السفارة الأميركية في تل أبيب إعتبرت أن نتنياهو سيدفع السلام مع الفلسطينيين

اعتبرت برقية مرسلة من السفارة الأميركية في تل أبيب إلى وزارة الخارجية في واشنطن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيدفع السلام مع الفلسطينيين، لكنها وصفته بأنه شخص يركز جميع الخطوات السياسية بين يديه وأنه لا يتشاور إلا مع نفسه.

السفارة الأميركية في تل أبيب إعتبرت أن نتنياهو سيدفع السلام مع الفلسطينيين

اعتبرت برقية مرسلة من السفارة الأميركية في تل أبيب إلى وزارة الخارجية في واشنطن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيدفع السلام مع الفلسطينيين، لكنها وصفته بأنه شخص يركز جميع الخطوات السياسية بين يديه وأنه لا يتشاور إلا مع نفسه.

وأفادت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن موقع (ويكيليكس) الإلكتروني نشر أمس 70 ألف وثيقة تتعلق بالمراسلات الدبلوماسية الأميركية، وأن 4 آلاف منها مرسلة من السفارة الأميركية في تل أبيب.

وقالت الصحيفة إن تقييمات السفارة الأميركية لنتنياهو وباقي القياديين الإسرائيليين، جاءت في برقية مرسلة في 1 نيسان/أبريل العام 2009، أي غداة المصادقة على تشكيل حكومة نتنياهو الثانية، وأن البرقيات المرسلة من السفارة في تل أبيب تحتوي على معلومات كثيرة حول نظرة الأميركيين للحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وتم تصنيف البرقية المرسلة في مطلع نيسان/أبريل على أنها "حساسة" لكنها ليست سرية، وكتب الدبلوماسيون الأميركيون فيها أن نتنياهو يعتبر سياسياً من معسكر "يمين – وسط" في الخريطة السياسية في إسرائيل، وأنه يفضّل البراغماتية على الأيديولوجية في معظم المواضيع.

وقالت البرقية إنه "فيما يتعلق بعملية السلام فإنه (نتنياهو) يحافظ على كافة الخيارات مفتوحة بشأن حل الدولتين، ومن الجائز أن يكون مستعداً لدفع عملية السلام بشكل كبير طالما أنه لا يُفرض عليه التصريح علنا إلى أي مدى يمكن أن يتقدم".

ولفتت "هآرتس" إلى تناقض التقييمات الأميركية مع سياسة نتنياهو الذي تسبب بأزمة مع الإدارة الأميركية بعد شهر من تشكيل حكومته، عندما رفض خلال لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في شهر أيار/مايو العام 2009 وقف الإستيطان والإعتراف بحل الدولتين.

لكن الدبلوماسيين الأميركيين في تل أبيب قدروا أن نتنياهو سيقوم بعملية مساومة سياسية بهدف الحفاظ على الجناح اليميني في حكومته، إلا أنهم عبروا عن تفاؤل بالغ حيال إستعداد نتنياهو لدفع عملية السلام.

وكتبوا في الرقيات أن "نتنياهو سيتعاون مع عملية السلام بشكل صامت وربما بطيء أيضاً، لأنه يدرك أن هذا موضوع مصيري بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية".

وقالت الصحيفة إنه ليس واضحاً مصدر هذا التفاؤل الأميركي تجاه نتنياهو، خصوصاً على ضوء لقاء منفرد عقده نتنياهو مع السفير الأميركي في تل أبيب جيمس كنينغهام رفض خلاله فكرة المفاوضات حول قضايا الحل الدائم، وعبّر عن تأييده لإتفاقيات مرحلية و"السلام الإقتصادي" فقط.

وجاء في برقية بعثتها السفارة في تل أبيب إلى واشنطن في 24 تشرين الثاني/نوفمبر العام 2008، أي قبل الإنتخابات العامة الإسرائيلية الأخيرة، أن نتنياهو قال لكنينغهام إنه "بإمكاني تجنيد تأييد ثلثي اليمين الإسرائيلي لأي شيء أتفق عليه مع الفلسطينيين سواء من خلال عملية سياسية أو إتفاقيات مرحلية".

وأضاف نتنياهو "إنني أفضل نموذج الدولتين، لكن هذا مستحيل الآن، وإذا عمل الرئيس أوباما معي فسنتمكن من تحقيق تقدم".

وتساءل الدبلوماسيون الأميركيون ما إذا كان نتنياهو قد تغير، واعتبروا أن "نتنياهو تعلم على الأقل من قسم من الأخطاء التي ارتكبها فيما يتعلق بترجيحه للرأي في الماضي"، ولذلك اعتبروا أنه سيشكل حكومة واسعة قدر الإمكان ولا تعتمد على أحزاب اليمين فقط.

وجاء في البرقية أيضا أن بيبي (أي نتنياهو) عيّن نائبين أولين له و3 نواب رئيس وزراء، لكنه امتنع عن تعيين قائم بأعمال رئيس الوزراء، وشدد الأميركيون على أنه "في نهاية المطاف، بيبي يفضل بيبي"، وأنه "يتشاور مع نفسه ومع أولئك الذين أظهروا إخلاصاً له طوال السنوات من دون علاقة بمناصبهم".

وأظهر الدبلوماسيون الأميركيون في برقياتهم شكوكاً تجاه عدد من المسؤولين الإسرائيليين وبينهم وزير الداخلية إيلي يشاي، الذي تم النظر إليه على أنه "عامل سلبي وإشكالي للغاية".

التعليقات