محلل: على لجنة التحقيق بالغواصات النظر بمدى حقيقة التهديد الإيراني

"من أجل أن ندرك إذا كانت هناك حاجة حقيقية لغواصات أخرى، يتعين على اللجنة المعينة أن تحسب إلى أي مدى التهديد الإيراني هو تهديد حقيقي. فقد تم تضخيم التهديد الإيراني أكثر من قدرته الحقيقية، في أعقاب هلع بادر نتنياهو إلى

محلل: على لجنة التحقيق بالغواصات النظر بمدى حقيقة التهديد الإيراني

غواصة جديدة تصل إلى ميناء حيفا، عام 2016 (أ.ب.)

صادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الأسبوعي، يوم الأحد الماضي، على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في "قضية الغواصات"، وتوقع محلل عسكري إسرائيلي مخضرم أن تفشل لجنة التحقيق هذه مثلما فشلت لجان تحقيق سابقة تناولت قضايا عسكرية.

ويذكر أن قضية الغواصات تتعلق بقرار رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، شراء ثلاث غواصات، من حوض بناء السفن الألماني "تيسنكروب"، من دون التداول حول ذلك مع وزارة الأمن والجيش. وستنظر اللجنة أيضا موافقة نتنياهو على بيع ألمانيا غواصات متطورة لمصر. ويشار إلى أن هذه غواصات نووية قادرة على توجيه ضربة نووية ثانية في حال تعرض إسرائيل لهجوم نووي.

وأشار الصحافي والمحلل العسكري، ران إدليست، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، إلى أن "معظم لجان التحقيق الأمنية في السنوات الأخيرة مُنيت بالفشل. والسبب هو معالجة سطحية بالأحداث وليس بجذورها، وهذا ما سيحدث بالضبط في هذه اللجنة".

وأضاف أن "لجنة تحقيق حقيقية ليست كشك اعتراف قومي وتطلعا إلى التطهر اليوتوبي، وإنما من خلالها بقطعون جثث إخفاقات في ساحة المدينة. والتوقع هو أنه منذ الآن فصاعدا سيتم ’استخلاص الدروس’. وفعليا، سيقتلون كبش فداء دوري، والذين يتحملون مسؤولية السياسة التي بسببها حدث الإخفاق، وبضمن ذلك إخفاق الغواصات، سيواصلون أعمالهم كالمعتاد".

يشار إلى أن الادعاء الأساسي لتشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات هي أن ضررا لحق بأمن إسرائيل. إلا أن إدليست تساءل عن "ماذا تضرر في قدرات جهاز الأمن؟ والإجابة هي أنه ليس بالإمكان الإثبات أبدا، إلا إذا تعاملت اللجنة مع الجذور السياسية والأيديولوجية لإجراءات اتخاذ القرارات التي حركت قضية الغواصات. وهذا لن يحدث".

وتابع أنه "من أجل إثبات ذلك الفشل المؤسساتي الأساسي، يتعين على اللجنة التعامل مع الأمر الأساسي، وهو حجم أسطول الغواصات مقابل التهديدات التي يفترض أن تواجهها. والجيش الإسرائيلي وسلاح البحرية ليسا الموضوع الأساسي" لأنهما سيرغبان بمزيد من الآليات العسكرية والحضور المتزايد "وسلاح البحرية سيشتري بسرور أي أداة أخرى من الغواصة وحتى ماكنة إسبرسو، شريطة أن يسدد أحد آخر ثمنها".

ولفت إدليست إلى انه "وفقا لفهمي ومعرفتي الجيدة، فإنه منذ بناء القدرة الإستراتيجية الثانية خلال ولاية قائد سلاح البحرية، عامي أيالون ورئيس اركان الجيش الإسرائيلي، إيهود باراك، كانت الفكرة الأساسية بوجود أربع غواصات. واقتُرِح على سلاح البحرية غواصة أخرى، وكان هناك قائدا للسلاح الذي عارض غواصة سادسة، وتم ضم جبهات مهددة أخرى حول العالم وفي الطريق إلى شرائها طفى المزيد من الفساد".

ورأى إدليست أنه "من أجل أن ندرك إذا كانت هناك حاجة حقيقية لغواصات أخرى، يتعين على اللجنة المعينة أن تحسب إلى أي مدى التهديد الإيراني هو تهديد حقيقي. إذ يتضح اليوم أكثر فأكثر أنه تم تضخيم التهديد الإيراني أكثر من القدرة الحقيقية الكامنة فيه، وحدث هذا في أعقاب هلع بادر نتنياهو إلى إحداثه".

وأكد أن أن "الجذور الأيديولوجية تكمن في (رفض إسرائيل) الدعم الإيراني لانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967، لمطالبة سورية بالهضبة، لحزب الله، الذي تعهد بالقتال من أجل استقلال فلسطين، ولحماس. ومعنى ذلك هو إزالة جميع المستوطنات. ومطالبة فلسطينية بدولة مستقلة برعاية دولة عظمى إقليمية مثل إيران، ولديها دعم عسكري في لبنان وسورية وغزة، هو التهديد الحقيقي على أي حكومة إسرائيلية ترفض البحث في تسوية سياسية".

وتابع أن "المخرج هو حملة هلع كاذبة ’تثبت’ ان إيران تعتزم القضاء على دولة إسرائيل بواسطة القنبلة. و’القنبلة’، بالمناسبة، هي خدعة مشتركة لنتنياهو والإيرانيين، الذين لديهم احتياجات أمنية وايديولوجية خاصة بهم. ونفذت إيران خطوات حقيقية في تطويرها لكنها لم تتجاوز العتبة أبدا. لا قبل توقيع الاتفاق مقابل أوباما ولا بعد خرق ترامب للتسوية وفرض العقوبات. واللسعات الإسرائيلية (أي اغتيال) عالم هنا ومنشأة هناك، لم تكن أكثر من صيانة أجواء التهديد المتبادل من أجل رفض أي تسوية مقابل الفلسطينيين لأنهم ’مدعومون من إيران’".

ورأى إدليست "لذلك ثمة حاجة لعدد كبير جدا من الغواصات وأسراب طائرات إف35 والموساد لينشغل بذلك ليل نهار، وإلى جمهور مذعور طبعا يوافق على أي قوة إضافية".

وشدد على أن التحقيق "يجب أن يتوضح الفجوة بين التهديد الحقيقي من جانب إيران وبين شراء الغواصات. وإذا لم يحدث هذا الأمر، فإن عمل اللجنة سيكون جولة أخرى مفادها أن نتنياهو خدعنا".

التعليقات