تحليلات: خياران أمام إسرائيل بالحرب على غزة وفشل كبير بجبهتها الداخلية

إذا كانت إسرائيل قد أفرجت عن 1027 أسيرا مقابل الجندي شاليط، فما هو عدد الأسرى الذين ستفرج عنهم مقابل 222 إسرائيليا محتجزين في غزة الآن* "وسيناريو حرب ضد حزب الله في لبنان هو بكل تأكيد ليس سيناريو خياليا"

تحليلات: خياران أمام إسرائيل بالحرب على غزة وفشل كبير بجبهتها الداخلية

مظاهرة في تل أبيب تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، أول من أمس (Getty Images)

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، الخميس، إن على إسرائيل أن تفضل صفقة تبادل أسرى تستعيد فيها جميع أسراها في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، وبعد ذلك تشن اجتياحا بريا في القطاع "ونقتل الأسرى الذين سنفرج عنهم".

واستند حالوتس، رئيس أركان الجيش إبان حرب لبنان الثانية في العام 2006، إلى صفقة التبادل التي أقرها رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه أيضا، بنيامين نتنياهو، في العام 2011، وتم خلالها الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال، مقابل الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في العام 2006، خلال ولاية حالوتس.

ويأتي الحديث، اليوم، حول احتمالات صفقة تبادل أسرى، بعد أن أعلن رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، عن بعض التقدم الذي تحقق في مفاوضات تتعلق بالأسرى الإسرائيليين في غزة، وإثر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس، قالت فيه إن إسرائيل وافقت على الامتناع عن اجتياح بري إلى حين تنتهي الولايات المتحدة من نشر دفاعات جوية في المنطقة لحماية قواتها.

دمار شامل في غزة خلفه العدوان الإسرائيلي (أ.ب.)

ووفقا لمحلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، اليوم، فإن أمام إسرائيل خياران لا ثالث لهما. إما صفقة تبادل أسرى، تستعيد من خلالها "جميع المخطوفين، النساء، الأطفال، المسنين، المجندات والجنود"، أو أن "تحرر زنبرك" قواتها المنتشرة عند الحدود الجنوبية والشمالية "وترسلهم إلى داخل غزة، من أجل تحقيق الأهداف العسكرية للحرب – تفكيك البنية التحتية العسكرية والتنظيمية والسياسية لحركة حماس، التي تسببت بصدمة لدولة بأكملها".

واعتبر أن "الرصيد غير المسبوق الذي منحه العالم لإسرائيل إثر المشاهد المرعبة (هجوم حماس في 7 أكتوبر)، آخذ بالانتهاء. وفي نهاية الأمر، سيسأم الرئيس بايدن أيضا من هذا الوضع... وإذا لم ترد إسرائيل بقوة كبيرة جدا، فإن الجميع في المنطقة، الجيران الطيبون والجيران الأشرار، سيرونها بحالتها الضعيفة، التي من شأنها أن تؤدي إلى استمرار المذابح ضدها".

وأفاد برغمان بأن مسؤولا إسرائيليا تحدث، أول من أمس، مع مسؤولين ومؤثرين في واشنطن، وأدرك أن الإدارة الأميركية أصبحت منسقة بالكامل مع تردد الحكومة الإسرائيلية، وأن الإدارة نفسها بدأت تتردد، وتطلب تأجيل اجتياح غزة مرة تلو الأخرى.

وأضاف أن الأميركيين الذين تحدث معهم المسؤول الإسرائيلي "هدأوا من روعه: نتنياهو لا يتحدث من حنجرة الرئيس الأميركي. بلينكن مرّ بعدة دول عربية وسمع فيها التخوف الكبير من اجتياح بري. وبايدن تعرض لانتقادات من جهات ليبرالية في حزبه، ووزير الدفاع، لويد أوستن، هاتف (نظيره الإسرائيلي يوآف) غالانت كي قوله له أن الخطة (العسكرية) مليئة بالثقوب، وقد كان أوستن ناعما قياسا ما يقوله (عن الخطة) مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي".

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، فإنه في الوقت الحالي وإلى حين اتخاذ القرار بشن الاجتياح، وهذه فترة مدتها ليست واضحة، "يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقلب أي حجر من أجل تنظيم الجبهة المدنية تجاه إمكانية معقولة لاجتياح بري، لأنه بعد بدء الاجتياح سيحدث تصعيد آخر. كما أن سيناريو حرب ضد حزب الله في لبنان هو بكل تأكيد ليس سيناريو خياليا".

وأضاف أن "الجبهة المدنية (الإسرائيلية) ومناعتها هي جبهة مركزية أخرى في الحرب، وبإمكانها التأثير على نتائجها. والمشاعر في الجبهة الداخلية هي أن هذه الحرب حولت الداخل إلى جبهة".

دبابات إسرائيلية عند الحدود اللبنانية (أ.ب.)

ولفت ليف رام إلى أنه "في قيادة الجبهة الداخلية وهيئات الطوارئ الأخرى اكتُشِفت مشاكل وفجوات كبيرة. وفشل وإخفاقات الجيش، التي برزت في غزو حماس في 7 أكتوبر، استمرت إلى داخل فشل متواصل للحكومة الإسرائيلية ووزارات كثيرة، التي تواجه مصاعب في نقل صورة الوضع إلى سكان الغلاف (غلاف غزة)، ولعشرات الآلاف الذين يتم إجلاؤهم من منطقة الحدود الشمالية، الذين تحولوا إلى لاجئين".

وأضاف أنه "كلما ازدادت الفوضى في الساحة المدنية والغضب على مؤسسات الدولة، سيكون من الصعب أكثر الوصول إلى نصر. وهناك بالطبع قضية الثقة وشرعية الحكومة، الأكثر أهمية في ميدان القتال من شرعية دولية لإسرائيل"، في ظل الانتقادات الواسعة لنتنياهو إثر رفضه تحمل المسؤولية عن الإخفاقات.

وتطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى احتمال تبادل أسرى. وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إحباط "المقترح الإشكالي" بالإفراج عن أسرى إسرائيليين يحملون جنسية أجنبية أو مزدوجة، والإفراج عن نساء وأطفال ومسنين محتجزين في غزة.

ولفت إلى أن "إسرائيل تحتجز أكثر من مئة امرأة وقاصر فلسطينيين، سُجنوا بسبب مخالفات أمنية، وكذلك أسرى مسنين ومرضى. ولا يوجد في هذه المجموعة قتلة إسرائيليين".

وأشار هرئيل إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه الأنفاق في غزة "بعدم نجاح غالبا، منذ بداية سنوات الألفين". وأضاف أنه خلال العدوان على غزة، عام 2014، "اتضح أن حماس حفرت سرا قرابة ثلاثين نفقا هجوميا في المنطقة الحدودية، ونتائج التعامل معها كان بمستوى متوسط".

التعليقات