تقارير إسرائيلية: "حماس تواصل استهداف قواتنا التي تعمل ببطء وحذر"

مراسلون عسكريون إسرائيليون رافقوا قوات الاحتلال المتوغلة بقطاع غزة: "حتى الآن لا يمكن رصد استهداف كبير في منظومة القيادة والسيطرة في حماس"* أقوال نصر الله "تتلاءم مع تقدير الاستخبارات الإسرائيلية، بأن حماس لم تبلغ إيران وحزب الله بهجومها"

تقارير إسرائيلية:

غرفة الطوارئ في مستشفى الشفاء، اليوم (Getty Images)

تميزت تقارير المحللين العسكريين الإسرائيليين اليوم، الأحد، بأنها تأتي بعد مرافقتهم أو مرافقة المراسلين العسكريين في صحفهم لقوات الاحتلال الإسرائيلية التي تتوغل في قطاع غزة. ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الضباط الذين يقودون الاجتياح البري في القطاع، منذ ثمانية أيام، يقولون إن الوضع في الوقت الحالي هو "البداية وحسب".

ويعتبر ضباط الاحتلال أن "وقف الحرب قبل إزالة التهديد (القضاء على حكم حماس) سيؤدي إلى مواجهة أصعب خلال فترة قصيرة". ونقلت الصحيفة عنهم قولهم إن "الأميركيين يؤيدون هذا الموقف"، بينما أفادت تقارير، الأسبوع الماضي، بأن الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل بوقف إطلاق نار مؤقت من أجل إدخال مساعدات إنسانية وبإيقاف الحرب على غزة خلال أسابيع وألا تمتد لشهور.

إلا أن الصحيفة نقلت عن ضابط إسرائيلي في إدارة الحرب قوله إن "الأميركيين يقولون لنا بوضوح إنهم يتوقعون ألا تبقى حماس موجودة في نهاية الحرب. ولذلك لا يمكن أيضا قبول وقف إطلاق نار إنساني يلجم العملية الهجومية ويشكل خطرا على قواتنا".

قوات الاحتلال تتوغل بقطاع غزة (أ.ب.)

رغم ذلك، أفادت الصحيفة بوجود توجهين في قيادة جيش الاحتلال. التوجه الأول يمارس ضغوطا من أجل تقدم سريع في التوغل البري وبموجب الخطط العسكرية الموضوعة مسبقا. والتوجه الثاني، يعبر عنه ضباط في ميدان القتال داخل القطاع، ويقولون إنه ينبغي العمل بشكل مختلف، ويحذرون من أن "الوضع تحت سطح الأرض في حالة غليان، وثمة خطر في التقدم من دون معالجته. وقلت لنا أن نقضي على حماس؟ هم موجودون هناك ويجب استهدافهم هناك، وعدم تجاوزهم. وإذا لن نفعل ذلك بصورة جذرية، فإنهم سيخرجون، وينفضون الغبار عنهم ويستمرون في الحكم. لذلك ينبغي تصفية الموجودين تحت الأرض، وعدم التقدم وفقا لخطط الحرب".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذه الأثناء "حماس مستمرة في القتال وتستهدف قواتنا، ولذلك تعمل القوات ببطء وحذر، ما يتناقض مع توقعات الجمهور والأميركيين بإنهاء الحرب بسرعة والعودة إلى الحياة الطبيعية، ليس فقط بسبب الساعة السياسية التي تدق (الانتقادات الدولية لإسرائيل)، وإنما بسبب الساعة الاقتصادية أيضا على إثر تجنيد مئات الآلاف للقوات الاحتياط. كما أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في مواجهة تهديد القنص عن بعد".

وفي ما يتعلق بخطاب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أول من أمس، أشارت الصحيفة إلى أن أقواله "تتلاءم مع تقدير الاستخبارات الإسرائيلية، والذي بموجبه أن حماس لم تطلع إيران وحزب الله" على خطط الهجوم في 7 أكتوبر، وأنه لهذا السبب "ينبغي الإنصات للتهديد الذي وجهه (نصر الله) وبموجبه أن كافة الاحتمالات مفتوحة".

وحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تقدر أن حزب الله وإيران نسقا السياسة التي عبر عنها نصر الله في خطابه. وأشارت الصحيفة إلى ثلاث "ملاحظات تحذيرية": الأولى هي أنه "بإمكان حزب الله تصعيد هجماته في عمق الأراضي الإسرائيلية في الجليل، وسيرد الجيش الإسرائيلي بهجمات أشد في الأراضي اللبنانية ومن هناك ستتدهور الأمور لتصعيد أوسع".

والملاحظة الثانية، حسب الصحيفة، هي أنه "ينبغي الأخذ بالحسبان عملية تضليل من جانب نصر الله، هدفها إخفاء هجوم مفاجئ لاحق. والملاحظة الثالثة، هي أنه بعد 7 أكتوبر يجدر الحذر وعدم الادعاء بقراءة نوايا العدو. والاستخبارات أكثر تواضعا أيضا في تقديراتها مما كانت قبل الحرب".

مظاهرة داعمة لغزة في سان فرانسيسكو، أمس (Getty Images)

وفي ما يتعلق بادعاء جيش الاحتلال حول استشهاد المئات من مقاتلي حماس وفصائل المقاومة عموما، أشارت الصحيفة إلى أن "هناك ضباطا يقولون إن هذه التقديرات لا تستند إلى الواقع حتى الآن. وهذه مصيدة معروفة في القتال في منطقة مبنية، وعلى إسرائيل أن تحاذر من التركيز على ’تعداد جثث’ مبالغ فيه، مثلما حدث مع الأميركيين، مثلا، في حرب فيتنام".

وأضافت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي يخوض حربا حقيقية هنا وليس عملية عسكرية محدودة. وهذا مقرون بقتلى وجرحى في جانبنا. وحماس، مثلما جرى التقدير مسبقا، لا تحاول تقريبا لجم تحرك القوات (الإسرائيلية). وتستند حماس إلى منظومة أنفاقها الدفاعية، وترسل مقاتليها عن طريق فتحات الأنفاق من أجل إطلاق قذائف مضادة للمدرعات ووضع ألغام قرب آليات مدرعة إسرائيلية. وهي تستخدم أيضا طائرات مسيرة صغيرة وطائرات بدون طيار هجومية".

وأشارت الصحيفة إلى إشكالية هذا الوضع. "الجيش الإسرائيلي أدخل إلى شمال القطاع قوات كبير تتحرك بمدرعات كثيرة. وبذلك، في حرب مقابل منظمة أنصار (غيريلا) تختبئ تحت الأرض، يصنع للعدو أهدافا كثيرا. وقسم كبير من الاحتكاك العسكري يجري بمبادرة حماس. وصحيح أنه عندما ترصد قوة مشاة (إسرائيلية) العدو بقربها تقوم باستدعاء سلاح الجو الذي يحيّد العدو، لكن هذا ينطوي أيضا على ثمن بحياة الجنود".

وأفادت الصحيفة بأنه "على الرغم من الضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي، فإنه حتى الآن لا يمكن رصد استهداف كبير في منظومة القيادة والسيطرة في حماس".

التعليقات