08/10/2019 - 12:57

حرب تشرين 1973: ديّان طرح فكرة الترانسفير للمواطنين العرب

ديّان تحسب، حسب روتوكولات مداولات عسكرية، من انتفاض المواطنين العرب ضد إسرائيل أثناء الحرب، ويتحدث عن تخوفه من عدم تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، ويدعو إلى تجنيد متطوعين يهود من العالم، وإلعزار يقترح تدمير سورية

حرب تشرين 1973: ديّان طرح فكرة الترانسفير للمواطنين العرب

قيادة الجيش الإسرائيلي في الجبهة مقابل سورية (تصوير الجيش الإسرائيلي)

كشفت بروتوكولات سرية لمداولات هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في بداية حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، نُشرت أمس، الإثنين، بمناسبة 46 عاما على هذه الحرب، أن وزير الأمن في حينه، موشيه ديّان، أصيب بحالة ذعر، وتخوف من أن إسرائيل لن تتمكن من الدفاع عن نفسها، ودعا إلى استدعاء جنود مسرحين و"مسنين" ومتطوعين من اليهود في أنحاء العالم إلى الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

وفي سياق هذه الحالة النفسية، اقترح ديّان تشديد الرقابة على المواطنين العرب في إسرائيل، تحسبا من تعاون الأقلية العربية مع الدول العربية ضد إسرائيل. وقال ديّان، حسب بروتوكول اليوم الأول للحرب، إن "العرب في الداخل سيعملون ضد الدولة. وعندما يصعد الدم إلى رأسهم سنضطر مجددا إلى التعامل معهم بعمليات متنوعة".

وأوعز ديّان لحرس الحدود والحكم العسكري بقمع مظاهرات، تخوف أن ينظمها المواطنون العرب، "لأن بمقدورهم أن يهزوا محاور السير وإشغالنا بذلك... وهذا (الكلام) ليس لهذه الطاولة. لكن ينبغي أن نزيل هذا من رأسنا والقول لأحد ما: خذ هؤلاء العرب. نحن في وضع كهذا". ويبدو أن ديّان كان يتحدث هنا عن ترانسفير، إذ أضاف "ماذا تقترح، أن تكون هنا أقفاص؟".

وقال ديّان في اليوم الأول للحرب: "ما الذي يخيفني أكثر من أي شيء؟ أن تبقى دولة إسرائيل في نهاية الأمر من دون سلاح يكفي للدفاع عن نفسها، ألا يكون هناك عدد كاف من الدبابات، الطائرات والأفراد المدربين على الدفاع عن أرض إسرائيل"، حسب البروتوكولات التي نشرتها الصحف الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء.

ديان في قناة السويس، أثناء الحرب (تصوير الجيش الإسرائيلي)

وشارك في هذه المداولات ديّان ورئيس أركان الجيش، دافيد إلعزار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، إيلي زاعيرا، وضباط آخرون برتبة لواء. وأعلن إلعزار خلال المداولات "نحن غير متفائلين"، بسبب توجيه الجيش المصري ضربات للقوات الإسرائيلية وتقدمه. وقال إلعزار إنه "أريد تحولا دراماتيكيا (في سير الحرب)، وأن يصرخ أحد ما ’ويلنا’. شعوب تقتل، أوقفوا إطلاق النار". وجاء ذلك على خلفية عبور الجيش المصري لقناة السويس عبر جسور مدّها بشكل سريع. وقال إلعزار في محادثة مع رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير، إنه "سلاح الجو دمر سبعة جسور من بين 14 جسرا على القناة".

وفي مداولات تالية في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، اقترح ديّان "تجنيد جميع أولئك الذين سرحناهم، شبان واحتياط... يجب تجنيد مسنين سرحناهم، وتجنيد شبان لم نأخذهم، من سن 17 عاما... ويجب أن نفحص إذا كانت هناك جدوى من تجنيد يهود من العالم – أميركيين، إنجليز، جنوب أفريقيين. أي أحد يرغب بذلك".

من جانبه، اقترح إلعزار "يجب تدمير سورية. ستصدر صرخة مرعبة في العالم، لكن هذا سيوقف إطلاق النار".

وفي هذه الأثناء، وعلى خلفية إخفاقات قائد الجبهة الجنوبية الإسرائيلية، شموئيل غوروديش، أبلغ إلعزار سلفه في رئاسة الأركان، حاييم بار ليف، بالعودة إلى الخدمة العسكرية وقيادة الجبهة الجنوبية. وهاتف إلعزار غوروديش وأبلغه بأن "بار ليف قادم إليك وسيكون فوقك. وقد قرر ذلك رئيسة الحكومة ووزير الأمن". وفي خلفية هذا القرار، تمرد أريئيل شارون على قرارات القيادة العسكرية، وقال حاضرون في المداولات إن "أريك شارون يريد جر المعركة بالخروج إلى المعابر"، فيما وصف إلعزار ذلك بأن "هذه جريمة حرب".

ونشرت وزارة الأمن، أمسن تقرير الاستخبارات الأخير الذي أرسِل إلى ديّان، قبل يوم واحد من نشوب الحرب. وجاء فيه حول الجبهة الإسرائيلية – السورية أنه "يبرز اتجاه بإنهاء استعدادات مختلفة بحلول الخامس والسادس من تشرين أول/أكتوبر... وجرى الإبلاغ عن وجود شعور في أوساط ضباط وجنود سوريين بأنه يتوقع قتال بحجم كبير، من دون توضيح من سيبادر لذلك وما هي الخلفية".

وأضاف التقرير حول الجبهة الإسرائيلية – المصرية أنه "تتواصل تخوفات المصريين من نية إسرائيل استغلال التدريب (المصري) وشهر رمضان لشن هجوم جوي". بعد ذلك يتحدث التقرير عن أنشطة عسكرية مصرية: "تم وقف دورات سلاح الجو، تم تغيير غرف الاتصال وشيفرات بشكل غير عادي، تم السماح للجنود بعدم الصوم". رغم ذلك، قدرت الاستخبارات الإسرائيلية أنه "لا توجد مؤشرات في هذه المرحلة على وجود استعدادات عينية لهجوم ينفذه سلاح الجو المصري"، أي أن إسرائيل لم تكن تتوقع الحرب حتى يوم واحد قبل نشوبها.

التعليقات