تقرير: إسرائيل توافق على تزويد أونروا بالوقود.. يكفي لمدة 48 ساعة

في أعقاب الجهود الدبلوماسية والضغوط التي مارستها إدارة بايدن، الحكومة الإسرائيلية توافق على تزويد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالوقود لمواصلة أنشتطها المنقذة للحياة في جنوبي قطاع غزة، الذي بات يعج بالنازحين.

تقرير: إسرائيل توافق على تزويد أونروا بالوقود.. يكفي لمدة 48 ساعة

شاحنات وقود في معبر كرم أبو سالم، آب الماضي (Getty Images)

نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية ستسمح بتزويد شاحنات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالوقود عند معبر رفح، للسماح بمواصلة الأنشطة الإنسانية للمنظمة الأممية في جنوب قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وبحسب "مسؤول إسرائيلي مطلع على التفاصيل"، فإن كمية الوقود التي سيتم توفيرها، ستسمح باستمرار أنشطة الأونروا في جنوبي قطاع غزة لمدة 48 ساعة فقط، مدعيا أنه "عند نفاد هذه الكمية سيتم توفير المزيد من الوقود لمدة 48 ساعة أخرى"، وذلك تحت رقابة إسرائيلية حثيثة.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "شاحنات الأمم المتحدة التي تنقل المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى جنوب قطاع غزة، سيتم تزودها بالوقود غدا (الأربعاء) في معبر رفح، مشيرا إلى أن هذه الخطوة جاءت "بناء على طلب الإدارة الأميركية وبالتنسيق مع المسؤولين الأمنيين المعنيين بهذه المسألة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في عمليات الإغاثة، مساء الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على إدخال 24 ألف لتر من الديزل للشاحنات المستخدمة في عمليات الأمم المتحدة بقطاع غزة. وأفاد المصدر بأن الوقود مخصص فقط لشاحنات الأمم المتحدة وليس للمستشفيات. وأضاف أن الولايات المتحدة ضغطت على الأمم المتحدة لقبول الوقود.

وأشار "واللا" إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب على غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، التي تسمح فيها إسرائيل بتزويد شاحنات أونروا العاملة في غزة بالوقود، وقال مسؤول أميركي رفيع إن "هذه الخطوة هي نتيجة الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة بايدن في الأسابيع الأخيرة".

وبحسب المسؤول الأميركي، فإن الأونروا "قامت خلال الأسبوعين الماضيين بتوفير الوقود لأغراض إنسانية في جنوب قطاع غزة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لكن في الأيام القليلة الماضية بدأ الوقود ينفد، مما يعرض استمرار أنشطة المنظمة للخطر".

ونتيجة لذلك، أفاد التقرير بأن واشنطن وتل أبيب وأونروا قرروا "تنفيذ خطة الطوارئ التي صاغوها لإدخال الوقود إلى غزة". وبحسب الخطة، سيتم إدخال كمية محدودة من الوقود إلى القطاع لتزويد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين، تحت رقابة أمنية إسرائيلية حثيثة.

وكشفت الأونروا عن عدم تمكن الشاحنات التابعة لها، من استلام المساعدات التي دخلت غزة الثلاثاء، بسبب نفاد الوقود. وقال المفوض العام لوكالة الأونروا، في بيان، إن "شاحنات الوكالة لم تتمكن الثلاثاء، من استلام المساعدات التي دخلت غزة عبر معبر رفح مع مصر بسبب نفاد الوقود".

وأضاف فيليب لازاريني أن "الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، التي يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص، تتوقف تدريجيا بسبب عدم السماح بدخول الوقود إلى القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

وأوضح أن أونروا "دقت ناقوس الخطر قبل ثلاثة أسابيع بشأن الوضع المرتبط بالوقود، وحذرت من أن الإمدادات آخذة في النفاد وتأثير ذلك على العمليات المنقذة للحياة".

وأفاد بأن الوكالة "قننت استخدام الوقود منذ ذلك الوقت، واستخدمت الكميات المحدودة التي كانت موجودة لديها والمخزنة في مستودع داخل قطاع غزة بالتنسيق عن كثب مع السلطات الإسرائيلية".

وقال المفوض العام إن "هذا المستودع أصبح فارغا الآن. الأمر بسيط، بدون الوقود ستتوقف العملية الإنسانية في غزة، وسيعاني عدد أكبر من الناس ومن المرجح أن يموتوا".

وأعرب لازاريني عن دهشته لاضطرار الوكالات الإنسانية إلى استجداء الوقود، وقال: "منذ بداية الحرب، استخدم الوقود كسلاح في الحرب ويجب أن يتوقف ذلك على الفور".

وناشد جميع الأطراف "توفير الوقود الآن ووقف استخدام المساعدة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية".

وأمس، الإثنين، صرح مدير شؤون وكالة الأونروا، بأن عملياتهم ستتوقف في قطاع غزة في غضون الـ48 ساعة القادمة، بسبب عدم سماح السلطات الإسرائيلية بدخول الوقود، وأوضح أن الوقود نفد من المستودع التابع للوكالة، كما أن محطتين رئيسيتين لتوزيع المياه توقفتا عن العمل في غزة صباح الإثنين بسبب نفاد الوقود.

وأكد أن ذلك "سيحرم 290 ألف شخص من المياه الصالحة للشرب"، من جهته، قال المفوض العام للأونروا، لازاريني، إن الوكالة لن تتمكن من تزويد المراكز الصحية بما تحتاجه من الوقود، قائلا إن هذا سيؤثر بشدة على سيارات الإسعاف والعمليات في المستشفيات التي لدى بعضها القليل من الطاقة الشمسية الهامشية، وبالتالي ستتوقف عن العمل.

ويُستخدم وقود الأونروا أيضا في إزالة مئات الأطنان من النفايات الصلبة من المخيمات التي تكتظ بشكل متزايد جنوب قطاع غزة، وقال لازاريني إن هذه الخدمات ستتوقف. وذكر مفوض الأونروا أن الجيش الإسرائيلي لم يرد على طلب قدمته الوكالة إليه بتجديد مخزون الوقود في مستودعها الواقع على الخط الحدودي الفاصل، والذي كان يحتوي على احتياطاتها من المحروقات.

وتؤوي الأونروا ما يقرب من 800 ألف شخص في المدارس، أو حوالي نصف إجمالي سكان قطاع غزة الذين فروا من منازلهم منذ أن بدأت إسرائيل حربها على القطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقد تعرضت بعض مدارس الأونروا للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن استشهاد نازحين.

وكانت الأونروا قد أعلنت، الجمعة الماضية، عن مقتل أكثر من 100 من موظفيها في قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي.

التعليقات