هل يزورون قبر بن غوريون؟ أهمية اجتماع وزراء الخارجية بمجرد انعقاده وحسب

تحاول إسرائيل، من خلال اجتماع وزراء الخارجية إظهار وجود جبهة موحدة ضد إيران، لكن هذا ليس واقعيا، فإدارة بايدن منشغلة بالعقوبات على روسيا وبالصين، وما يمكن أن تفعله إسرائيل ضد إيران لا قدرة للإمارات والسعودية عليه

هل يزورون قبر بن غوريون؟ أهمية اجتماع وزراء الخارجية بمجرد انعقاده وحسب

بلينكن لدى وصوله إلى إسرائيل، أمس (أ.ب.)

تحاول إسرائيل، من خلال اجتماع وزراء الخارجية في كيبوتس "سْديه بوكير" في النقب، اليوم الأحد وغدا، إظهار وجود جبهة موحدة ضد إيران. إلا أنه لن تنشأ جبهة موحدة من هذا الاجتماع، الذي يسعى إلى إعادة حلم الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيرس، حول "شرق أوسط جديد" تطبع فيه دول عربية علاقات مع إسرائيل من دون علاقة بوضع الفلسطينيين.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، إلى أن الرسائل التي تبثها إسرائيل إلى وسائل الإعلام "تشدد طوال الوقت على الحاجة إلى إظهار جبهة موحدة ضد إيران. وعمليا، هذه الجبهة بعيدة عن كونها موحدة".

ويشارك في الاجتماع وزراء الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، الأميركي أنتوني بلينكن، الإماراتي عبد الله بن زايد، المصري سامح شكري، المغربي ناصر بوريطة، والبحريني عبد اللطيف زياني.

وتحاول الإدارة الأميركية من خلال هذا الاجتماع "صيانة علاقاتها مع صديقتها، وعدا ذلك لم يعلن عن هدف واضح" لهذا الاجتماع، وفقا لهرئيل. يصر الأميركيون على توقيع اتفاق نووي مع إيران، "وهناك فجوة هائلة بين ما تريد إسرائيل فعله من أجل تقييد الأنشطة الإيرانية في أنحاء المنطقة، وفي حالة متطرفة وقف التقدم مجددا للبرنامج النووي، وبين ما يمكن أن تكون الإمارات والسعودية قادرتين على فعله"، وفقا لهرئيل.

وتابع أنه بالإمكان النظر إلى اجتماع وزراء الخارجية على أنه "بمثابة محاولة أميركية للرد على القلق الذي تبثه معظم عواصم المنطقة حول انعدام الوضوح فيما يتعلق بوجهة واشنطن".

إحياء ذكرى يوم الأرض في قطاع غزةن أمس (أ.ب.)

إلا أن تركيز إدارة بايدن حاليا على "تنسيق الخطوات الدولية من أجل معاقبة روسيا ووقف آلة الحرب المتعثرة للرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وفي الخلفية، ما زالت معركة المنافسة بين واشنطن والصين جارية. وعندما يتركز الانتباه في واشنطن ووزارة الخارجية والبنتاغون على الصين وروسيا، فإنه يتبقى لديهم القليل من الوقت للانشغال بإيران والشرق الأوسط بشكل عميق".

ويشار إلى أن وزير الخارجية الأردني لا يشارك في اجتماع وزراء الخارجية، وفي المقابل يخطط ملك الأردن عبد الله الثاني زيارة رام الله، غدا، ولقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وبحسب هرئيل، فإن الملك الأردني سيطلب من عباس الحفاظ بقدر الإمكان على هدوء في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال شهر رمضان، "ففي عمان يتخوفون جدا من تسرب العنف والحماس الديني لدى الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن".

ووفقا لرئيس تحرير الصحيفة، ألوف بِن، فإن اجتماع وزراء الخارجية، مثل الاجتماع في شرم الشيخ بين بينيت والسيسي وبن زايد، الأسبوع الماضي، "يطبق حلم المبادرين إلى عملية السلام، قبل ثلاثين عاما. فهكذا تخيل بيرس ’الشرق الأوسط الجديد’: تعاون معلن بين إسرائيل ودول المنطقة على أساس مصالح مشتركة، من دون علاقة بوضع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، أو حل شامل للصراع".

ورأى بن بأن "أهمية الاجتماع بمجرد انعقاده، ولن تتخذ فيه قرارات عملية". وأشار إلى أنه لا ينبغي الاستخفاف بمكان الاجتماع، وهو كيبوتس "سديه بوكير"، الذي قضى فيه زعيم الحركة الصهيونية ومؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول، دافيد بن غوريون سنواته الأخيرة. وتساءل بن "هل سيزور وزراء الخارجية العرب قبر بن غوريون، مثلما اقترح لبيد؟ فبنظر الفلسطينيين، بن غوريون هو المسؤول الأول عن النكبة في العام 1948، والرجل الذي أشرف على إبعاد الفلسطينيين عن إسرائيل (أي المجازر والتهجير) ومصادرة أراضيهم وقمع الباقين في البلاد. وزيارة قبره ستمثل صفحة جديدة في علاقات إسرائيل مع العالم العربي، من دون الفلسطينيين، تماما مثل ’اتفاقيات أبراهام’ التي تجاهلتهم".

وشدد بن على أنه بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية، "ستبقى إسرائيل مع المشاكل الوجودية نفسها في علاقاتها مع الفلسطينيين. ولذلك، يجدر بزعمائها ألا يوهموا أنفسهم بأن الصراع سيحل من تلقاء نفسه. وعملية الطعن في بئر السبع، ليس بعيدا عن مكان الاجتماع، والتحذيرات الموسمية حول توتر في شهر رمضان، تُذكر بأن الشرق الأوسط القديم ما زال هنا، ولم يذهب إلى أي مكان".

التعليقات