عدم التوصل لصفقة أسرى وهدنة قبل رمضان سيصعد الأزمة الأميركية – الإسرائيلية

تقرير: إنزال المساعدات الإنسانية من الجو على قطاع غزة، أمس، لا يعكس خطورة الوضع الإنساني في القطاع فقط، وإنما يعكس أيضا الإحباط والانتقادات المتزايدة في إدارة بايدن تجاه إسرائيل، والجيش الإسرائيلي لم يستعد بعد لاجتياح رفح

عدم التوصل لصفقة أسرى وهدنة قبل رمضان سيصعد الأزمة الأميركية – الإسرائيلية

إنزال المساعدات الإنسانية الأميركية على مدينة غزة، أمس (أ.ب.)

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، خلال أسبوع وقبل حلول شهر رمضان، سيصعد غضب إدارة بايدن على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويزيد التوتر بين الجانبين، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.

ووفقا لهرئيل، فإن إنزال المساعدات الإنسانية من الجو على قطاع غزة، أمس، لا يعكس خطورة الوضع الإنساني في القطاع فقط، وإنما يعكس أيضا الإحباط والانتقادات المتزايدة في إدارة بايدن تجاه إسرائيل.

فلسطينيون في مدينة غزة بانتظار وصول مساعدات غذائية، الأحد الماضي (أ.ب.)

وأضاف أنه ينظر العالم إلى إسرائيل على أنها "المسؤولة المركزية عن المعاناة الهائلة لسكان القطاع"، خاصة بعد مجزرة شارع الرشيد واستشهاد قرابة 120 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم وصول مواد غذائية، يوم الخميس الماضي. كما أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأنها لم تقنع العالم أبدا.

وتابع هرئيل أن هجوم حماس 7 أكتوبر لا يبرر أداء إسرائيل الحالي، بتهجير السكان الفلسطينيين في رفح، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية "وقسم منها بسبب متظاهري اليمين الذين تغض الحكومة والشرطة النظر عنهم"، والجوع الآخذ بالانتشار في مناطق في القطاع، ورفض نتنياهو البحث بشكل جدي في "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.

وبحسبه، فإن "وضع المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ليس مشجعا... ونافذة الفرص المتبقية ضئيلة للغاية". وفيما تعتبر إسرائيل أن بإمكانها استئناف الحرب على غزة بعد هدنة لستة أسابيع، تطالب حماس بوقف الحرب كليا قبل بدء تبادل الأسرى، وبضمانات دولية.

وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو يعتبر مطالب حماس صعبة جدا، "وربما أصعب من تحرير أسرى في المرحلة الأولى، لأن الموافقة على انسحاب كامل ووقف القتال يعني اعتراف إسرائيل غير المباشر بالفشل، وإنهاء الحرب من دون تحقيق الهدف المعلن بمحو حكم حماس. وفي ظروف كهذه، سيكون صعبا على نتنياهو الحفاظ على الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه".

ويلوح نتنياهو بتهديدات باجتياح رفح، "رغم أنه لم يتم تجنيد وتخصيص القوات المطلوبة لتنفيذ ذلك، وإسرائيل لم تبدأ بإخلاء السكان الفلسطينيين المتكدسين في رفح... وثمة شك إذا كانت حماس تؤمن حاليا أن سيناريو كهذا ممكن في الفترة القريبة، قبل حلول شهر رمضان أو خلاله. كما أن الأميركيين ليسوا مقتنعين، ولا يبدو أن نتنياهو مقنع بجدية نواياه الهجومية حتى شركائه المؤقتين في الحكومة (من "المعسكر الوطني"، غانتس وآيزنكوت). وإلى جانب الأزمة حول قانون التجنيد، يبدو أن نتنياهو أدخل نفسه إلى مصيدة سياسية صعبة ومعقدة".

ورأى هرئيل بدعوة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لغانتس إلى لقاءات في واشنطن أنها الخطوة الأكثر أهمية. ووصفها بأنها "خطوة غير مألوفة، وتعبر عن تصغير علني ومتعمد لمكانة نتنياهو. ويبدو أنه سيحاولون في واشنطن حضّ غانتس على الضغط على نتنياهو كي يتجه إلى صفقة"، تشمل إنهاء الحرب في القطاع ووقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، وربما تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، لكن نتنياهو يرفض الاستجابة لهذه الخطة الأميركية.

وتابع هرئيل أن "احتمال مواجهة علنية بين إدارة بايدن ونتنياهو قريبا ليس مستبعدا، وأن يتم اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن فشل الاتصالات (حول صفقة). واستمرار التصعيد من شأنه أن يشمل امتناع أميركي عن استخدام الفيتو على قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، أو حتى إبطاء شحنات الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل".

التعليقات