تحليلات: القيادة الإسرائيلية تتحدث عن هدنة لعشرة أيام وليس أربعة

"غالانت يتحدث عن تفكيك حماس، لكن ليس الجميع في القيادة السياسية مقتنعون بأن هذا ما سيحدث، ومن الأفضل تنسيق التوقعات مقابل الجمهور. ومن الجائز أنه خلال أيام الهدنة بالذات سينتقل التركيز الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية"

تحليلات: القيادة الإسرائيلية تتحدث عن هدنة لعشرة أيام وليس أربعة

قوات إسرائيلية عند مستشفى الشفاء في غزة، أمس (أ.ب.)

تأجل بدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل وكذلك الهدنة الإنسانية المؤقتة – وقف إطلاق النار – من اليوم، الخميس، إلى غد وربما أبعد من ذلك، بحسب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي أعلن أن الصفقة لن تنفذ قبل يوم غد، الجمعة، بسبب خلافات اللحظة الأخيرة بين مواقف الجانبين، بحسب محللين إسرائيليين.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "يهزأ بنا مرة أخرى، وحتى أنه لم يسلم قائمة الأسماء" للرهائن الإسرائيليين الذي سيفرج عنهم.

وأضاف أنه توجب على القيادة السياسية الإسرائيلية، نتنياهو وغالانت وغانتس، أن تكون أكثر حذرا في مؤتمر صحافي عقدته أمس، لكنهم "كانوا متوترين من أجل إقناع الجمهور بأن الحرب ستستأنف بعد وقف إطلاق. وفي الوضع الحالي، ليس مؤكدا أن هذا سيحدث"، بعد وقف إطلاق نار لأربعة أيام.

وأفاد يهوشواع بأنه "بالرغم من التصريحات القتالية التي تصدر عن القيادة السياسية الإسرائيلية، فإن الأفضل تنسيق التوقعات حيال مدة وقف إطلاق النار. ففي الغرف المغلقة لا يتحدثون عن أربعة أيام وإنما عن عشرة أيام على الأقل، وإلى حين استنفاد النبضة الأولى كلها من تحرير المخطوفين والمخطوفات. وتوجد قناعة لدى البعض بأن إسرائيل ستحصل على أكثر من 50 رهينة، لكننا نواجه منذ قرابة 50 يوميا نتائج الضعف في مجال التقديرات الدقيقة".

معارك مستمرة في رفح جنوبي قطاع غزة، اليوم (Getty Images)

وبالرغم من أقوال غالانت إن "صورة الانتصار يجب تشمل تفكيك حماس، ونحن ملزمون بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس"، إلا أن يهوشواع لفت إلى أنه "ليس الجميع في القيادة السياسية مقتنعون بأن هذا ما سيحدث، ومن الأفضل تنسيق التوقعات مقابل الجمهور إثر هذه الغاية الطموحة، وربما مبالغ بطموحها".

ونقل عن ضابط كبير قوله إنه لن يسمح بمنح الجنود إجازة خلال وقف إطلاق النار وأن يعودوا إلى بيوتهم، "لأن احتمال أن يعود جميعهم إلى موقعهم منخفض. ووقف إطلاق نار أطول مما ينبغي من شأنه أن يجعل الجنود الذين يخرجون من غزة يفضلون عدم العودة".

وحسب الاتفاق حول الصفقة، فإنها ستنفذ من خلال أربع نبضات تمتد على أربعة أيام، يسود خلالها وقف إطلاق نار، "إذا لم تعرقل حماس كل شيء في اللحظة الأخيرة"، حسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الذي أضاف أن "ثمة إمكانية لتمديد الهدنة ليوم واحد كل مرة، مقابل عشرة مخطوفين تفرج حماس عنهم".

وأشار إلى أن "تقييم المخاطر والتردد في إسرائيل تركز بالأساس حول مسألة وقف إطلاق النار. ولا يزال السنوار يعيش ضمن مفهوم الجولات (القتالية)، الذي بموجبه الحرب الحالية أيضا هي استمرار لجولات قتالية خاضتها حركته مع إسرائيل في الماضي. وبالنسبة للسنوار، فإنه حقق انتصارا هائلا في 7 أكتوبر. هو صلاح الدين الجديد، الذين هزم صليبيي اليوم، ولا شيء سيغير ذلك بنظره".

ووفقا لهرئيل، فإن "استئناف العملية العسكرية سيكون محدودا بهجمات في شمال القطاع، وتركيز مجهود بري كبير في جنوب القطاع، في ظروف أصعب بكثير (بالنسبة للجيش الإسرائيلي) بسبب الاكتظاظ الهائل للسكان، وعلى أمل التقدم بشكل كبير في عمليات تدمير الأنفاق".

قصف إسرائيلي متواصل على مدينة غزة (Getty Images)

واعتبر هرئيل أن إسرائيل "حققت جزئيا هدف الحرب بتفكيك حكم حماس في شمال القطاع، لكن تحقيق الهدف كله متعلق بفترة زمنية طويلة وتعقيدات ومخاطر كثيرة. والآن أيضا، القيادة الإسرائيلية تكاد لا تنسق توقعات مع الجمهور وتواصل نثر وعود كاذبة".

وألمح هرئيل إلى أن حماس بإمكانها تحسين وضعها في شمال القطاع. "ثمة مخاوف تتعلق باستهداف محتمل للقوات الإسرائيلية أثناء وقف إطلاق النار، بشكل يؤدي إلى انهيار استمرار الإفراج عن المخطوفين، وخاصة بعد الهدنة، إذا ضخت حماس قوات إلى الشمال ورممت هرمية القيادة والسيطرة في صفوفها والتي تضررت".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى "تخوف من اشتباكات مسلحة موضعية، بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ. فخلايا حماس التي بقيت في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع ليست بالضرورة على اتصال مباشر مع قيادة حماس، وأحد تحديات القوات الإسرائيلية هو التيقن من أن الجنود لا يعرضون أنفسهم لمخاطر خلال أيام الهدنة المتوترة جدا".

وأضاف ليف رام أنه "ليس مؤكدا أبدا أن حزب الله سيوقف إطلاق النار بموجب الوضع في غزة"، ولفت إلى أنه "من الجائز أنه خلال أيام الهدنة بالذات سينتقل التركيز الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية".

التعليقات