19/09/2022 - 20:00

لبيد: التوصّل لاتفاق لترسيم الحدود "ممكن"... لا علاقة لاستخراج الغاز من "كاريش" بذلك

تتوافق التصريحات الصادرة عن مكتب لبيد، مع أخرى أدلى بها الرئيس اللبناني، ميشال عون، بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، في وقت سابق اليوم.

لبيد: التوصّل لاتفاق لترسيم الحدود

متظاهرون على متن زورق بتظاهرة تطالب بحق لبنان بالغاز (Getty Images)

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، مساء اليوم الإثنين، أن إسرائيل ترى أنه "من الممكن والضروري" التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مشيرا إلى أن استخراج الغاز من منصة "كاريش" لا علاقة له بفاوضات ترسيم الحدود، الجارية بينهما بشكل غير مباشر، وبوساطة أميركية.

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من قول الرئيس اللبناني، ميشال عون إن المفاوضات غير المباشرة الجارية لترسيم مع إسرائيل، باتت في "مراحلها الأخيرة"، بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز.

وقال الناطق باسم لبيد في بيان أصدره مساء اليوم، إنّ "إسرائيل (ترى) أنه من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل، بما يخدم مصالح مواطني البلدين".

لبيد فوق "كاريش" في وقت سابق (مكتب الصحافة الحكومي)

وعَدّ أن "الاتفاق سيسهم كثيرا ويفيد الاستقرار الإقليميّ".

وأضاف أن إسرائيل "تشكر الوسيط الأميركي على عمله الدؤوب في محاولة التوصل إلى اتفاق" مع الجانب اللبنانيّ.

وشدد البيان على أنه "لا علاقة لإنتاج الغاز من منصة ’كاريش’ بالمفاوضات"، مؤكدا أن منصة "كاريش" ستبدأ باستخراج الغاز، "بدون تأخير، في الوقت الذي يكون ذلك ممكنا".

وجاء تصريح عون اليوم، خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جوانا فرونيسكا، في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت، حسب بيان للرئاسة؛ في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله في وقت سابق اليوم، إن "الشعور لدينا هو أننا على وشك إتمام الاتفاق".

وقال عون إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق لبنان بالتنقيب عن الغاز والنفط في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة له"، مضيفا أن "التواصل مع الوسيط الأميركي، آموس هوشستين، مستمر حول بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بعملية الترسيم".

وأعرب عن أمله في أن يساهم التنقيب بالمياه اللبنانية في إعادة انتعاش الاقتصاد الذي شهد تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، فضلًا عن تعزيز الأمن والاستقرار جنوب البلاد. واعتبر أن "التنسيق بين القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) والجيش اللبناني أمر ضروري لتأمين نجاح مهمة حفظ الأمن والسلام على الحدود".

وفيما أكدت مصادر إسرائيلية رفيعة تصريحات عون، رجح المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لـ"يديعوت أحرونوت"، أنه لن يتم التوقيع على اتفاق ثنائي بين إسرائيل ولبنان، وإنما سيقدم الوسيط الأميركي وثيقة من شأنها أن ترسخ التفاهمات بين إسرائيل ولبنان يوقعها كل طرف على حدة على أن تكون الأمم المتحدة طرفا في الاتفاقية.

وتزامن ذلك مع تقرير أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت فيه إن الولايات المتحدة الأميركية قدمت عرضا جديدا لإسرائيل ولبنان لحل أزمة الحدود البحرية بين الجانبين. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن العرض الجديد يتعلق بالمسار المحدد الذي ستمر على طوله الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في البحر الأبيض المتوسط، يتماشى مع الخط 23، ويحتفظ للبنان حقها في التنقيب في حقل قانا، فيما تحتفظ إسرائيل بالمنطقة التي تضم حقل "كاريش".

والجزء الشمالي من حقل "قانا" يقع في البقعة الجغرافية البحرية رقم 9، وضمن الخط 23 الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية وفقا للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة، فيما يوجد الجزء الجنوبي ضمن الخط 29.

وذكرت "هآرتس" أن العرض الأميركي طرح خلال زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل أبيب، آموس هوشستين، إلى المنطقة، في الأسبوع الماضي.

ويتمحور اقتراح التسوية بشأن الخط 23، وهو خط وسيط بين المطلب اللبناني الجنوبي في ما يتعلق بموقع الحدود، والخط الشمالي الإسرائيلي، واعتبرت الصحيفة أن "الخط المقترح أقرب إلى المطلب اللبناني".

وقال المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ظهر اليوم، الإثنين، إنه "بقليل من النوايا الحسنة، يمكن حل النزاع"، وأضاف أن "الشعور بأنه كان من الممكن حل هذه المسألة منذ زمن طويل، والآن هناك تفاؤل حذر بأننا على وشك الانتهاء منها".

وكان مسؤول أمني لبناني رفيع المستوى، قد صرّح، الأسبوع الماضي، بأن محادثات الترسيم والتي يمكن أن تساعد في توزيع موارد النفط والغاز توشك على الانتهاء بعد نحو عامين من المفاوضات.

التعليقات