تباطؤ في الاقتصاد الأميركيّ واحتمالات حدوث "ركود معتدل"

ساهم الاستهلاك في إعطاء دفع لأكبر اقتصاد في العالم مطلع العام 2023، لكن من المرجّح أن تؤثّر الأزمة الّتي شهدها القطاع المصرفيّ أخيرًا وارتفاع أسعار الفائدة على التوقّعات.

تباطؤ في الاقتصاد الأميركيّ واحتمالات حدوث

(Getty)

أعلنت وزارة التجارة الأميركيّة، اليوم الخميس، عن تسجيل تباطؤ في الاقتصاد الأميركيّ بشكل كبير، مسجّلًا نموًّا بنسبة 1.1٪، وبذلك، يتزايد احتمال حدوث "ركود معتدل".

وارتفع الناتج المحلّيّ الإجماليّ للولايات المتّحدة بمعدّل سنويّ بلغ 1,1 في المئة في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس بعدما سجّل 2,6 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي.

وساهم الاستهلاك في إعطاء دفع لأكبر اقتصاد في العالم مطلع العام 2023، لكن من المرجّح أن تؤثّر الأزمة الّتي شهدها القطاع المصرفيّ أخيرًا وارتفاع أسعار الفائدة على التوقّعات.

وكان النشاط الاقتصاديّ تراجع مع رفع البنك المركزيّ الأميركيّ بسرعة سعر الفائدة الرئيسيّ لمعالجة التضخّم، في حين أنّ التداعيات الكاملة لاضطراب القطاع الماليّ عقب انهيار ثلاثة مصارف متوسّطة الحجم الشهر الماضي، لم تظهر بعد.

وقالت وزارة التجارة في بيان "مقارنة بالربع الأخير (من العام الماضي)، يعكس التباطؤ في الناتج المحلّيّ الإجماليّ الحقيقيّ في الربع الأوّل (من العام الحاليّ) بشكل أساسيّ تراجع استثمار المخزون الخاصّ وتباطؤ الاستثمار الثابت غير السكنيّ". وأضافت أنّ ذلك قابله جزئيًّا تسارع الإنفاق الاستهلاكيّ وزيادة الصادرات.

وقالت الوزارة في بيان إنّ رقم الناتج المحلّيّ الإجماليّ "يعكس زيادات في الإنفاق الاستهلاكيّ والصادرات وإنفاق الحكومة الفدراليّة" مع بعض أشكال الاستثمار.

انتعشت مبيعات التجزئة في كانون الثاني/يناير، بسبب الطقس المعتدل على الأرجح، لكنّ إيان شيبردسن وكيران كلانسي من "بانثيون ماكروإيكونومكس" حذرًا من "خطر" تعميم نتائج الأشهر الثلاثة الأولى. وأضافا في مذكّرة أنّ أرقام شباط/فبراير وآذار/مارس "كشفت نقصًا في الزخم، وهو أمر نتوقّع استمراره في الربع الثاني من العام".

وأشار شيبردسن وكلانسي إلى أنّ المستهلكين ربّما كانوا على استعداد للإنفاق عندما يستخدمون المدّخرات الّتي جمعوها خلال الإغلاق وقت تفشّي جائحة كوفيد، لكنّ نسبة إنفاق المدّخرات تباطأت. وفي الوقت نفسه، قد تؤدّي الضغوط الّتي يواجهها القطاع المصرفيّ إلى تشديد شروط الائتمان، ما يصعب على الأسر والشركات الحصول على قروض.

وأوضح راين سويت من "أكسفورد إيكونوميكس" أنّ من المتوقّع أن تؤدّي الاضطرابات الأخيرة في النظام المصرفيّ وتشديد معايير الإقراض إلى ركود أكثر حدّة ممّا كان متوقّعًا في الربع الثاني من العام، رغم أنّ هذا سيبقى تباطؤًا معتدلًا.

وأضاف "مؤشّر دورة الأعمال لدينا يظهر أنّ الاقتصاد فقد زخمه في شباط/فبراير، ويقترب من النموّ السلبيّ". وأشار إلى أنّه في حين أنّ المصارف الأميركيّة الكبيرة أفلتت نسبيًّا من الضغوط الأخيرة، فإنّ "الاضطراب ربّما لم ينته بعد وهناك حالة كبيرة من عدم اليقين". وتابع أنّ "التكاليف الاقتصاديّة لم تصبح ملموسة تمامًا بعد مع تشديد المصارف معايير الإقراض وتراجع الودائع في المصارف

التعليقات