زلزال يضرب في جنوب إيران: مصرع شخص وإعلان حالة الطوارئ

لقي شخص مصرعه، اليوم الأحد، وسادت حال من الهلع بعدما ضرب زلزالان تفوق قوتهما ست درجات على مقياس ريختر، محافظة هرمزغان جنوبي إيران، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، فيما أعلنت السلطات الإيرانية حالة الطوارئ القصوى في المناطق التي ضربها الزلزال.

وذكر مركز رصد الزلازل في جامعة طهران عن تسجيل هزة أرضية أولى بقوة 6,4 درجات، تلتها أخرى بقوة 6,3 درجات. وسجلت الهزتان قرابة الساعة الثالثة والنصف عصرا (12,00 ت غ)، وفصلت بينهما نحو 90 ثانية فقط.

وأوضح أن الزلزال الثاني ضرب منطقة لافت بجزيرة قشم التابعة لمحافظة هرمزغان. ووقع الزلزالان على عمق 15 كيلومترا في المحافظة الجنوبية المطلة على بحر عمان ومضيق هرمز ومياه الخليج.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصا في الثانية والعشرين من العمر، لقي مصرعه، بعد سقوط عمود كهربائي عليه في مدينة بندر عباس، مركز المحافظة، وفق ما أفاد رئيس الهلال الأحمر الإيراني، مهدي ولي بور، في تصريحات للتلفزيون الرسمي.

وأكد أن فرق الإغاثة توزعت في المناطق التي طالها الزلزال لتوفير المساعدة. وأشارت القناة الرسمية الى أن شخصا آخر أصيب بجروح من جراء انهيار جدار، في حين أصيب العديد من السكان بحال من الهلع وتم نقلهم إلى المستشفى في مدينة بندر عباس، التي تعرف بمينائها المطل على مضيق هرمز الإستراتيجي.

وأعلن رئيس هيئة الطوارئ في إيران، جعفر ميعادفر، عن إعلان حالة الطوارئ القصوى لقوات الطوارئ في جنوب البلاد والمنطقة المنكوبة بالزلزال في لافت بمحافظة هرمزكان؛ وقال إن هيئة الطوارئ في البلاد على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للمناطق المنكوبة.

وبث التلفزيون لقطات تظهر شاحنات متوقفة إلى جانب طريق عام قرب بندر عباس، وهي تهتز من جراء هزة ارتدادية بقوة أربع درجات ضربت المنطقة بعد 45 دقيقة من وقوع الزلزالين الأولين.

وأشارت القناة إلى حصول تفسّخات في بعض الجبال في بندر عباس، مضيفة أن "الهزات استمرت لفترة طويلة وتسببت بذعر في صفوف الناس".

وأفاد المسؤول المحلي في بندر عباس، عزيز الله كناري، أن بعض منازل المدينة تعرضت للتشقق، وأن سكانا خرجوا إلى الشوارع والساحات العامة خشية وقوع أضرار من جراء الهزات الارتدادية.

وأفادت وسائل الاعلام الإيرانية أن سكان محافظات كرمان وفارس شعروا بالزلزال، وأن رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، طلب من نائبه محمد مخبر، التوجه إلى المنطقة في أقرب فرصة ممكنة.

وتقع إيران التي تمتد على أكثر من 1,6 مليون كيلومت مربع ويطقنها زهاء 83 مليون نسمة، فوق العديد من الصفائح التكتونية الرئيسية ويعبر في أراضيها عدد من الصدوع والفوالق الجيولوجية، ما يجعلها عرضة لنشاط زلزالي متكرر.

ويعود الزلزال الأكثر فتكا خلال العقود الثلاثة الماضية إلى العام 1990، حين لقي أربعون ألف شخص مصارعهم وجرح 300 ألف وشرّد نصف مليون آخرين من جراء زلزال بقوة 7,3 درجات ضرب شمال البلاد.

وفي 2003، ضرب زلزال بقوة 6,6 درجات محافظة كرمان (جنوب شرق) ودمّر مدينة بم القديمة - بما فيها القلعة الشهيرة المبنية بالطوب الليّن - وقتل 31 ألف شخص على الأقلّ.