستقيم الأرقام لصالحه. نسبة الإصابات اليومية بالفيروس انخفضت إلى دون الألف إصابة ونسبة الفحوصات الموجبة لكورونا حول 2%".

وأضاف أن "العودة إلى الحياة العادية تمنح نتنياهو الورقة الأقوى. وبواسطتها، ومقابل الحملات المتلعثمة لخصومه من اليمين واليسار، يبدو أنه سيعيد إليه قسما من الناخبين. وذكرى آلاف الأموات (في الجائحة)، وهذا عدد كبير بالنسبة لدولة سكانها شبان، لا يردع مؤيديه. ولا الوضع الاقتصادي المحزن أيضا. وستبقى هبات الإجازة بدون راتب حتى شهر تموز/يوليو على الأقل، ورواتب الموظفين في القطاع العام لم تتقلص بعد والتوقعات حول أزمة قد تطول لعقد ما زالت غير واقعية بالنسبة للكثيرين من الناخبين".

ولفت هرئيل إلى أن "نتنياهو يستخدم إنجازه، بتبكير وصول اللقاحات، من أجل التهرب من محاسبته على إخفاقاته العديدة. سنة من إخفاق السيطرة على مطار بن غوريون، الرفض المتواصل بتكليف الجيش الإسرائيلي بمهمات المساعدة في مكافحة الوباء، الإحباط المتعمد لخطة رَمزور، الاستسلام المتواصل للحريديين، الذين يتعلق بهم من أجل بقائه في الحكم، وهو يأمل بأن يجعل الناخبين ينسون كل ذلك بفضل نجاح التطعيمات".

جندي في صندوق اقتراع في التصويت المبكر، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

إلا أن هرئيل رأى أن "المأساة التي يحدثها نتنياهو لا تكمن في كفاءاته الإدارية المتدنية، ولا حتى برفضه محاولة إحياء العملية السياسية مع الفلسطينيين. فشخصيته هي التي في المركز، وجهود المتواصلة من أجل توسيع الانقسام والكراهية في الجمهور الإسرائيلي والضرر الذي يتوقع أن يلحقه بالديمقراطية، إذا نجحت خطته في إيقاف المحكمة الجنائية الجارية ضده. وإذا فاز في الانتخابات، غدا، فإنه قد يّكر كمن أخرجنا من كورونا، وفي الوقت نفسه دمر سلطة القانون بشكل لا يمكن إصلاحه".

لكن إمكانية أن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات لا تتعلق بكورونا فقط، رغم أن استطلاعات داخلية بحوزة الليكود تتوقع حصول هذا الحزب على 34 – 35 مقعدا في الكنيست، وأن يتجاوز عدد أعضاء الكنيست في ائتلاف يشكله نتنياهو 62 عضوا، شريطة أن ينضم حزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت إلى هذا الائتلاف، وفقا للمحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإلكتروني، شالوم يروشالمي.

وأضاف يروشالمي أن تخوف نتنياهو والليكود الأكبر، الآن، هو تكرار أداء رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، في أعقاب جولة الانتخابات الأولى في نيسان/أبريل عام 2019، عندما رفض ليبرمان الانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو، وتسبب ذلك بجولتي انتخابات أخريين.

ووفقا ليروشالمي، فإنه في الليكود "يتخوفون الآن من أن يحل نفتالي بينيت مكان ليبرمان ويرفض الدخول إلى ائتلاف نتنياهو. وفي محيط نتنياهو يعرفون الترسبات الشخصية التي تطفو مجددا، التصريحات والعداء الرهيب. ومثل ليبرمان، بينيت أيضا يتحدث في الأيام الأخيرة عن الإهانات والأضرار التي ألحقها نتنياهو به، بزوجبته وبوالده".

وأضاف أن "إصرارا كهذا من جانب بينيت يعني انتخابات جديدة، وليست سيئة جدا بالنسبة لنتنياهو، لكنها قد تقضي على يمينا. لكن هذا لا يهم. ففي السنتين الأخيرتين أدركنا أن السياسة الإسرائيلية تدور فقط لا غير حول المحبة والكراهية، الذات وتصفية حسابات، الشخصي ينتصر على القومي. ولا يوجد منطق سياسي هنا ولن يكون كهذا".

وأشار يروشالمي إلى تراجع قوة "يمينا" وحزب "نيكفا حداشا"، برئاسة غدعون ساعر، في الاستطلاعات. "ساعر يتحطم. وهو لم يطرح أي شيء باستثناء الكراهية لنتنياهو وقائمة مرشحين مملة وغير جذابة. وبعدم تمكنهما من الحصول على تأييد ناخبين من اليمين، يأكل بينيت وساعر بعضهما".

التعليقات