مهاجمة المنشأة الإيرانية: توجه هجومي لبينيت وربما أرجأ نتنياهو تنفيذها

محلل إسرائيلي: وتابع أنه "الواضح أن أمرا أصدره بينيت بمهاجمة المنشأة يعبر عن توجه هجومي وعلى أن هذا التوجه مقبول على شركائه وفي مقدمتهم لبيد. وليس معقولا أن كوخافي لم يبلغ مضيفيه الأميركيين، وإلا فإنه سيخاطر بحرج بالغ"

مهاجمة المنشأة الإيرانية: توجه هجومي لبينيت وربما أرجأ نتنياهو تنفيذها

بينيت ولبيد خلال اجتماع الحكومة، الأحد الماضي (أ.ب.)

تعتبر إسرائيل المتهم الرئيسي، ويبدو أنها الوحيد، بالهجوم بطائرة بدون طيار على مصنع لأجهزة طرد مركزي قرب مدينة كرج في إيران وإلحاق أضرار، أول من أمس الأربعاء، غم الصمت الحاصل حتى الآن حول هذا الهجوم وعدم توجيه اصبع الاتهام إلى أي جهة.

وأشار محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، اليوم الجمعة، إلى أن "إسرائيل هي المتهم الفوري، لأن لديها مصلحة ولديها القدرة على تنفيذ عملية معقدة كهذه". فقد انطلقت الطائرة المهاجمة من الأراضي الإيرانية ومن منطقة غير بعيدة عن المصنع المستهدف، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر إيرانية.

وأضاف بيرغمان أنه "عندما أرادت الولايات المتحدة اغتيال نائب زعيم تنظيم القاعدة، الذي لجأ إلى إيران، توجهت إلى إسرائيل. ليس لأنها لم ترغب القيام بذلك بنفسها، وإنما لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة اليوم التي لديها قدرات لتنفيذ عملية سرية – برية في إيران". كما أن الصحيفة الأميركية أفادت بأن المصنع الإيراني كان بين "بنك أهداف" إسرائيل في إيران، إضافة إلى هجمات مشابهة نفذتها إسرائيل في إيران.

وحسب بيرغمان، فإن الهجوم الأخير مشابه إلى حد كبير للهجوم الذي نفذته إسرائيل في الضاحية الجنوبية في بيروت واستهدف منشأة تابعة لحزب الله، في آب/أغسطس العام 2019.

ورأى بيرغمان أنه "إذا كانت هذه التفاصيل كلها صحيحة، فإنه قد تختبيء من وراء هذا الهجوم قصة مثيرة حول العلاقات الشائكة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وسلفه بنيامين نتنياهو. وثمة أهمية لأن ندرك أن عملية كهذه هي نتاج تخطيط منذ أشهر طويلة، وسنوات أحيانا. ولم تولد لدى تشكيل الحكومة الحالية، وإنما كان يفترض أن تكون ضمن مجموعة عمليات إسرائيلية ضد إيران خلال ولاية إدارة ترامب. ومن الجائز أن قسما من العمليات تأجل لأسباب عملانية إلى ولاية بايدن، ولكن من الجائز أن تأجلت لأسباب أخرى. وبكلمات أخرى، من الجائز أن نتنياهو، عندما كان رئيسا للحكومة، قرر ألا يصادق على هذه العملية، لأسباب عديدة".

وتابع أنه "ليس واضحا بعد حجم الأضرار التي لحقت بمصنع أجهزة الطرد المركزي، لكن من الواضح أن أمرا أصدره بينيت بمهاجمته يعبر عن توجه هجومي إلى هذا الموضوع، ويدل على أن هذا التوجه مقبول على شركاء بينيت في القيادة، وفي مقدمتهم يائير لبيد. وإذا كانت إسرائيل مسؤولة عن هذا الهجوم، أثناء تواجد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في زيارة في الولايات المتحدة، فإنه ليس معقولا أن تنفذه من دون أن يطلع كوخافي مضيفيه، وإلا فإنه سيخاطر بحرج بالغ، خاصة أنها تأتي في ذروة المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي".

واعتبر بيرغمان أنه "من جهة ثانية، فإن الوقت المتبقي حتى توقيع الاتفاق النووي يبدو أنه الوقت الأفضل، إن لم يكن الحصري، المتبقي من أجل تنفيذ عمليات كهذه".

ورأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن مهاجمة مصنع أجهزة الطرد المركزي "لن يوقف المشروع النووي الإيراني، وعلى ما يبدو أنه لن يوقف الاتفاق النووي أيضا".

التعليقات