20/04/2022 - 19:21

محاولة إفراغ باب العامود بالتزامن مع مسيرة المستوطنين الاستفزازيّة

حاولت قوات الاحتلال الإسرائيليّ إخلاء منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، من المقدسيين والزوار، بالتزامن مع وصول ما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية للمستوطنين في المدينة، إلى المنطقة.

محاولة إفراغ باب العامود بالتزامن مع مسيرة المستوطنين الاستفزازيّة

مشاركون بالمسيرة الاستفزازية (Getty Images)

حاولت قوات الاحتلال الإسرائيليّ إخلاء منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، من المقدسيين والزوار، بالتزامن مع وصول ما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية للمستوطنين في المدينة، إلى المنطقة.

وحاول المستوطنون، تجاوز حاجز حديديّ، نصبته شرطة الاحتلال، كان يفصل أحد الشوارع المؤدية إلى منطقة باب العامود في القدس المحتلة.

وهتفوا بعبارات عنصرية في المكان، من قبيل؛ "فلتحترق قريتكم"، و"العرب خارجا"، فيما أعلن عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير ("الصهيونية الدينية")، أنه سيفتتح مكتبا برلمانيا، في مكان يقع بالقرب من البلدة القديمة للقدس المحتلة، وفي أحد الطرق المؤدية لباب العامود، في خطوة استفزازية، كرّرها كثيرا، في القدس المحتلة، وبخاصة في حيّ الشيخ جراح، المهدد بالتهجير.

عناصر الاحتلال أمام باب العامود (Getty Images)

واعتقلت قوات الاحتلال، مساء اليوم الأربعاء، شابا من منطقة باب الجديد بالقدس، بالتزامن مع مسيرة المستوطنين. كما اعتقلت آخر قبل ذلك بوقت وجيز من أمام باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

واندلعت مواجهات، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط باب العامود، عقب المسيرة.

وتصدى الشبان للمسيرة الاستفزازية للمستوطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في المكان.

واعتقلت وحدة خاصة من جيش الاحتلال شابًا، لم تعرف هويته بعد، من محيط باب العامود.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتدت على الفلسطينيين في محيط باب العامود، في محاولة لإخلائهم من المكان بالتزامن مع انطلاق مسيرة المستوطنين.

واعتدت قوات الاحتلال كذلك، على أصحاب البسطات في باب العامود ومحيطها.

وتوافد إلى المكان العشرات من الشبان للتصدي لاقتحام المستوطنين ومسيرتهم الاستفزازية، في الوقت الذي عززت فيه قوات الاحتلال من تواجدها في المكان.

وكان بن غفير، قد قد قال خلال تجمّع المستوطنين، قبيل انطلاق المسيرة، إنه مصمم على الوصول إلى منطقة باب العامود في المدينة.

يأتي ذلك بعد وقت وجيز من إعلان المستوطنين القائمين على تنظيم "مسيرة الأعلام"، عزمهم المرور من باب العامود وأحياء البلدة القديمة، على الرغم من عدم التوصل إلى تفاهمات مع شرطة الاحتلال في المدينة حول هذا الشأن، في حين حذّرت حركة حماس، "من مغبة التفكير بذبح القرابين أو السماح لمسيرة الأعلام بالاقتراب من مقدساتنا"، محملة قيادة الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعيات "الاستفزازات الخطيرة".

كما يأتي فيما اقتحم مستوطنون، صباح اليوم، ولليوم الرابع على التوالي، ساحات المسجد الأقصى، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وخلال الاقتحام، اندلعت اشتباكات محدودة بين مصلين وقوات الاحتلال، أطلقت فيها الأخيرة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وانطلقت مسيرة المستوطنين، عند نحو الخامسة والربع، بمشاركة المئات، فيما أغلق عناصر من شرطة الاحتلال، الطريق الواصل لباب العامود وعدة شوارع في القدس، تزامنا مع انطلاق مسيرة المستوطنين.

كما أغلقت شرطة الاحتلال الشارع 400 لقطع طريق المسيرة.

في السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، إن "هدف بن غفير وأنصاره هو اندلاع العنف"، مضيفا: "يريدون نارا تحرق القدس ولن نعطيها لهم"، بحسب قوله.

المتطرف بن غفير خلال المسيرة (Getty Images)

غوتيريش يدعو إلى الوقف الفوري "للاستفزازات"

ودعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الوقف الفوري "للاستفزازات" في القدس، مجددا تأكيده على ضرورة المحافظة على الوضع الراهن للأماكن المقدسة.

جاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال فيه: "لا يزال الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في القدس، ولا سيما الحوادث في الأماكن المقدسة وحولها".

وأضاف: "الأمين العام منخرط بشدة مع القادة لفعل كل ما في وسعهم لخفض التوترات وتجنب الأعمال والخطابات التحريضية واستعادة الهدوء".

وتابع البيان: "يجب أن تتوقف الاستفزازات على الفور، ويجب أن تكون الأيام المقدسة للمسلمين واليهود والمسيحيين فترة سلام وتأمل وليس فترة تحريض وعنف".

وجدد الأمين العام، التأكيد على أن "الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس يجب احترامه".

وأكد غوتيريش، بحسب البيان، "الالتزام بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".

كما شدد على "الحاجة إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ووقف جميع الإجراءات الأحادية الجانب، كالمستوطنات وعمليات إجلاء الفلسطينيين من منازلهم، التي يمكن أن تقوض حل الدولتين".

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد اليوم بلغ 3813 مستوطنا. واستمر الاقتحام لأكثر من ثلاث ساعات ونصف، قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد.

وقال المستوطنون إنهم حاولوا التوصل إلى اتفاق مع قيادات شرطة الاحتلال حول مسار المسيرة التي من المقرر أن تتجه إلى ساحة البراق، في وقت لاحق مساء اليوم، وأضافوا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ورغم ذلك، أكدوا أنهم المسيرة الاستفزازية ستنطلق في الوقت المحدد على الرغم من رفض السلطات منحهم "الترخيص" اللازم لتنظيمها.

وهدد المستوطنون بأن "مسيرة الأعلام" التي ستنطلق في الساعة الخامسة مساء، ستمر من منطقة باب العامود والحي الإسلامي وغيرها من المناطق المحيطة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، بحسب ما جاء في بيان صدر عنهم، وذلك في ظل تحذيرات الأجهزة الأمنية من أن ذلك قد يؤدي إلى "انفجار الأوضاع".

وقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، منع بن غفير من الوصول إلى باب العامود، في سياق عزم الأخير المشاركة في المسيرة، "بناء على توصية وزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك والمفتش العام للشرطة".

وقال بينيت في بيان صدر عنه إنه "ليس لدي أي نية للسماح لحسابات سياسية ضيقة بتعريض حياة (قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون على حد سواء) للخطر. لن أسمح لاستفزاز بن غفير السياسي بتعريض جنود الجيش الإسرائيلي وضباط الشرطة الإسرائيلية للخطر، وتحميلهم مهام فوق مهمتهم الثقيلة في أي حال من الأحوال".

فيما أعلن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، عومر بار-ليف، أنه أجرى مداولات أمنية لتقييم الأوضاع في القدس، بمشاركة نائب المفتش العام للشرطة، ديفيد بيتان، وقائد جهاز الشرطة في المنطقة، دورون تورغمان، وممثلي جهاز "الشاباك" وكبار مسؤولي أجهزة الأمن في القدس.

وقال إن ذلك شمل استعراضا للمستجدات في القدس والحرم القدسي، واطلع خلال المداولات على استعدادات شرطة الاحتلال للأيام المتببة خلال شهر رمضان. واعتبر بار-ليف أن "الأوضاع معقدة للغاية. الأيام المقبلة حساسة للغاية وتتطلب منا التصرف بحزم إلى جانب المسؤولية وحسن التقدير".

من جانبها، أكدت حركة حماس أن "تكرار المستوطنين الصهاينة اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى، وبحماية قوات الاحتلال الصهيوني، لن يفرض تقسيمًا زمانيًا ولا مكانيًا، ولن يغيّر من إسلامية وعروبة المسجد الأقصى، الذي سنحميه وشعبنا بكل قوّة".

وقالت حماس، في تصريح صحافي، اليوم: "إنّنا وفي الوقت الذي ندين فيه جرائم العدو وقطعان مستوطنيه، نحذّرهم من مغبّة التفكير في ذبح القرابين، أو السماح لمسيرة الأعلام الصهيونية من الاقتراب من مقدساتنا"، مشيرةً إلى أن "قيادة الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات تلك الإجراءات الخطيرة والمستفزّة".

التعليقات