ما هي تكاليف الزلزال الاقتصاديّة على تركيا؟

في الوقت الذي يتزايد فيه ضحايا الزلزال في كلّ من سورية وتركيا، تتزايد أيضًا التداعيات الاقتصاديّة للبلدين، حيث قالت هيئة الملاحة البحريّة التركيّة، إنّ ميناء إسكندرون على البحر الأبيض المتوسّط، تضرّر جراء الزلزال القويّ

ما هي تكاليف الزلزال الاقتصاديّة على تركيا؟

(Getty)

بعد ارتفاع حصيلة الزلزال الذي وقع بالقرب من الحدود التركيّة السوريّة بقوّة 7.8 درجات على سلّم ريختر، إلى أكثر من 5000 قتيل، في تركيا وسورية، بدأت تقارير إعلاميّة تتحدّث حول الخسائر الاقتصاديّة التي يمكن أن يتسبّب بها الزلزال، من وقف لإمدادات الطاقة وتعطّل حركة الطيران والشحن.

وفي تقرير نشرته صحيفة "بلومبرغ"، فإنّ تأثّر الأسهم التركيّة بالزلزال لم يكن كبيرًا، إذ تراجع مؤشّر البورصة الرئيسي بنسبة لم تتجاوز 1.5٪ اليوم، بعد أن قامت بورصة إسطنبول باتّخاذ إجراءات استباقيّة بإيقاف التداول على أسهم 8 شركات، حتّى تصدر بيانات بشأن الزلزال.

ووصلت الليرة التركيّة إلى مستوى منخفض قياسي جديد أمام الدولار، عند 18.85 ليرة خلال تعاملات الإثنين، وفي سورية، فقد أوقف العمل في مصفاة بانياس النفطيّة لمدّة 48 ساعة، لمعالجة أضرار لحقت بها جراء الزلزال.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه ضحايا الزلزال في كلّ من سورية وتركيا، تتزايد أيضًا التداعيات الاقتصاديّة للبلدين، حيث قالت هيئة الملاحة البحريّة التركيّة، إنّ ميناء إسكندرون على البحر الأبيض المتوسّط، تضرّر جراء الزلزال القويّ، وبعد عمليّات التفتيش لرصد الأضرار، قالت الهيئة على تويتر، إنّ "العمليّات مستمرّة في موانئ بجانب إسكندرون"، كما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.

وقالت شركة الغاز الحكوميّة التركيّة "بوتاس"، إنّ بعض أجزاء شبكة الغاز التركيّة تضرّرت إثر الزلزال، وأوضحت في بيان، أنّ الأضرار وصلت إلى خطّ كهرمان مرعش - غازي عنتاب" لنقل الغاز، كما أعلن عن توقّف إمدادات الغاز إلى مقاطعات غازي عنتاب وهاتاي وكهرمان مرعش وبازارجيك ونارلي وبيسني وجولباشي ونورداجي وإصلاحية وريحانلي، بالإضافة إلى تأثّر خطّ "كيليس" للغاز الطبيعي، وأكّدت الشركة، على أنّ توريد الغاز للمنشآت الحيويّة مثل المستشفيات، سيتواصل من خلال شركات إمداد الغاز الطبيعي المسال.

وكان إقليم كردستان العراق، قد أوقف تصدير نفطه عبر ميناء جيهان التركي.

وتواجه تركيا كارثة طبيعيّة، تتكرّر للمرّة الثانية في غضون 24 عامًا. وتشير تقارير صحافيّة، إلى أنّ أكثر من 6000 مبنى تضرّروا جراء هذا الزلزال.

وبحسب بيانات تركيّة رسميّة، فقد توقّف الإنتاج على نحو واسع في مدينة غازي عنتاب، تخوّفًا من حدوث هزّات ارتداديّة.

وقال خبير الزلازل التركي، أوفجون أحمد أركان، عبر حسابه على موقع تويتر، إنّ تكلفة الزلزال تتراوح بين 35 إلى 50 مليار دولار، وهذا سيؤدّي إلى تراجع التنمية في تركيا.

وحسب تقرير نشر على موقع "آرتمايز" المتخصّص في الأسواق، فإنّ غالبيّة الخسائر الاقتصاديّة الناجمة عن هذا الزلزال المدمّر، من المرجّح أن تكون غير مؤمنة، مما يؤدّي إلى خسارة على الأرجح في قطاع التأمين.

وضرب الزلزال عشر مدن تركيّة، هي غازي عنتاب وقهرمان ماراش وهاتاي وعثمانيّة وأديامان ومالاتيا وشانليفورفا وأضنة وديار بكر وكيليس.

ولم يكن هذا الزلزال المدمّر الوحيد الذي ضرب هذه المنطقة، إذ وقع في عام 1999، زلزال بالقوّة نفسها تقريبًا، وعرف وقتها بـ"زلزال مرمرة"، وبلغ عدد القتلى فيه 17 ألف قتيل وأكثر من 43 ألف جريح، بحسب تقديرات رسميّة تركيّة.

التعليقات