11/07/2022 - 13:00

ما الذي قد تحمله زيارة بايدن إلى المنطقة؟

 قال وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الإثنين، إنه يتوقع أن تقود زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المقررة إلى المنطقة هذا الأسبوع، إلى إنشاء سوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية.

ما الذي قد تحمله زيارة بايدن إلى المنطقة؟

(Getty Images)

تتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة التي من المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع في تل أبيب وتنتهي في جدة، وما قد تحمله معها إلى المنطقة، بين ما هو سياسي مستبعد يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ ودبلوماسي محتمل يتعلق بمساعي واشنطن للوساطة بين السعودية وإسرائيل؛ واقتصادي يتمثل بزيادة الإنتاج النفطي لخفض الأسعار عشية الانتخابات النصفية للكونغرس.

ورغم التقارير التي صدرت في هذا الشأن خلال الأسابيع الماضية، استبعد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أن يستغل الرئيس الأميركي زيارته إلى المنطقة للإعلان عن تحالف أمني "دفاعي" إقليمي يضم إسرائيل والسعودية وموجه ضد إيران.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك خلافات داخلية حول "إيجابيات وسلبيات" مثل هذا "الحلف" بين كبار المسؤولين الإسرائيليين. كما أشارت إلى "تعقيدات" قد تحول دون تشكيله، واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن إمكانية تشكيله "ضعيفة".

استعدادات إسرائيلية لزيارة بايدن. من القدس (Getty Images)

وقالت المصادر الإسرائيلية إنه من المتوقع خلال زيارة بايدن توقيع اتفاق هام بين إسرائيل والولايات المتحدة يشمل القضايا الأمنية والاقتصادية. وبحسب مصادر "هآرتس"، فإنه من المنتظر أن يعلن بايدن عن إجراءات تتعلق بتعزيز العلاقات بين إسرائيل والسعودية خلال زيارته إلى السعودية.

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيليية، أمس الأحد، قوله، إن زيارة بايدن لإسرائيل ستشمل "إحراز تقدم في التفاهمات بين إسرائيل والسعودية" باتجاه تطبيع تدريجي للعلاقات بين الجانبين.

وذكرت "كان 11" أنه خلال زيارة بايدن، ستدفع إسرائيل باتجاه عقد "صفقة أمنية" ضخمة مع السعودية، تشمل بيع منظومات دفاع جوي للرياض. وقالت القناة إن تل أبيب تسعى لإبرام الصفقة بغطاء أميركية، في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية إسرائيلية مع السعودية.

وفي السياق ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الإثنين، خلال مشاركته في مؤتمر نظمته صحيفة "كلكليست" الاقتصادية، إنه يتوقع أن تقود زيارة الرئيس الأميركي، بايدن، إلى إنشاء سوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية.

وقال ليبرمان إن "هذه السوق ستغير الواقع في المنطقة تماما في كل من المجالين الأمني والاقتصادي. لذلك آمل أن يكون التركيز خلال زيارة بايدن على إقامة هذه السوق الجديدة في الشرق الأوسط". وأضاف أن رؤيته الإقليمية تشمل "نوعا من طريق سريع عابر للشرق الأوسط" وشبكة للسكك الحديدية تربط الدول الشريكة في المنطقة.

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، خلال مشاركته في المؤتمر ذاته، إنه "من الممكن بالتأكيد بدء الحديث عن التوسيع الممكن لأسواقنا في المنطقة" في إطار جولة بايدن.

وأضاف حولاتا أنه "ليست مصادفة أن يأتي بايدن إلى هنا يوم الأربعاء ثم يمضي من هنا إلى السعودية برحلة جوية مباشرة، القدرة على متابعة هذه الأشياء بعناية، خطوة بخطوة، يمكن أن تحقق انفراجات".

وسيبدأ بايدن جولة في الشرق الأوسط تبدأ بزيارة إسرائيل بعد غد، الأربعاء، ثم يتوجه بعدها إلى السعودية في رحلة مباشرة غير مسبوقة تنطلق من مطار بن غوريون في اللد، وتحط في مطار جدة السعودي.

وسيحاول بايدن إقناع أكبر مصدّر للخام في العالم بزيادة الإمدادات لخفض أسعار الوقود المرتفعة للغاية والتي تهدد فرص الديمقراطيين في تحقيق مكاسب في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وفي تصريحات صدرت عنه خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، قال رئيس الحكومة، يائير لبيد، إن الرئيس الأميركي سيحمل خلال زيارته المرتقبة "رسالة سلام" من تل أبيب للرياض.

وقال لبيد إنه "نشهد بداية أسبوع تاريخي، حيث سيهبط هنا في يوم الأربعاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهو أحد خير الأصدقاء الذين حظيت بهم دولة إسرائيل منذ تأسيسها في الحلبة السياسية الأميركية".

(Getty Images)

وأضاف أن زيارة بايدن ستتناول "المخاطر والفرص على حد سواء"، وقال إن طائرة بايدن ستغادر تل أبيب متجهة إلى السعودية، حيث سيحمل معه "رسالة سلام وأمل" من إسرائيل إلى السعودية. وأضاف أن "إسرائيل تمد يدها لكافة دول المنطقة وتدعوها لإقامة العلاقات معنا ولتغيير مسار التاريخ".

بدوره، أكد بايدن، يوم السبت الماضي، أنه سيكون أول رئيس يسافر من إسرائيل مباشرة إلى جدة هذا الأسبوع، وهو ما وصفه بأنه سيكون رمزا صغيرا "للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع" بين إسرائيل والعالم العربي.

100 مليون دولار لمستشفيات القدس المحتلة

وفي ظل "خيبة الأمل" الفلسطينية من إدارة بايدن، ذكر تقرير لموقع "واللا" الإسرائيلي، نُشر مساء أمس، الأحد، أن الرئيس الأميركي يخطط للإعلان عن مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لمستشفيات القدس المحتلة خلال زيارته إلى البلاد.

وأشار التقرير، نقلا عن خمسة مسؤولين إسرائيليين، إلى أن الإدارة الأميركية ترى أنه في ظل انحسار الأفق السياسي، فإن التعهد بالتمويل لمستشفيات القدس هو الإنجاز الرئيسي الذي قد تقدمه إدارة بايدن للفلسطينيين خلال الزيارة.

وطلبت إدارة بايدن من السعودية والإمارات وقطر تقديم مساعدات مماثلة للمستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة. كما طلبت إدارة بايدن من إسرائيل، وفقا للتقرير، المشاركة ولو "رمزيا" في تقديم المساعدات للمستشفيات المقدسية.

وبحسب التقرير فإن إدارة بايدن طالبت السعودية بتقديم 50 مليون دولار لمستشفيات القدس المحتلة، في حين طلبت من قطر والإمارات تقديم 25 مليون دولار، علما بأن الإمارات أعلنت يوم السبت الماضي، عن التبرع بقيمة 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس.

ولفت التقرير إلى إن طلب الولايات المتحدة المقدم لدول الخليج الثلاث هو جزء من محاولة لجعلها أكثر انخراطا في القضية الإسرائيلية الفلسطينية، مشيرا إلى أن كلا من السعوديين والإماراتيين لديهم "علاقات سيئة مع السلطة الفلسطينية". وبحسب المصادر الأميركية، فإن إدارة بايدن "تأمل أن يتغير ذلك الموقف وأن تعود عملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية بالنفع أيضا على الفلسطينيين".

وقال التقرير إن السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدز، لعب دورا رئيسيا في الإعلان الأميركي المحتمل، وعقد عدة اجتماعات حول هذا الشأن مع مسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية ومكتب رئيس الحكومة.

فيما أشار إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، حولاتا، عقد اجتماعا، الأحد، حول "بدارة" إسرائيلية محتملة تجاه الفلسطينيين تتزامن مع زيارة بايدن. ووفقا للتقرير، ناقش حولاتا إمكانية تقدم مساعدات للمستشفيات الفلسطينية في القدس. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية في هذا الشأن، وأنه سيتم إجراء المزيد من المناقشات خلال اليومين المقبلين.

وتتطلع إسرائيل لاستقبال بايدن بحفاوة كبيرة حتى في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها في أعقاب حل حكومة لبيد - بينيت، والاستعداد لإجراء خامس انتخابات في غضون أقل من أربع سنوات، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ومن المقرر أن يلتقي بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية، لبيد، لكن مستشاريه يصرون على أن عليه عقد لقاء أيضا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي من المتوقع أن يجتمعه به في بيت لحم في الضفة المحتلة.

وسيخيّم على الزيارة أيضا اغتيال الصحافية الفلسطينية - الأميركية، شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي في 11 أيار/ مايو الماضي، أثناء تغطيتها عملية اقتحام لقوات الاحتلال في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

التعليقات