02/01/2016 - 18:59

نمر باقر النمر... ضحية الصراع الإيراني السعودي؟

عندما ألقت قوات الأمن السعودية القبض على رجل الدين نمر النمر، في يوليو/تموز 2012، اندلعت احتجاجات استمرت أيامًا قتل فيها ثلاثة أشخاص وكان ذلك دليلا على تقدير يكنه كثير من أفراد الأقلية الشيعية للرجل، الذي أعدم اليوم، السبت.

نمر باقر النمر... ضحية الصراع الإيراني السعودي؟

عندما ألقت قوات الأمن السعودية القبض على رجل الدين  نمر النمر، في يوليو/تموز 2012، اندلعت احتجاجات استمرت أيامًا قتل فيها ثلاثة أشخاص وكان ذلك دليلا على تقدير يكنه كثير من السعوديين المعتنقين للمذهب الشيعي للرجل، الذي أعدم اليوم، السبت.

وكان النمر، النحيف ذو اللحية الرمادية، أكثر الأصوات انتقادًا للأسرة الحاكمة بالسعودية لسنوات قبل اندلاع احتجاجات التي شهدتها منطقة القطيف، خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011 حيث كان النمر من أبرز الداعين لتنظيم مظاهرات ضد النظام الحاكم في السعودية.

وفي 1993 توصل معظم رجال الدين السعوديين المعتنقين للمذهب الشيعي ومعظم القيادات  لحلول وسط لمشاكلهم مع الحكومة، بعد سنوات قضوها في المنفى. وكان ذلك تقدمًا محدودًا دفع بعض القيادات إلى تصعيد المطالبة بإصلاحات.

وصار النمر أبرز هؤلاء عبر خطب ألقاها في بلدته العوامية الفقيرة، في محافظة القطيف، التي تعتبر مركزًا للمعارضة لآل سعود. وكان النمر قد دعا في خطبه إلى تشكيل ما سماه 'جبهة المعارضة الرشيدة' لتوفر الحماية لسكان المنطقة الشرقيّة.

ودائما ما أصر مؤيدو النمر، على أنه حريص على تجنب الدعوة للعنف وأبرزوا انتقاده القوي للقمع الذي يتعرض له السنة في سوريا، حيث وصف عائلة الأسد في أكثر من مناسبة بأنها ظالمة و'الدين براء منها'، وأضاف النمر في خطبة أخرى بأنه يقف ضد القمع 'أيًا كان مصدره وممارسه، حيث لا يحب الله الظالمين'.

لكن في نظر الشرطة السعودية والمحكمة التي أدانت النمر (56 عامًا) في أواخر 2014 كان الرجل محرضًا على هجمات بالرصاص والقنابل لمصلحة إيران، المنافس الإقليمي للمملكة. وكان هذا الربط المفترض خطيرا على نحو خاص.

وتصاعدت التوترات بين السعودية وإيران عندما تسببت الانتفاضات العربية في إضافة منحى إراقة الدماء إلى صراعهما على النفوذ، عبر حروب وصراعات سياسية في الشرق الأوسط.

ويأتي إعدام الشيخ النمر، الذي تتهمه السلطات السعودية بأنه رجل إيران الأول في المملكة، بعد أسبوع واحد من اغتيال رجل السعودية الأول في سوريا، زهران علوش، الذي قضى بغارة يرجح أنها روسية، واحتدام التنافس العسكري بين إيران والسعودية في سوريا واليمن الذي يشهد تراجعًا كبيرًا للحوثي وقواته.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ذكرت أن التهم التي أدين بها النمر شملت الخروج على الحاكم والتحريض على العنف ومقاومة السلطات التي توجهت لإلقاء القبض عليه.

وفي برقية صادرة من السفارة الأميركية، نشرها موقع ويكيليكس للوثائق السرية، قال دبلوماسيون أمريكيون قابلوا النمر في 2008 إنه يصر على حق السعوديين المعتنقين للمذهب الشيعي في طلب مساعدة خارجية حال اشتعال صراع داخلي. ويثير هذا الأمر حفيظة السعودية.

وقال لهم إنه سيقف مع الشعب لا مع الحكومة إذا اندلع صراع بين الحكومة المركزية والسعوديين المعتنقين للمذهب الشيعي.

لكن بإعدامه اليوم ومعه ثلاثة آخرون من الشيعة و43 من قادة ونشطاء القاعدة تزيد فرص الصراع الطائفي.

التعليقات