لبيد يُرجئ محادثة هاتفية طلب عباس إجراءها

بادر ديوان الرئاسة الفلسطينية، لتنسيق مكالمة على غرار تلك التي أجرها عباس خلال اليومين الماضيين، مع كل من وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس (الإثنين)، والرئيس الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ (الثلاثاء)، وسط مماطلة من مكتب لبيد.

لبيد يُرجئ محادثة هاتفية طلب عباس إجراءها

(Getty Images)

حاول ديوان الرئاسة الفلسطينية، تنسيق مكالمة هاتفية بين الرئيس محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، لتهنئته بمناسبة "رأس السنة العبرية"، وسط مماطلة من مكتب الأخير، الذي أشار إلى أن المكالمة ستتم في نهاية المطاف.

جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" مساء اليوم، الأربعاء، مشيرا إلى أن ديوان الرئاسة الفلسطينية، بادر لتنسيق المكالمة على غرار تلك التي أجرها عباس خلال اليومين الماضيين، مع كل من وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس (الإثنين)، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ (الثلاثاء).

وذكر المصدر أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أفاد بأن "المكالمة (التي لم تتم بعد) ستجري كما هو مقرر لها"، علما بأن صحيفة "هآرتس" ذكرت أن الناطق باسم رئيس الحكومة، روعي كونكول، أن تكون إسرائيل قد تلقت طلبا من الرئاسة الفلسطينية حول إجراء مكالمة بين لبيد وعباس.

ولاحقا، ادعى مكتب لبيد أن الطلب أحيل إلى إسرائيل "عشية العيد"، لكنه لم يصل إلى مكتب لبيد إلا خلال ساعات اليوم (الأربعاء). وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إنه من المتوقع أن "تتم المحادثة طالما بقي الطلب الفلسطيني ساريا، رغم أن العيد (رأس السنة العبرية) قد انتهى".

وفي أعقاب المكالمتين اللتين أجراهما عباس مع غانتس وهرتسوغ، اكتفى الجانب الفلسطيني بالإعلان عن المكالمة، وبالإشارة إلى أنها جاءت في إطار "تهنئة" عباس للمسؤولين الإسرائيليين بمناسبة "رأس السنة العبرية" الذي صادف يوم الإثنين الماضي.

في المقابل، أشارت المسؤولان الإسرائيليان، سواء غانتس أو هرتسوغ، إلى أن المحادثة مع عباس تطرقت إلى "الأوضاع الميدانية والأمنية" في الضفة الغربية المحتلة، وشددا على التفاهم مع الرئيس الفلسطيني على ضرورة "مواصلة وتعزيز التنسيق الأمني".

وكان مسؤول إسرائيلي قد صرّح بأن غانتس شدد خلال المكالمة مع عباس، على ضرورة انتشار أجهزة الأمن الفلسطينية في أنحاء الضفة، لـ"كبح التصعيد في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)"، ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن المكالمة بين الجانبين كانت "قصيرة نسبيا".

وكان الرئيس الفلسطيني قد تعرض إلى موجة انتقادات واسعة من قبل مسؤولين إسرائيليين، في أعقاب تصريحاته في آب/ أغسطس الماضي، التي شبّه فيها ما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين بالمحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وردًا على عاصفة الانتقادات، أصدر الرئيس الفلسطيني "توضيحًا" حول التصريحات التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في برلين، ووصف في "توضيحه" المحرقة النازية في ألمانيا بأنها "أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديث".

ورغم التوضيح الذي نشره عباس، ونفى فيه بشدة أنه ينكر المحرقة، كرر غانتس المزاعم الإسرائيلية بأن الرئيس الفلسطيني أنكر المحرقة، وادعى أن أقوال عباس هي "حدث خطير جدا. مجرد إنكار المحرقة، وخاصة في ألمانيا. هذه أقوال مثيرة للغضب، مهووسة وكاذبة، ولا مكان لها أبدا".

ويوم الجمعة الماضي، قال عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 المنعقدة في نيويورك، إن إسرائيل "دمرت اتفاقية أوسلو"، و"تسعى إلى تدمير حل الدولتين". واعتبر الرئيس الفلسطيني أنه "لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه".

وتابع أن "إسرائيل لم تبق لنا شيئا من الأرض لنقيم دولتنا"، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل معها على أنها "دولة احتلال"؛ وفي تعليقه على خطاب عباس، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، أن الرئيس الفلسطيني أثبت "مرة أخرى أن وقته قد ولى، خطابه كان مليئا بالأكاذيب وبعيدا عن الواقع".

التعليقات