11/09/2019 - 13:34

القنب والشباب - الأهل الحلقة الأضعف - الجزء الثاني

المخدرات هي سوق تجاري كأية سلعة أخرى، خاضعة للعرض والطلب والتاجر سوف يستغل ذلك بالتأكيد

القنب والشباب - الأهل الحلقة الأضعف - الجزء الثاني

نقدم الجزء الثاني من التقرير المصور الذي قدمه الدكتور وليد حداد المحاضر في علم الإجرام لموقعنا والدية برعاية عرب 48، وكنا قد نشرنا قبل أسبوع الجزء الأول منه يقول:

"إن تأثير القنب ومشتقاته على الدماغ يختلف حسب الجيل ومن إنسان لآخر، المستهلِك الجديد للمخدر تبقى آثاره في الجسم لفترة طويلة، ويظهر هذا في فحص البول، والفترة تكون ما بين 20-21 يوما لغاية شهر، وعندما يصحى مستعملها في الصباح تبدو عليه علامات التعب الشديد، فالكنابيس (القنب) من أخطر المخدرات  التي تبقى في الجسم لفتره طويلة، وحتى أكثر من المخدرات الكيماوية كالهيروين وغيرها المعروفة بالمخدرات الثقيلة، هذه تبقى في الجسم  ما بين 48- 72 ساعة.

حسب البحث الذي أجري حول المخدرات وتأثيرها في أوساط الشبيبة العربية في البلاد تبين ما يلي:

- 12% من الشبيبة ما بين جيل 12-8 عاما، جربوا المخدرات ولو مره واحدة، بينما في الوسط اليهودي 10% تعاطوا، من نفس الفئة العمرية.

- المواد الكيماوية، وهي الأخطر، 9% من الطلاب جربوا هذه المادة، بينما في الوسط اليهودي 4.5% من نفس الفئة العمرية. أي عدد المستعملين في الوسط العربي أكثر بضعف مقارنة مع الوسط اليهودي .

- بالنسبة للكحول، 25% من الطلاب العرب سَكِروا ولو مرة واحدة مقارنة بالمجتمع اليهودي،  60%-90 % من الوسط اليهودي سَكِروا في نفس الفئة العمرية، ولكن عندما نتحدث عن مجتمعنا العربي، 90% من المجتمع إسلامي متدين يحرم شرب الكحول ، الانحراف والابتعاد عن المجتمع تبدأ بتعاطي الكحول والانتقال للمخدرات يكون أسهل بعد ذلك.

د. وليد حداد محاضر في علم الإجرام

الأهل وموقفهم من موضوع المخدرات:

أكثر موضوع حرقة في مجال المخدرات هو موضوع الأهل والأمر شائك ومتشعب.

الأهل هم الحلقة الأضعف لافتقارهم لمعلومات حول الموضوع  مثل أولادهم لقربهم من شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنيت، ولكنهم في نفس الوقت القدوة لهم، قد تكون قدوة سلبية أو إيجابية وهذا متوقف على موقفهم(الأهل) من المخدرات. كأهل يجب ألّا يتباهوا أمام أولادهم بأنهم جربوا المخدرات ولو لمرة واحدة، إن كانوا قد جربوه فعلا، وبالتالي الأولاد سوف يجربون ذلك بشكل حتمي، لأنهم هم القدوة لهم، وفي مثل هذه الحالة يصبحون قدوة سيئة وسلبية أمام أبنائهم. كأهل، إذا كانت آراؤكم إيجابية عن المخدرات فهذا أمر سيء، ويوجد أسلوب لتمرير الرسالة للأولاد بدون كذب وإخفاء الحقيقة عنهم.

 المقاهي والحانات التي غزت مجتمعنا  

المخدرات هي سوق تجاري كأية سلعة أخرى، خاضعة للعرض والطلب والتاجر سوف يستغل ذلك بالتأكيد.

مسؤولية  مراقبة هذه المقاهي، ما يدخل عليها؟ ومن يدخل؟ وماذا تبيع؟ وهل يسمح للقاصرين بالدخول عليها؟، هذه مسؤولية البلديات وليست الشرطة، في كل بلدية هناك قسم يسمى "قسم ترخيص الحِرَف"، يعطي رخص للمحلات التجارية، ولكن للأسف هذه الأقسام غير مفعلة وغير نشيطة في معظم البلديات، يوجد موظفين ولكنهم لا يراقبون المحلات الواقعة ضمن نفوذ السلطة المحلية. اذا كان هناك مطعم أو مقهى ضمن منطقة نفوذ البلدية يجب أن تراقب، دخول القاصرين في مكان يقدم النرجيلة مثلا، الأكشاك والمقاهي للأسف غير مراقبة. ومن هنا أنا أناشد السلطات والأقسام الفاعلة بمراقبة هذه الأماكن. وإذا كانت هناك ظواهر غير قانونية يجب استدعاء الشرطة إذا اقتدى الأمر لذلك، ولكن هذا لا يحدث، بموضوع الكحول خاصة ممنوع بيع كحول للقاصرين في المجتمع، وممنوع بيع الكحول بعد الساعة العاشرة ليلا او 11 أيضا، ولكن إذا دخالنا لقرانا ومدننا العربية حيث لا توجد رقابة الأمر الذي يحفز الإقبال من المجتمع اليهودي على الوسط العربي لاقتناء المخدرات أو الكحول لأن الرقابة في المدن والبلدات اليهودية أكثر بأضعاف من الوسط العربي.

 وأخيرا..

 عالم المخدرات هو عالم وهمي، تدخل له ولا تعرف متى ستخرج منه، ومرجعيات الشباب اليوم شبكات التواصل الاجتماعي وغير مبني على أسس علمية، هذه المرجعيات تؤكد بأن المخدرات ممكن ان تزيد الإبداع أو التركيز، هذه مقولات تسويقية وليست حقيقية وغير مبنية على المعرفة والعلم كأي منتج أخر، ترويجه يكون وهميا عادة، كمستحضرات التجميل وما شابه، فهي خدع تسويقية، وتغيير القانون الذي  صنف استعمال القنب كمخالفة قانونية وليست جنائية، زاد الأمر تعقيدا،  هذه حرب  يجب ألاّ نرفع أيدينا ولا نتنازل كأهل، لأنه بعد التجربة يأتي الإدمان وصعوبات التعامل مع الشبيبة ويجب ان لا نرفع أيدينا..".

أجرت اللقاء سوسن غطاس - موقع والدية

تصوير ومونتاج جواد عمري 

التعليقات