13/01/2021 - 17:16

ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيليّة على سورية إلى 57 على الأقلّ

ارتفع عدد القتلى، جرّاء القصف الإسرائيليّ الذي استهدف مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سورية، اليوم الأربعاء، إلى 57 قتيلا على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري

ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيليّة على سورية إلى 57 على الأقلّ

قصف إسرائيلي سابق على القنيطرة (توضيحية من الأرشيف)

ارتفع عدد القتلى، جرّاء القصف الإسرائيليّ الذي استهدف مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سورية، اليوم الأربعاء، إلى 57 قتيلا على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بقصف إسرائيلي مكثف استهدف بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء المنطقة الممتدة من مدينة الزور إلى بادية البوكمال عند الحدود السورية - العراقية.

وطال القصف وفق المرصد مستودعات ومعسكرا في أطراف مدينة دير الزور، ومواقع ومستودعات أسلحة في بادية البوكمال، وأخرى في بادية الميادين، تابعة لكل من قوات النظام وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.

وتسبّب القصف على المناطق الثلاث، وفق حصيلة جديدة للمرصد، بمقتل 14 عنصرا من قوات النظام بالإضافة إلى 43 آخرين من المقاتلين الموالين لإيران بينهم 16 عراقيا و11 عنصرا من لواء "فاطميون" الأفغاني. كذلك، أصيب 37 آخرون بجروح بعضهم في حالات خطرة، وفق المرصد.

وكانت حصيلة سابقة للمرصد أحصت مقتل 41 عنصرا على الأقل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها عن مصدر عسكري أنه "في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق (23,10 ت غ) من فجر اليوم، قام العدو الإسرائيلي بعدوان جوي على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال ويتم حالياً تدقيق نتائج العدوان"، من دون أي تفاصيل إضافية.

ونقلت وكالة "فرانس برس: عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، القول: "إنها الحصيلة الأكثر دموية التي توقعها غارات اسرائيلية في سورية". وبحسب عبد الرحمن، فإن الضربات الاسرائيلية جاءت بعد أيام من استقدام لواء "فاطميون" الأفغاني الموالي لإيران أربع شاحنات محمّلة أسلحة إيرانية من الجانب العراقي، تمّ تفريغ حمولتها في مستودعات في المواقع المستهدفة.

وفي ضربات جويّة منفصلة أمس الثلاثاء، قتل 12 مقاتلا مواليا لإيران وأصيب 15 آخرون بجروح، من غير السوريين، في بادية البوكمال، وفق ما أحصى المرصد اليوم الأربعاء، من دون أن يتمكّن من تحديد هويّة الطائرات التي شنّتها.

وفي وقت سابق اليوم، قال المرصد: "استهدفت إسرائيل بأكثر من 10 ضربات مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة واللواء 137 والجبل المطل على مدينة دير الزور ومواقع أخرى في أطراف المدينة، أسفرت عن تدمير مستودعات ومواقع، بالإضافة إلى مقتل 16 شخصا، هم 9 من قوات النظام والبقية من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية".

كما استهدفت إسرائيل بـ6 ضربات مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح في بادية البوكمال، الأمر الذي أدى إلى مقتل 11 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، بالإضافة لخسائر مادية كبيرة. كذلك جرى استهداف تمركزات ومواقع ومستودعات في بادية الميادين بضربتين، ما أدى إلى مقتل 13 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية أيضا.

أحد المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، الليلة الماضية (تويتر)

ووصف المرصد هذه الغارات الإسرائيلية بأنها "الأكثر كثافة من نوعها على الأراضي السورية، فيما لم يتم رصد أي تصدي أو محاولة تصدي للقصف الإسرائيلي من قبل دفاعات النظام الجوية، وأن مدينة دير الزور التي جرى قصف مناطق عدة فيها وبأطرافها تعد تحت الهيمنة الروسية".

"الغارات بناءً على معلومات أميركية"

وقال مسؤول استخباراتي أميركي بارز على علم بالغارة الإسرائيلية في سورية قبيل فجر اليوم، الأربعاء، لوكالة أسوشيتد برس، إن الضربات الجوية نُفِّذت بناء على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة واستهدفت مستودعات في سورية كانت تُستخدم كجزء من خط الأنابيب لتخزين وتجهيز أسلحة إيرانية.

وأضاف المسؤول أن المستودعات كانت بمثابة خط أنابيب للمكونات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني. وأكد المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه للتحدث عن مسائل الأمن القومي الحساسة، أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ناقش الغارة الجوية مع رئيس الموساد، يوسي كوهين، في واشنطن، أول من أمس الإثنين.

وقال المدير التنفيذي لشبكة دير الزور 24، عمر أبو ليلى، في السياق نفسه، "لقد أحرقوا مواقع إيرانية في دير الزور".

"الغارات تحمل ثلاث رسائل"

من جانبه، اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق ورئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، عبر "تويتر"، أن "الهجوم في سورية هذه الليلة ينطوي على ميزات خاصة: هجوم في العمق وبأمدية بعيدة جدا في دير الزور والبوكمال، حجم كبير من الأهداف وبينها أهداف في الحيز الحضري (مواقع داخل مدن)، وقتلى كثيرون".

وبحسب يدلين، فإن "هذا الهجوم الرابع خلال أقل من شهر. وإسرائيل عازمة على الاستمرار في مواجهة القدرات العسكرية التي تبنيها إيران في الحيز السوري وضد البنية التحتية لنقل الأسلحة".

وتابع يدلين أنه "عدا إنجازات إحباط البنية التحتية الإيرانية، تبعث إسرائيل برسائل إلى ثلاث غايات: إلى إيران، أنه ’لن نتوقف عن العمل في سورية في عهد (إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو) بايدن’؛ إلى سورية، أنه ’يوجد ثمن باهظ لليد الطليقة التي تمنحونها للإيرانيين في سورية’؛ وإلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، أنه ’عدا الموضوع النووي، يوجد نشاط إيراني سلبي آخر يستوجب التطرق إليه’".

وتساءل يدلين "هل توجد علاقة بين الهجوم هذه الليلة وبين حالة التأهب (الإسرائيلية) من أجل إحباط الرد الإيراني على الاستهدافات الأخيرة فيها – (تفجير منشأة) نطنز، (اغتيال العالم النووي الإيراني محسن) فخري زادة؟".

وأضاف يدلين أنه "في جميع الأحوال، وإثر نتائج الهجوم الهامة هذه الليلة، ’الحساب المفتوح’ لإيران ضد إسرائيل تضخم".

في غضون ذلك، نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله، اليوم، إن "القوات الإسرائيلية متأهبة وأي عملية من حزب الله ستقابل بضرب بنك أهداف كامل في لبنان"، مشيرا إلى أن "حزب الله ما زال يحاول اصطياد جندي إسرائيلي واحد مقابل المسؤول الذي قتل بغارة في أيلول/سبتمبر الماضي داخل سورية، لفرض معادلة الرد من لبنان على استهدافه في سورية".

وتابع المصدر ننفسه أن "إسرائيل كثفت وستواصل تكثيف الغارات على سورية، فمعدل الغارات بات الآن 3 خلال 10 أيام، أما سابقا فكان غارة واحدة كل 3 أسابيع". وادعى أن "الغارات تتركز على الصواريخ الإيرانية والسورية التقليدية والرادارات، بهدف منع ضربة أولى في مواجهة مقبلة بصواريخ إحصائية عشوائية تشغل المنظومات الدفاعية. وإسرائيل تريد أن تبقى الصواريخ الدقيقة كي تتمكن لاحقا من إسقاطها".

واستبعد المصدر الإسرائيلي ردا إيرانيا بادعاء أن "طهران باتت أضعف بعد مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني. لكنه أردف أن "إيران مررت مناسبة سليماني (الذكرى السنوية لاغتياله)، لكنها لم تتخل عن محاولة الرد، عبر إطلاق صواريخ أو طائرات بدون طيار مفخخة من العراق".

واعتبر أن "هناك ضعفا نسبيا تكتيكيا في إيران بعد سليماني، لا سيما أن خلفه إسماعيل قآني لم ينجح في إدارة تركته المركبة بعد، لكن القدرات والتكنولوجيا موجودة ويمكن استخدامها".

التعليقات