كورونا: لماذا يوجد نقص في عدد مواقع تخزين النفط الخام؟

قال المستشار الاستراتيجي للاستثمار لدى شركة "بيكتيت إيه إم"، فريدريك رولان إن "الصناعة النفطية تعمل على أساس الإنتاج في الوقت المحدد لخفض التكاليف لذا قدرات التخزين متواضعة بالمقارنة مع الإنتاج".

كورونا: لماذا يوجد نقص في عدد مواقع تخزين النفط الخام؟

شركة أميركية لإنتاج النفط في ديترويت(أ ب)

قال المستشار الاستراتيجي للاستثمار لدى شركة "بيكتيت إيه إم"، فريدريك رولان إن "الصناعة النفطية تعمل على أساس الإنتاج في الوقت المحدد لخفض التكاليف لذا قدرات التخزين متواضعة بالمقارنة مع الإنتاج".

وأثار النقصان بعدد مواقع تخزين النفط الخام، قلقا كبيرًا في السوق النفطية الغارقة في فائض من الخام، فيما الطلب حاليًا في أدنى مستوياته نتيجة تدابير الحجر المنزلي والتوقف شبه التام للطيران في العالم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

وهيمنت هذه المسألة في الأيام الأخيرة بشكل ملح على الأسواق إلى حد جعلت أسعار النفط تنهار إلى مستويات سلبية، إذ بات المستثمرون على استعداد لدفع أموال من أجل التخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها ويعجزون عن تخزينها.

ويدور في هذه الأثناء، سباق بين الوسطاء بحثا عن قدرات تخزين فارغة، على اليابسة مثل محطة "كوشينغ" للتخزين في الولايات المتحدة التي باتت على شفير التخمة، أو في ناقلات النفط الكثيرة التي صودرت لتخزين الخام.

مواقع إنتاج النفط في الولايات المتحدة (أ ب)

وساهمت في فائض المخزون النفطي؛ مواصلة الإنتاج بمستوى مرتفع نسبيًا بدلًا من وقفه بشكل حاد ما يقضي على العائدات ويصطدم بدوره بعقبات تقنية.

كذلك، تسبب الطلب الضعيف على المدى القريب بظاهرة في السوق تعرف بـ"كونتانغو" أو "العلاوة الآجلة في السعر"، وهي تسجل حين تكون أسعار العقود الفورية المشارفة على آجال استحقاقها أدنى من العقود لاستحقاق أبعد، وهو ما يخالف المنطق السائد في السوق.

وسارع المستثمرون عندها إلى اغتنام الوضع لتشكيل مخزون، على أمل إعادة بيع نفطهم بأسعار أفضل حين ينتعش النشاط الاقتصادي.

وأوضح المسؤول في شركة الوساطة "ذي تانك تايغر"، إيرني بارساميان، التي تتخذ مقرًا لها في شمال شرق الولايات المتحدة أن "الطلب على التخزين تسارع فعليًا اعتبارًا من الأسبوع الثاني من آذار/ مارس الماضي".

وأكد محللي شركة "كبلر" أنه لا يزال ثمة إمكانية لتخزين ما يعادل 130 مليون برميل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، بمعزل عن الاحتياطيات الاستراتيجية.

وأوضح بارساميان أنه "ثمة مواقع عديدة أصغر حجمًا، إلا أنها لا تُعطى الأولوية لأن الوصول إليها أصعب لعدم اتصالها مثلا بخط أنابيب".

بالمقابل، أشار الوسيط في شركة "أودين أر في بي أوروبا" الهولندية، كرين فان بيك، إلى أن "الكثير من الخزانات غير متوفرة على الرغْم أنها فارغة لأنه تم تأجيرها".

وفي آسيا، تملك الصين قدرة تخزينية أكبر من الولايات المتحدة تبلغ 181 مليون برميل، تليها اليابان مع 58 مليون برميل، حسب شركة "كبلر". إن كانت شركات الوساطة تستعين بمواقع تخزين تجارية في جميع أنحاء العالم تملكها شركات خاصة مثل شركة "فوباك" الهولندية للنفط والغاز، فإن الدول تملك مواقع مخصصة لتخزين احتياطاتها النفطية الاستراتيجية.

مواقع تخزين النفط في الصين (أ ب)

وتمتلئ مواقع التخزين هذه بسرعة أيضًا إذ تغتنم العديد من الدول مثل أستراليا والصين والهند وكوريا الجنوبية فرصة انهيار الأسعار لملء خزاناتهم.

وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مطلع الأسبوع الحالي، أنه يعتزم إضافة 75 مليون برميل نفطي إلى الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي للأسباب ذاتها.

والاحتياطي الأميركي مودع في مجمع من أربعة مواقع تحت الأرض على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا في جنوب البلاد، تبلغ قدرتها الإجمالية على التخزين 727 مليون برميل.

التعليقات