"اختطاف محتمل" لسفينة قبالة السواحل الإماراتية وسفن تبلغ عن فقدان السيطرة

*سفينة تجارية تتعرض إلى حادث بالقرب من سواحل الفجيرة الإماراتية في بحر عُمان *5 سفن على الأقل تبث تحذيرات مفادها أنها "فقدت السيطرة على القيادة" قبالة سواحل الإمارات *تقارير عن ارتطام ناقلة نفط تابعة لشركة سنغافورية بلغم بحري

(أرشيفية - أ ف ب)

ذكرت تقارير، مساء الثلاثاء، أن مسلحين اختطفوا ناقلة إسمنت وطالبوها بالإبحار إلى إيران، وذلك بعد خروج خمس سفن عن السيطرة قبالة السواحل الإماراتية في بحر عُمان، فيما أعلنت واشنطن أنها "تراقب الوضع" قبل اتخاذ موقف، في حين نفت إيران تورطها.

وتعرضت سفينة تجارية إلى "عملية خطف محتملة لا تزال قائمة" بالقرب من سواحل الفجيرة الإماراتية في بحر عُمان، بحسب ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية "UKMTO"، مساء الثلاثاء، وسط إبلاغ 5 سفن عن فقدان السيطرة.

وفي هذه الأثناء، بثت خمس سفن على الأقل، قبالة سواحل الإمارات، تحذيرات مفادها أنها "فقدت السيطرة على القيادة" بالتزامن مع "الحادث البحري"، و"تعذر مواصلة أنشطتها"، فيما "لا تزال الظروف غير واضحة".

ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، عن مصادر أمنية أن "سفينة ‘أسفالت برينسيس‘ تعرضت للاختطاف قبالة سواحل إمارة الفجيرة"، ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام نحو "إيران والميليشيات المتحالفة معها".

ونقلت مراسلة "سكاي نيوز" عن مصادر أمنية قولها إن "مجموعة من 8 أو 9 مسلحين صعدوا على متن الناقلة ("أسفالت برينسيس") التي ترفع علم بنما".

وقال موقع "مارين ترافيك" إن ناقلة الإسمنت "أسفالت برينسيت" التي ترفع علم بنما، أبحرت من خورفكان في الإمارات إلى صحار في عُمان، وأوضح أن البيانات تظهر تغيّر مسارها عن وجهته.

وأبلغت السفن: ناقلة النفط "غولدن بريليانت"، والناقلة "كامدهينو"، و"جاغ بوجا"، و"أبيس"، في الوقت ذاته تقريبا، عبر أجهزة تتبع نظام التعرف التلقائي الخاصة بها، أنها "ليست تحت القيادة"، وفقًا لموقع "مارين ترافيك دوت كوم"، وهذا يعني عادةً أن السفينة فقدت الطاقة ولم يعد بالإمكان قيادتها.

وقامت طائرة تابعة لسلاح الجو العُماني من طراز "إيرباص سي- 295 إم بي إيه"، وهي طائرة دورية بحرية، بالتحليق فوق المنطقة التي تتواجد فيها السفن، وفقًا لبيانات موقع "فلايت رادار 24 دوت كوم".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية ملاحية، قولها إن قوات مدعومة إيرانيا يعتقد أنها المسؤولة عن احتجاز ناقلة بحرية.

وقال "الحرس الثوري" الإيراني، بحسب "رويترز"، إن الاتهامات ضد طهران ذريعة لعمل عدائي ضدها، كما نفى "الحرس الثوري" ضلوع قوات إيرانية أو حلفاء لها في أي حادثة.

إيران: حوادث "المشبوهة"

بدورها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن التقارير عن حوادث أمنية لسفن في الخليج "تثير الشبهات"، وذلك في بيان عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب زادة.

واعتبر المتحدث الإيراني أن "تعرض ناقلة نفط إسرائيلية لهجوم في 29 يوليو/ تموز الماضي، وسفينة إماراتية لهجوم ثانٍ، اليوم، يعد أمرا مثيرا للشك".

وحذر خطيب زادة من "أية مساعي لخلق انطباعات خاطئة بناء على مصالح سياسية خاصة".

وأعرب عن استعداد بلاده من أجل تقديم المساعدة إلى أية سفينة تجارية تواجه مشاكل في أنظمة الملاحة، والتحقيق في موضوع الحوادث.

واشنطن: من المبكر تحديد إذا كانت إيران تدعم خاطفي السفينة

ورأت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أنه من المبكر تحديد ما إذا كان خاطفو السفينة قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية مدعومين من إيران، مؤكدة أن واشنطن تتابع التقارير الواردة حول حادثة بحرية في مياه خليج عُمان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: "نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى وجود حادثة بحرية في خليج عُمان"؛ وتابع "نحن قلقون، ونبحث بالأمر، وننسق مع الشركاء، لكن حتى هذه اللحظة لا أمتلك أي معلومات"، حسب قوله.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أنه "لمن السابق لأوانه" الحكم على ما إذا كانت قوات مدعومة إيرانيا تتحمل مسؤولية السفينة التي تُشير التقارير إلى أنها خرجت عن السيطرة في الخليج قبالة سواحل الإمارات.

وفي وقت سابق، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، عبر حسابها في موقع "تويتر"، إن حادثا وقع لسفينة تجارية على بعد حوالي 61 ميلا بحريا شرق الفجيرة.

من جانبها، أفادت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، بأن الحادث وقع لسفينة تحمل علم دولة سنغافورة، دون تفاصيل أكثر.

ولم تشر الهيئة البريطانية إلى طبيعة الحادث، إلا أنها نفت أن يكون ناجما عن "عملية قرصنة بحرية". ودعت السفن القريبة إلى توخي مزيدا من الحذر، دون مزيد من التفاصيل، لتعلن لاحقا أن الحادث تطور إلى "عملية اختطاف محتملة".

ولفتت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") إلى أن التقارير الأولية التي كانت قد أبلغت عن تعرض السفينة "ميرسير ستريت" التي تديرها شركة إسرائيلية إلى هجوم، الخميس الماضي، كان قد صدر عن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية.

تصوير شاشة من موقع UKMTO

من جانبها، قالت قناة فيلق القدس الإيراني إن "ناقلة نفط تابعة لشركة سنغافورية ارتطمت بلغم بحري قرب سواحل الفجيرة الإماراتية".

وتأتي هذه الأحداث بعد أيام فقط من هجوم طاول ناقلة نفط مرتبطة بملياردير إسرائيلي، ادعت كل من إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة أنه نفذ بواسطة طائرة مُسيرة، قبالة سواحل عُمان، وأسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم.

وألقت تل أبيب ولندن وواشنطن وبوخرست والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، باللوم على إيران في الهجوم، الذي يعتبر أول هجوم مُعلن يسفر عن مقتل مدنيين اثنين في حرب الظل البحرية بين إيران وتل أبيب المستمرة منذ سنوات والتي استهدفت السفن التجارية في المنطقة.

وفيما نفت إيران أي دور لها في الهجوم، تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة "برد جماعي" على الهجوم، دون الخوض في التفاصيل.

وكانت إيران والميليشيات المتحالفة معها قد استخدمت طائرات مُسيرة "انتحارية" مماثلة في هجمات سابقة.

التعليقات