زيلينسكي: "توجه إيجابي" في العلاقات مع إسرائيل... هذا ليس كافيا

الرئيس الأوكراني، الذي عقف على انتقاد امتناع إسرائيل عن تزويد بلاده بأسلحة وأنظمة دفاع جوي، يرى أن هناط "توجه إيجابي" في العلاقات بين تل أبيب وكييف، بعد تبادل معلومات استخباراتية بين الجانبين.

زيلينسكي:

زيلينسكي من المؤتمر الذي عقده مساء اليوم (Getty Images)

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء اليوم، الأربعاء، إن هناك ""توجها إيجابيا" في العلاقات بين كييف وتل أبيب، بعد تقاسم الجانبان معلومات استخباراتية، تتصل خصوصا بـ"400 مُسيّرة إيرانية" استخدمتها روسيا في الحرب التي تشنها على أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره في غينيا بيساو، عمر سيسوكو أمبالو، عقده من العاصمة الأوكرانية كييف، إنه "نحن إذن في بداية التعاون. إنه توجه إيجابي في العلاقات مع إسرائيل"، مؤكدا أنه يرى "تقدما" في هذا التبادل "بعد توقف طويل".

ويأتي ذلك في أعقاب ادعاء إسرائيل توصلها إلى معلومات تثبت استخدام طائرات مُسيّرة إيرانية في الحرب في أوكرانيا، و"المعلومات" الإسرائيلية تستند إلى "تحليل بصري" يتمثل بمقارنة بين حطام ومحركات مُسيّرات شاركت في الهجوم على أهداف أوكرانية، وأخرى عُرضت في إيران أو شاركت في تدريبات عسكرية إيرانية.

وقال زيلينسكي "أنا راض عن الأيام الأخيرة: لقد بدأنا العمل"، معتبرا أن "الجميع يريدون علاقات أكثر تقاربا" بين إسرائيل وأوكرانيا، واستدرك قائلا: "اليوم، هذا ليس كافيا. إسرائيل دولة تعلم تماما (...) ما هي الحرب فعليا، وأعتقد أن عليها تقديم مزيد من الدعم إلى أوكرانيا".

وتابع أن "المعلومات الاستخباراتية التي يتم تبادلها راهنا تؤكد مجددا أن أجهزتنا كانت على علم: نحو 400 مُسيّرة إيرانية تم استخدامها ضد السكان الأوكرانيين المدنيين" من جانب روسيا. وأضاف أن "ستين إلى سبعين في المئة منها تم إسقاطه" بواسطة الدفاع الجوي الأوكراني.

وكان ديوان الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، قد أعلن أن الأخير أطلع الولايات المتحدة على معلومات تثبت، وفق ادعاء المخابرات الإسرائيلية، استخدام طائرات مُسيّرة إيرانية في الحرب في أوكرانيا، مطالبًا برد صارم من المجتمع الدولي.

وقال هرتسوغ، الذي يزور واشنطن في زيارة تستمر يومين ويلتقي خلالها، في وقت لاحق اليوم، الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن "الأسلحة الإيرانية تؤدي دورًا رئيسيًا في عدم الاستقرار الدولي، وعلى المجتمع الدولي استخلاص العبر حاليًا وفي المستقبل".

وكانت ديوان الرئيس الإسرائيلي قد أفاد بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية توصلت إلى أدلة تثبت استخدام طائرات إيرانية في أوكرانية، وذلك عبر "التحليل البصري" ومقارنة صور تظهر حطام مُسيّرات إيرانية من هذا طراز "شاهد - 136" خلال تمرين عسركي جرى في إيران في كانون الأول/ ديسمبر 2021، مع صور متطابقة لحطام طائرات مسيرة عثر عليها في أعقاب هجمات نفذها الجيش الروسي على مواقع في أوكرانيا.

كما تدعي إسرائيل أن التحليل البصري يثبت أن محركات الطائرات المُسيّرة إيرانية الصنع التي تم عرضها في معرض إيراني في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، تتطابق مع محركات الطائرات المُسيّرة التي تم العثور على حطامها بعد مهاجمتها لأهداف أوكرانية.

وأول أمس، الإثنين، كان زيلينسكي قد دعا السلطات في إسرائيل إلى "الانضمام" إلى جهود بلاده في صد الهجمات التي تشنها روسيا في حربها على كييف، وكرر طلبه بخصوص الحصول على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية؛ وانتقد "الحياد" الذي تلتزمه إسرائيل منذ غزو روسيا لبلاده، واعتبر أن هذا الحياد فتح المجال لقيام "تحالف" بين موسكو وطهران يتجلى خصوصا في تزويد الجيش الروسي بمسيرات ايرانية.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو عرض خلال مؤتمر نظمته صحيفة "هآرتس"، إن على تل أبيب أن تختار في صف من ستقف، وتابع مخاطبا الحضول: "أهي مع العالم الديمقراطي، الذي يتكاتف في وجه التهديد الوجودي لوجوده؟ أم مع من يحاولون غض أبصارهم عن الإرهاب الروسي، حتى وإن كانت تكلفة الإرهاب المستمر هي الدمار التام لأمن العالم؟".

وأضاف أن التعاون بين موسكو وطهران لما كان سيحدث لو وافق القادة الإسرائيليون على المساعدة في حماية الأجواء الأوكرانية من الهجمات الروسية التي تستخدم طائرات مُسيّرة إيرانية. وقال: "هذا التحالف بينهم ببساطة لما كان سيحدث إذا اتخذ السياسيون قرارا واحدا فقط في ذلك الوقت – القرار الذي طلبناه".

ونددت إسرائيل بالغزو الروسي، لكنها حذرة من توتر علاقاتها مع موسكو، صاحبة النفوذ في سورية المجاورة حيث تنفذ إسرائيل هجمات عدوانية بشكل متكرر على ما تزعم أنها ميليشيات موالية لإيران.

التعليقات