جائحة كورونا تدفع أطفال الأردن إلى الالتحاق بسوق العمل

أدى توقف التدريس في المدارس الأردنيّة منذ منتصف آذار/مارس 2020 إلى التحاق آلاف الأطفال بسوق العمل خصوصا مع فقدان كثير من الأسر مصادر دخلها المعتادة بسبب تداعيات تدابير الإغلاق على الوضع الاقتصادي.

جائحة كورونا تدفع أطفال الأردن إلى الالتحاق بسوق العمل

توضيحية (أ. ب. أ.)

أدى توقف التدريس في المدارس الأردنيّة منذ منتصف آذار/مارس 2020 إلى التحاق آلاف الأطفال بسوق العمل خصوصا مع فقدان كثير من الأسر مصادر دخلها المعتادة بسبب تداعيات تدابير الإغلاق على الوضع الاقتصادي.

وانضم هؤلاء الأطفال لنحو 76 ألف طفل عامل في الأردن، وفقا لأرقام رسمية نشرت عام 2016، رغم أن القوانين تحظّر عمل الأطفال تحت سن 16 عاما.

وارتفع عدد الأطفال العاملين في الأردن من نحو 33 ألفا عام 2007 الى قرابة 76 ألفا عام 2016، ويعمل نحو 45 ألفا منهم في أعمال تصنف خطرة، وفقا لأرقام رسمية.

وتقول ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الأردن، تانيا شابويزات، لـ"فرانس برس": "ليست لدينا أرقام جديدة محددة، لكننا نعلم أن الأرقام تضاعفت بين عامي 2007 و2016، ونعتقد أنه مع الجائحة ستكون الأرقام أسوأ".

وتضيف "نشعر بالقلق من أن الأرقام في ارتفاع... من المنطقي أن ترتفع لأننا نعلم أن معدلات الفقر في ارتفاع".

وبلغ معدل الفقر، وفق الأرقام الرسمية في الأردن في خريف 2020، نحو 15,7 في المئة، بينما توقع البنك الدولي زيادة معدلات الفقر في المدى القصير 11 في المئة.

وارتفع معدل البطالة في المملكة عام 2020 ليصل الى نحو 23 بالمئة، في بلد تجاوز دينه العام 102 في المئة من الناتج الداخلي.

ويقول مدير "المرصد العمالي الأردني" (غير حكومي)، أحمد عوض، إن "العاملين الأساسيين المؤثرين على زيادة او نقصان عمل الأطفال هما مستوى الفقر وفعالية نظام التعليم في المرحلة الأساسية، والمساران تأثرا سلبا" خلال الجائحة.

ويوضح "معدلات الفقر زادت بشكل ملموس مع انخفاض مستويات الأجور نتيجة اختلال العرض والطلب والإغلاقات والإجراءات الحكومية، وهناك من سرح من عمله. والجانب الثاني الأساسي هو التعليم وكما تعلم في الفصلين الدراسيين، لم يكن هناك تعليم وجاهي".

وترى منسقة منظمة العمل في الأردن، فريدة خان، أن وضع عمالة الأطفال في الأردن "مقلق"، خصوصا مع عدم كفاءة نظام التعليم الإلكتروني.

وتضيف "معظم العائلات لديها مستوى بسيط من التعليم ولا تتمكن من مساعدة أطفالها في التعلم عن بعد"، ناهيك عن تشتت ذهن الأطفال في المنزل. وتشير الى أن "الأهالي الذين يفقدون دخلهم يواجهون خيارات صعبة فيدفعون أبناءهم الى سوق العمل لتعويض الدخل المفقود خصوصا مع استمرار إغلاق المدارس".

وتقول شابويزات "نعلم أن واحدا من كل أربعة أطفال لا يدخل الى منصات التعلم عن بعد، وفقط 31% من مجموع الأطفال لديهم إنترنت". وتضيف "قد يكون نظام التعلم عن بعد فعالا لبعض الأردنيين، ولكن يهمنا من هم الأكثر ضعفا. وبالنسبة الى هؤلاء القضية معقدة للغاية".

وتسعى منظمة العمل الدولية لجعل العام 2021 عام القضاء على عمالة الأطفال.

التعليقات