08/04/2023 - 02:32

تناقض في رواية الشرطة بشأن الدهس في تل أبيب: تحقيق يؤكّد أن السلاح بلاستيكيّ

لم تنشر الشرطة أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، أن خلفية العملية هي خلفية قومية، وهو ما يناقض عمليات مماثلة، نُفذت في وقت سابق.

تناقض في رواية الشرطة بشأن الدهس في تل أبيب: تحقيق يؤكّد أن السلاح بلاستيكيّ

المركبة التي استقلها أبو جابر (Getty Images)

قُتل سائح إيطاليّ، وأُصيب 5 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، من جراء عملية دهس مزعومة، نُفِّذت في مدينة تل أبيب، مساء الجمعة، استشهد منفذها يوسف أبو جابر، وهو من كفر قاسم. وكشف بيانان صدرا عن الشرطة تناقضا كبيرا، إذ زعم الأول أن سلاحا كان بحوزة المنفذ، فيما أكد آخر أن ما زُعم أنه سلاح، لم يكن كذلك، في حين أشار التحقيق الأولي إلى أن الشهيد كان بحوزته "سلاح لعبة بلاستيكي"، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي العامة ("كان 11").

ولم تنشر الشرطة أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، أن خلفية العملية هي خلفية قومية، وهو ما يناقض عمليات مماثلة نُفذت في وقت سابق. كما أن البيان الأخير الذي أصدرته الشرطة بشأن ما حدث، ذكر أن "ملابسات الحدث، يجري التحقيق فيها من قبل الوحدة المركزية في لواء تل أبيب، ومن قبل الشاباك".

ورغم ذلك، اقتحمت قوات من الشرطة والشاباك، منزل أبو جابر، وعبثوا بمستلزماته، وصادروا بعض الأوراق والأغراض، كما حققوا مع جزء من أقربائه في المنزل، واقتادوا جزءا منهم إلى محطة شرطة كفر قاسم، للتحقيق معهم، وفق ما أكد مراسل "عرب 48"، ضياء حاج يحيى.

وفي حديث مع "عرب 48"، قال قريب العائلة، إن "العائلة لا تصدِّق أن يوسف، قد أقدم على أمر كهذا، ولا تزال تستبعد أن تكون عملية قومية".

وشدّد المصدر ذاته على أن "يوسف لديه عائلة مكونة من زوجة وست بنات، وهو يعيلهم بشرف، وأب مثالي، وخلوق، ويعرفه الكثير بحُسن أخلاقه".

"يوسف لديه عائلة مكونة من زوجة وست بنات"

وبحسب "كان"، فقد أفاد التحقيق الأوليّ بأن المركبة التي استقلها المنفذ تعود إلى زوجته وليست مسروقة كما ادعت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية في البداية. كما أكد أن ما زُعم أنه سلاح حقيقيّ، لم يكن سوى "لعبة بلاستيكية".

وارتفع بذلك عدد القتلى من جراء العمليات التي نُفّذت، منذ بداية العام الجاري إلى 18 قتيلا.

الشرطة أمام منزل عائلة أبو جابر

وسارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى حسم مسألة أن منفذ العملية، هو شاب من مدينة كفر قاسم، بسبب وجود بطاقة الهوية الإسرائيلية التابعة له في المركبة التي استقلها؛ وأفادت لاحقا بأنه يشتبه بأن منفذ العملية من الضفة الغربية المحتلة، وقد تحصل على السيارة، التي كانت فيها بطاقة الهوية. وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية، تفحص ذلك.

(Getty Images)

وبعيد ذلك بوقت وجيز، أكدت الشرطة أن منفذ العملية من كفر قاسم، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 45 عاما، واسمه يوسف أبو جابر؛ كما أوضحت أن لا خلفية أمنية لديه. وفي الصدد ذاته، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن والد منفذ العملية المزعومة، من الضفة، ووالدته من كفر قاسم.

وفي بيانها الأول الذي أصدرته الشرطة، ذكرت أن "سيارة مسافرة من الشمال إلى الجنوب، صدمت أربعة أشخاص بالقرب من منتزه ’تشارلز كيلور’" في تل ابيب، مضيفة أن "ضابط شرطة كان في محطة وقود قريبة، سمع ضجيجًا، ولاحظ سيارة مقلوبة رأسًا على عقب، والعديد من الأشخاص ممددين على الأرض".

وذكر البيان أن "الشرطي اقترب من السيارة مع مفتشي شرطة بلدية تل أبيب، ولاحظ أن السائق كان يحاول الوصول إلى السلاح الذي بحوزته... فقام الشرطي والمفتشون بتحييد السائق وقتلوه"، على حدّ زعم الشرطة، التي لم تنشر أي صورة للسلاح الذي ادعت أنه كان بحوزة المنفذ.

وفي بيان أصدرته لاحقا، يحوي تناقضا مع بيانها الأول، ذكرت الشرطة أن الضابط الذي كانت قد أشارت إليه، برفقة أفراد الأمن الآخرين؛ قد "رصدوا السائق وهو يحاول الوصول إلى شيء يشبه البندقية كان معه، وحيدوه".

يأتي ذلك فيما كان متطرفون يهود من عصابة "تدفيع الثمن" الإرهابية، قد اعتدوا فجر الجمعة، على مدينة كفر قاسم، وأحرقوا سيارات للأهالي، وخطّوا عبارات عنصرية معادية للعرب؛ كما يأتي بعد مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بعملية إطلاق نار، نُفّذت في الأغوار، في وقت سابق الجمعة.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعدما اقتحمت الشرطة المسجد والاعتداء على المصلين فيه، واعتقال المئات منهم قبيل فجر، الأربعاء الماضي، طالبت الشرطة المواطنين الذين بحوزتهم رخصة سلاح، بأن يحملوا سلاحهم معهم إلى أي مكان يتوجهون إليه خلال أيام عيد "الفصح" اليهودي، الذي من المقرّر أن ينتهي نهاية الأسبوع المقبل.

عناصر الشرطة مقتحمة منزل أبو جابر

وطالبت الشرطة هؤلاء المواطنين "بالقدوم مسلحين إلى صلوات العيد في الكُنس، وحمل السلاح عندما يخرجون للتنزه في أنحاء البلاد".

وكانت الشرطة نفسها قد أعدمت الشاب محمد العصيبي (26 عاما) من بلدة حورة في النقب في مثل هذه الليلة من الأسبوع الماضي، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

من المكان (Getty Images)

وزعمت الشرطة آنذاك، أن الحدث لم يوثّق، وأن الكاميرات على أجساد عناصر الشرطة، لم تكن مفعّلة، وأنه في تلك الزاوية لا توجد كاميرات، علمًا بأن الزقاق المؤدي للمسجد الأقصى عبر باب السلسلة، توجد فيه كاميرات.

وفي إشارة إلى تناقض الشرطة في رواياتها، صرح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، في حينه: "لا أصدق أنه لا يوجد كاميرات مراقبة وثقت الحدث عند مداخل الأقصى، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي".

ونُفِّذت العملية في مكانين على الأقل في تل أبيب، وأُصيب فيها 6 أشخاص، أُقرت وفاة أحدهم في المكان، بعد فشل محاولات طواقم الإنقاذ، الإبقاء على حياته. وهو سائح إيطالي، كما لفتت إلى أن المصابين الآخرين بريطانيون وإيطاليّون كذلك.

وبعيد تنفيذ العملية بوقت وجيز، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتجنيد كافة قوات "حرس الحدود" في الشرطة، كما أوعز بتعزيز قوات الجيش.

ومن بين المصابين الخمسة، 3 أشخاص أُصيبوا بجراح متوسطة، وآخران أُصيبا بجراح طفيفة، بحسب ما أفادت الطواقم الطبية التي وصلت إلى المكان.

وأفاد شهود عيان من كفر قاسم بأن مجموعة من الإرهابيين اليهود، قامت في ساعات الليل المتأخرة بالاعتداء على سيارات لمواطنين من سكان المدينة، وقاموا بإحراقها، وكتابة عبارات معادية للعرب، وتسببوا بأضرار في الممتلكات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها متطرفون يهود على كفر قاسم، فقد أقدم مستوطنون من عصابة ما تسمى "تدفيع الثمن" في شباط/ فبراير 2022 وفي آذار/ مارس 2021 على ثقب إطارات سيارات خصوصية وكتابة عبارات عنصرية معادية للعرب في كفر قاسم، وكذلك تنفيذ اعتداء إرهابي، يوم 28 تموز/ يوليو 2019، تضمن إعطاب إطارات مركبات وشاحنات وخط شعارات عنصرية معادية للعرب في المدينة.

التعليقات