تحليلات: زيارة بايدن وقمة طهران تدل على توقعات إسرائيلية مبالغ فيها

يسود لدى القيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية قلق كبير حيال تزويد إيران لروسيا طائرات بدون طيار، واحتمال تقييد الغارات الإسرائيلية في سورية. وفصائل غزة أكدت، بإطلاق مقذوفات أمس، على أن لا وجود لـ"شرق أوسط جديد"

تحليلات: زيارة بايدن وقمة طهران تدل على توقعات إسرائيلية مبالغ فيها

بايدن في السعودية، أمس ( Getty Images)

يسود في إسرائيل قلق حيال القمة التي ستعقد في طهران، الأسبوع الحالي، وتجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران. وتأتي هذه القمة بعد زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل والسعودية، ولقاء مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وانتهت جولة بايدن بنتائج وتطورات إقليمية أظهرت مبالغة التوقعات الإسرائيلية إزاء "حلف دفاعي إقليمي" ضد إيران وتطبيع علاقات مع السعودية، وإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

ولفت المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، اليوم الأحد، إلى أن زيارة بايدن "انتهت بدون بشائر حقيقية بالنسبة لإسرائيل في الموضوع الإيراني"، وخاصة في أعقاب تصريح وزير الخارجية السعودي بعدم وجود تفاهمات مع إسرائيل بشأن تعاون مع إيران، وإعلان الإمارات أنها لن تكون جزءا من تحالف إقليمي بين إسرائيل ودول عربية ضد إيران. "والاختراق الذي أملت إسرائيل بتحقيقه مع السعودية لم يتحقق". فقد أعلنت السعودية أن التقدم نحو تطبيع علاقات مع إسرائيل سيتم بعد قيام دولة فلسطينية.

إلا أن أكثر ما يقلق إسرائيل الآن هو تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، حول بيع إيرن طائرات بدون طيار لروسيا، لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

دمار لحق بمبنى في قطاع غزة من جراء غارة إسرائيلية، أمس (Getty Images)

واعتبر يهوشواع أن "هذه الصفقة تجعل إيران مزودة سلاح لموسكو. ونتيجة لذلك، ستكون موسكو ملتزمة أكثر بالمصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، وبينها تلك المتعلقة بإسرائيل. ولذلك يسود قلق كبير من قمة طهران لدى المسؤولين الأمنيين والسياسيين في إسرائيل. فبإمكان الأيرانيين أن يطلبوا بالمقابل، على سبيل المثال، أن يقيد الروس عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في سورية والموجهة ضدهم. وينبغي الاستعداد لذلك ولتفاهمات تعاون أخرى ضد مصالح إسرائيل".

كذلك شكك المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، بالدعاية الإسرائيلية: "من كثر الوعود والخطابات حول شرق أوسط جديد، كدنا ننسى القديم". وأضاف أنه بعد أقل من يوم على مغادرة بايدن لإسرائيل، "اهتمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بتزويد تذكير من العالم القديم" بإطلاق أربع قذائف صاروخية باتجاه مدينة أشكلون (عسقلان) وجنوب إسرائيل.

وفيما لم ينتج أي شيء عن لقاء بايدن والرئيس الفلسطيني، في بيت لحم، بشأن حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لفت هرئيل إلى أن حركتي "حماس والجهاد الإسلامي أكدتا على وجودهما بشكل آخر".

وأضاف أن الغارات الإسرائيلية، أمس، "رافقها كالمعتاد خطاب إسرائيلي واعد، لكن من الواضح للفلسطينيين أيضا أن الحكومة الحالية، تماما مثلما كان خلال ولاية نفتالي بينيت وسلفه بنيامين نتنياهو، ليست معنية بمواجهة عسكرية في القطاع. ويسعى يائير لبيد أيضا إلى إدارة الصراع، وعدم الوصول إلى حسم مع حماس".

ووصف هرئيل الحديث عن صفقة الطائرات المسيرة بين إيران وروسيا، بأنها "تقلب الواقع"، وأن "التعلق بالتزود بالسلاح لم يعد أحادي الجانب. والنشر عن الصفقة يؤكد تقدم الصناعات العسكرية الإيرانية، والعلاقة الآخذة بالتوطد بين طهران وموسكو، وكذلك اليأس الروسي على ما يبدو من استمرار الحرب".

وتابع هرئيل أن هذه الصفقة "تشير إلى أي مدى كانت الآمال التي جرى التعبير عنها في إسرائيل في السنوات الأخيرة، وكأن جهودنا في سورية بإمكانها دق أسافين بين الروس والإيرانيين وطرد عناصر حرس الثورة الإيرانية وميليشياتهم الشيعية من تلك الدولة، لم تكن راسية في الواقع. وإيران وروسيا موجودتان في الجانب نفسه، وهذه حقيقة ينبغي تذكرها عندما تستأنف المحادثات النووية بين إيران والدول العظمى أيضا".

وتطرق إلى موقف الإمارات والسعودية من حلف إقليمي ضد إيران. "رغم الود المعلن الجديد بين الإمارات وإسرائيل، يظهر بوضوح أن صناع القرار في دبي وأبو ظبي ليسوا متحمسين للدخول إلى خط المواجهة الأول مع إيران. وربما بإمكان السعودية أن تسمح بذلك لنفسها، طالما أن السعوديين لا يتحملون عبء القتال فعليا، لكن الإمارات ستستمر بالمناورة بين المنظومتين الخصمين. وقد أوضحت ذلك قبل ثلاث سنوات تقريبا، عندما أخرجت قواتها من الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بعد وقت قصير من تجسيد إيران لقدراتها التدميرية في هجوم على منشآت النفط في السعودية".

التعليقات