ترقّب وتوتّر بانتظار اجتماع منظمة "أوبك"

تترقّب الدّول المصدّرة للنّفط اجتماع منظّمة "أوبك"، إذ يتوقّع أن تنبثق عن الاجتماع قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار.

ترقّب وتوتّر بانتظار اجتماع منظمة

شعار منظّمة "أوبك" (أ ب)

تترقّب الدّول المصدّرة للنّفط اجتماع منظّمة "أوبك"، إذ يتوقّع أن تنبثق عن الاجتماع قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار.

وتوقع خبراء نفط، أن يتمخض اجتماع منظّمة الدّول المصدّرة للنّفط، "أوبك"، عن خفض في الإنتاج، بالشكل الذي يدعم تعافي أسعار النفط واتجاهها صوب مستوى 70 دولارًا للبرميل، موضحين أنّ المعنويّات في أسواق النفط ما تزال سلبية، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30% في الأسابيع القليلة الماضية.

إذ فقد خام برنت نحو 26 دولارًا من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولاً من 86 دولارًا للبرميل إلى متوسط 60 دولارًا في الوقت الحالي؛ كما أنّ وتيرة تراجع أسعار النفط خلال تشرين أول/ أكتوبر الماضي تعادل هبوط الأسعار في 2008، وبوتيرة أعلى من التراجعات خلال عامي 2014 و2015.

كذلك، فقد صعد إنتاج النفط في عديد البلدان، مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبًا مؤخّرًا، بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وفي تصريحات رسمية متفرقة خلال الشهر الجاري، أبدت كل من السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين للنفط الخام في العالم، ومن خلفهما "أوبك"، تخوفات من وجود شكوك ستؤثر على نمو الطلب على الخام، ما يعني ارتفاعا أكبر في معروض النفط الخام.

وكان أعضاء "أوبك" ومنتجون مستقلون قد بدأوا مطلع 2017، اتفاقًا لخفض الإنتاج بـ 1.8 مليون برميل يوميًّا، تم تقليصه إلى 1.2 مليون برميل اعتبارًا من يوليو/ تموز الماضي، على أن ينتهي الاتفاق في ديسمبر/كانون أول 2018.

ولكنّ الخبير النفطي محمد زيدان، توقّع أن يتم الاتفاق خلال الاجتماع على خفض الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل يوميًّا لمواجهة تخمة إمدادات بدأت تلوح في الأفق القريب.

وأضاف لـ "الأناضول"، إن المعنويات العامة في أسواق النفط ما تزال سلبية تتسم بحالة من الحذر، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30% في الأسابيع الماضية.

وتابع زيدان: "لا نريد الرهان على تأثير نتائج الاجتماع على الأسعار، ولكن هناك لهجة إيجابية لدعم الأسعار فوق 50 دولارًا للبرميل والذي يعتبر مستوى قويًّا".

فيما قال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، إن التوقعات تشير إلى أن يقرّ اجتماع "أوبك" خفضًا في الإنتاج لرفع أسعار النفط، مبيّنًا أنّه بعد إقرار الخفض المتوقع سترتفع أسعار النفط بشكل تدريجي، ولكن هذا سيعتمد على كميات الخفض في الإنتاج ونسبة استيعابها في الأسواق مقارنة مع كميات الطلب.

وتوقع ارتفاع أسعار النفط صوب مستوى 70 دولارًا للبرميل، حال إقرار الخفض المتوقع والذي يمكن أن يصل لنحو مليون برميل؛ وأوضح أن الخفض قد يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميًّا من "أوبك" والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا.

ويجتمع أعضاء "أوبك" في السادس من كانون أول/ ديسمبر الجاري، بالعاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط من عدمه في 2019، كما يأتي الاجتماع، في أعقاب قمة مجموعة العشرين التي اختتمت في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، وتضمن جدول أعمالها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وكذلك السياسة النفطية.

التعليقات