واشنطن: قلقون من انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء في الضفة

في التقارير شبه الرسمية حول وساطة أميركية للتوصل إلى تفاهمات بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، واشنطن تقول إنها "قلقة للغاية" من أن الهجوم على نابلس يؤدي إلى تراجع جهود إعادة الاستقرار الأمني في الضفة والقدس المحتلتين.

واشنطن: قلقون من انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء في الضفة

الدمار الذي خلّفه الاحتلال في نابلس (Getty Images)

قالت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، وتخشى أن يؤدي عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس، والذي أسفر عن استشهاد 10 أشخاص وإصابة نحو 100 آخرين، إلى "انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء".

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي اليومي لناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، شدد خلاله على أن واشنطن "تتفهم مخاوف إسرائيل الأمنية"، على حد تعبيره، غير أنه أشار إلى "قلق شديد" لدى الإدارة الأميركية، بسبب العدد الكبير من الإصابات والقتلى المدنيين خلال عدوان الاحتلال على نابلس، ظهر الأربعاء.

برايس (Getty Images)

يأتي ذلك في ظل التقارير حول "تفاهمات إسرائيلية فلسطينية" برعاية أميركية، حول وقف الإجراءات الأحادية، في إشارة إلى التحرك الفلسطيني لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن، والقرارات الإسرائيلية حول المزيد من البناء الاستيطاني في الضفة، ولفتت تقارير إلى قناة تواصل مفتوحة بين السلطة ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

في المقابل، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، عن محادثات سرية بين كبار المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم في السلطة الفلسطينية. وتوصل الطرفان بالفعل إلى اتفاقات وتفاهمات لتهدئة الأوضاع الميدانية قبل حلول شهر رمضان، علما بأن موقع "واللا" الإسرائيلي كان قد أشار إلى لقاء عقد مؤخرا بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن المسؤولين في السلطة الفلسطينية، ألغوا الاتصالات والمحادثات التي كانت مقررة مع المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب العدوان على نابلس. في أشارت القناة إلى أن الاحتلال قرر العدوان في وضح النهار على مدينة نابلس لـ"زيادة فرص نجاح" عمليته العسكرية في ظل تجمع المطلوبين في نابلس ولبث رسالة مفادها أنه "لا يوجد مكان يمكن أن يتحصن فيه" المقاومون.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، في تصريحات لقناة سعودية تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه "كان من المفترض أن توقع السلطة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، على اتفاق جديد، يوم الأحد"، وأضاف أنه "تم إلغاء الاتفاق لأن إسرائيل خانتنا ونفذت عمليتها في نابلس"، ولم يتضح من تصريحات زكي طبيعة الاتفاق المذكور.

وقال المتحدث الأميركي إن واشنطن تحث الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على وقف الأعمال التي تشعل التوتر، وأشار برايس إلى أن المسؤولين الأميركيين "على تواصل مباشر" مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، علاوة على عدد آخر من الدول في المنطقة، مجددا مطالبة الفلسطينيين والإسرائيليين بالتهدئة؛ مشددا على أن الولايات المتحدة "تنظر إلى توسيع المستوطنات على أنها عقبة أمام السلام وتقويض لحل الدولتين".

وفي نيويورك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن الوضع حاليا "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالا منذ سنوات" مع "بلوغ التوترات ذروتها" في سياق "تعطّل... عملية السلام" الإسرائيلية الفلسطينية. وشدد على أن "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".

السبت الماضي، تحدث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، داعيا إياهما إلى "استعادة الهدوء". علما بأن اعداءات الاحتلال الإسرائيلي ادعت إلى استشهاد 62 فلسطينيا بينهم شبان مقاومون ومدنيّون بعضهم قصّر ومسنون، منذ مطلع العام الجاري.

التعليقات