يواجه المزارعون الأميركيون، الذين كانوا يأملون تحقيق أرباح هذا العام، انخفاضًا محتملاً في أسعار المحاصيل وفقدانًا أكبر لحصتهم في الأسواق الخارجية، مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
واعتبارًا من السبت، أصبحت معظم المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من دول العالم خاضعة لرسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. ومن المتوقع أن تزداد الضغوط اعتبارًا من التاسع من أبريل.
وتواجه عشرات الاقتصادات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين والهند، مستويات أعلى من الرسوم، محددة خصيصًا لكل دولة.
وبينما تتحدث هذه الدول عن الرد بإجراءات مماثلة، وجد المزارعون الأميركيون، الذين كانوا يشكلون قاعدة دعم رئيسية لترامب في انتخابات 2024، أنفسهم مجددًا ضحية لهذه السياسات، وهم يستعدون لتكبد خسائر إضافية.
وقد انخفضت أسعار العديد من المنتجات الزراعية الأميركية، بالتزامن مع تراجع أسواق الأسهم، عقب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية وردّ الصين عليها.
ومن المتوقع أن تتضرر الصين، ثالث أكبر مستورد للسلع الزراعية الأميركية بعد كندا والمكسيك، بشدة، حيث ستُفرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 34% على منتجاتها، تُضاف إلى تعرفات سابقة نسبتها 20%.
وردًا على ذلك، أعلنت بكين أنها ستفرض رسومًا بنسبة 34% على البضائع الأميركية، تُضاف إلى رسوم سابقة تصل إلى 15% على المنتجات الزراعية.
وتُجبر هذه الرسوم الشركات على دفع مبالغ أكبر لاستيراد المنتجات الأميركية، ما يضر بالقدرة التنافسية للمزارعين الأميركيين.
وعادةً ما كانت الصين تستحوذ على ما لا يقل عن نصف صادرات فول الصويا الأميركي وأكثر من صادرات الذرة الرفيعة. وقد أنفقت بكين 24.7 مليار دولار على المنتجات الزراعية الأميركية العام الماضي، بما في ذلك الدجاج ولحوم البقر ومحاصيل أخرى.
لكن وزارة الزراعة الأميركية قالت إن ما استوردته الصين العام الماضي تراجع بنسبة 15% مقارنة بعام 2023، "مع انخفاض مبيعات فول الصويا والذرة في ظل تزايد المنافسة من أمريكا الجنوبية".
ويرى كريستوفر باريت، الأستاذ في جامعة كورنيل والمتخصص في الاقتصاد الزراعي، أن "خسارة هذه السوق أمر بالغ الأهمية، لأن العثور على مشترين آخرين أمر مكلف".
وأشار إلى أنه خلال ولاية ترامب الأولى، طالت تعرفاته الصين التي كانت "الهدف الوحيد، وبالتالي الدولة الوحيدة التي ردّت". أما الآن، فمع استهداف كل الشركاء التجاريين، يُرجّح أن يواجه المزارعون صعوبة أكبر في العثور على أسواق بديلة.
وحذر اتحاد مكاتب المزارعين الأميركيين هذا الأسبوع من أن "أكثر من 20% من دخل المزارعين يأتي من الصادرات، ويعتمد المزارعون على الواردات للحصول على إمدادات أساسية كالأسمدة والأدوات المتخصصة".
وأضاف أن "الرسوم الجمركية سترفع تكلفة الإمدادات الأساسية، وستؤدي الرسوم الانتقامية إلى ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية عالميًا".
كما حذّرت الرابطة الدولية لمنتجات الألبان، الأربعاء، من أن "الرسوم الجمركية واسعة النطاق والممتدة" على كبار الشركاء التجاريين والأسواق النامية، قد تُقوض استثمارات بمليارات الدولارات تهدف إلى تلبية الطلب العالمي.
وبحسب أرقام وزارة الزراعة الأميركية، فإن الرسوم الانتقامية المفروضة على الولايات المتحدة ألحقت خسائر بالصادرات الزراعية تجاوزت 27 مليار دولار بين منتصف عام 2018 وأواخر 2019.
وقدّمت الوزارة 23 مليار دولار لتعويض المزارعين المتضررين من النزاعات التجارية في عامي 2018 و2019.
ويشبّه جيم مارتن هذا الدعم بـ"ضمادة، حل مؤقت لمشكلة طويلة الأمد"، مضيفًا: "يقول الرئيس إن الأمور ستكون أفضل على المدى الطويل، لذا أعتقد أن علينا أن نحدد مدى صبرنا".
ويأمل هذا المزارع، كغيره من المنتجين، في إبرام مزيد من الاتفاقيات التجارية مع دول غير الصين.
التعليقات