محلل إسرائيلي بارز: يجب وقف الحرب والتوصل لاتفاق مع حماس

"الشرط الذي يضعه السنوار من أجل الإفراج عن المخطوفين ليس وقف الحرب بالكامل وتحرير آلاف الأسرى فقط، وإنما استمرار حكمه في قطاع غزة. وهذا رهيب، ومن الجائز أنه من الصواب أن نوافق عليه، لأنه يوجد ثمن للفشل"

محلل إسرائيلي بارز: يجب وقف الحرب والتوصل لاتفاق مع حماس

قصف إسرائيلي على مخيم المغازي، اليوم (Getty Images)

أفاد محللون إسرائيليون اليوم، الثلاثاء، بأن الحرب على غزة لم تحقق أهدافها حتى الآن، رغم استمرارها منذ 95 يوما. ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن "إسرائيل سقطت في بئر عميقة في 7 أكتوبر".

وأضاف أن "الخروج من البئر يعني إعادة المخطوفين، ترميم البلدات التي دُمرت والأمن وشعور السكان في الجنوب والشمال بالأمن، وتسريح قوات الاحتياط ومحاولة إنهاء الحرب. وهذا ليس تحديا سهلا، ويتطلب ديناميكية، مبادرة، تفكير خارج العلبة ويتطلب شجاعة بالأساس، وهذه ميزات موجودة لدى الإسرائيليين بكافة أطيافهم وهي غير موجودة، للأسف، في الحكومة بتشكيلتها الحالية".

وأشار إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول القضاء على حركة حماس وهزمها "لا تعكس الواقع. وتوجد إنجازات من الناحية العسكرية الصرف، لكن المسافة بينها وبين إبادة حماس بعيدة. وأنشأ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، توقعات لا توجد طريقة لتحقيقها، وحكم علينا بذلك بحرب لا نهاية لها".

وتابع أن "الهدف الأكثر تواضعا أيضا، تفكيك (قدرات) حماس، يتطلب تنسيق توقعات. وأي نفق يُكشف ويُفجر في قطاع غزة هو بشرى جيدة، لكن تفجير نفق لا يقضي على مجمل القدرات العسكرية والسلطوية"، معتبرا أن "تطهير غزة وأخواتها وإقامة حزام على طول الحدود سيكون كافيا".

السنوار في غزة (أرشيف - Getty Images)

ووفقا لبرنياع، فإن "الحرب في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لا تغيّر الواقع. وكانت تكلفتها حياة جنود، وتزيد مخاطر كارثة إنسانية ستكون إسرائيل مسؤولة عنها، وتضر إسرائيل بالعالم ولا تقربنا إلى انتصار غير موجود. وحتى لو جرت تصفية يحيى السنوار أو محمد الضيف أو كلاهما، لن تتغير نتائج الحرب. سيأتي بديل لكليهما".

وأضاف أن "تبعات ضربة 7 أكتوبر تتطلب إعادة التفكير وليس بما يتعلق بحماس وحزب الله والسلطة الفلسطينية، وإنما بخصوص إيران أيضا. ففي إيران يبدأ الفشل الكبير. وإسرائيل تعرف كيف تلسع الإيرانيين بعمليات سرية. وهذه العمليات لا تُبطئ تقدمها نحو القنبلة ولا تمنعها من ضربنا بواسطة أذرعها، من البحر الأحمر وحتى المطلة (عند الحدود اللبنانية). وربما حان الوقت للاعتراف بالفشل وتجربة سياسة أخرى".

وحسب برنياع، فإن "الشرط الذي يضعه السنوار من أجل الإفراج عن المخطوفين ليس وقف الحرب بالكامل وتحرير آلاف الأسرى، وإنما استمرار حكمه في قطاع غزة. وبالنسبة لإسرائيل، هذه هزيمة لا يوجد شيئا مذلا أكثر منها، هزيمة نكراء. وبإمكان قائد إرهابي واثق جدا بقوته، أو مختل عقليا، أن يضع شرطا كهذا".

وأردف برنياع أن "هذا رهيب، ومن الجائز أنه من الصواب أن نوافق عليه، لأنه يوجد ثمن للفشل؛ ولأن موت المخطوفين في أسر حماس سيكون وصمة لا تمحى على ضمير المجتمع الإسرائيلي، وعلى تكتلنا؛ ولأننا غير جاهزين حاليا لفتح جبهة في الشمال؛ ولأننا متعلقين بأميركا. ويجب إرجاء محاسبة حماس إلى الوقت الذي يخرق فيه السنوار الاتفاق الذي سيُنجز، على أمل أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعدا".

عدم ارتياح أميركي من نتنياهو وسياسته

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن تصريحات وزير الأمن، يوآف غالانت، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، لصحف أميركية، أمس، حول انتقال الجيش في شمالي قطاع غزة إلى المرحلة الثالثة من الحرب، من خلال تقليص قواته وتركيز هجماته، "لا تبشر بنهاية الحرب بأي شكل من الأشكال".

وأضاف أن "إطلاق حماس، أمس، رشقة من خمس قذائف صاروخية إلى وسط إسرائيل لأول مرة منذ ثمانية أيام، يدل على حاجة الحركة إلى إدارة ’اقتصاد ذخيرة’، وكذلك على قدرتها الاستمرار في إزعاج الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

بلينكن ونظيره الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تل أبيب، اليوم (Getty Images)

وشدد هرئيل على أن "التحدي الذي تضعه حماس أمام الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة لا يزال كبيرا، وخاصة في وسط وجنوبي القطاع، حيث جهود الجيش للسيطرة على هذه المنطقة والبحث عن أنفاق لا يزال مستمرا. وأي عملية كهذه تواجه مقاومة، وأخطاء أحيانا، وأحيانا يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر". وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، عن مقتل تسعة جنود وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة في القطاع، أمس.

ولفت إلى أن الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب لم يصدر في إسرائيل بشكل صريح، "بسبب ضائقة الحكومة السياسية. فقد قيدت الحكومة نفسها في بداية الحرب باستعراض مجموعة توقعات غير واقعية: القضاء على حكم حماس، إعادة مبكرة لسكان غلاف غزة إلى بيوتهم وتوفير شروط لإعادة المخطوفين. وبعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال هذه الغايات بعيدة عن الإنجاز".

واعتبر هرئيل أن اغتيال إسرائيل للقيادي العسكري في حزب الله، وسام الطويل، أمس، "نُفذ في إطار ’قواعد اللعبة’. فالقتيل يعتبر هدفا عسكريا، ولم يتواجد مواطنون بقربته والعملية نُفذت في جنوبي لبنان، وليس في البقاع أو بيروت".

وجاء هذا الاغتيال بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، حيث سيبحث في الوضع في القطاع وفي تصاعد التوتر مقابل حزب الله. وأشار هرئيل إلى أنه خلال الإعداد لزيارة بلينكن، بذلت الإدارة الأميركية جهودا "لوصف عدم ارتياحها من نتنياهو وسياسته"، من خلال تسريب تقديرات للصحافة الأميركية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواجه صعوبة في حرب ضد حزب الله، فيما قواته منتشرة في قطاع غزة، والتخوف من أن نتنياهو يعتزم فتح حرب واسعة ضد لبنان من أجل الحفاظ على كرسيه، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

التعليقات