وزير خارجية النظام السوري يصل إلى جدة بناء على دعوة من نظيره السعودي

تسبق زيارة المقداد اجتماعا لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر والعراق، يوم الجمعة المقبل، في مدينة جدّة، للبحث في "عودة سورية إلى جامعة الدول العربية" بعد تعليق عضويتها منذ 2012.

وزير خارجية النظام السوري يصل إلى جدة بناء على دعوة من نظيره السعودي

(واس)

وصل وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، إلى مدينة جدة السعودية، اليوم الأربعاء، لإجراء مباحثات مع مسؤولين سعوديين، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية النظام السوري إلى السعودية، منذ الثورة السورية عام 2011.

وتسبق زيارة المقداد إلى جدة، الاجتماع الذي تستضيفه السعودية لوزراء خارجية عرب، يوم الجمعة المقبل، لمناقشة "عودة سورية إلى الجامعة العربية".

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن نائب وزير الخارجية، وليد بن عبدالكريم الخريجي، استقبل المقداد لدى وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة.

وأشارت إلى أن الزيارة تأتي في إطار دعوة من وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، لعقد جلسة مباحثات تتناول "الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها".

وأضافت الوكالة أن المقداد سيبحث في السعودية كذلك "تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية".

في المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الرسمية للنظام السوري (سانا) أن المقداد وصل إلى جدة على رأس وفد من النظام السوري، في "زيارة عمل" تشمل "إجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".

وقالت إن الوفد المرافق للمقداد يشمل"معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، ومدير إدارة الدعم التنفيذي، جمال نجيب، والمسؤول في مكتب المقداد، يزن الحكيم".

وبالتزامن مع الإعلان عن وصول المقداد إلى جدة، أعلنت الخارجية السعودية، تلقي بن فرحان اتصالا هاتفيا من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، بحثا خلاله "سبل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والجهود التي يقوم بها المبعوث الأمم في هذا الشأن".

وخلال المكالمة، أكد وزير الخارجية السعودي "حرص" الرياض على "بذل كافة الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق".

وأمس، الثلاثاء، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عن اجتماع لوزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، في مدينة جدة، يوم الجمعة المقبل، لمناقشة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.

ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان وقطر والكويت. وقال المسؤول القطري إن حدوث "إجماع عربي" إضافة إلى "تغيير ميداني" سيغيرا موقف قطر.

وأوضح، في إحاطة لوسائل الإعلام المحلية، أن "الهدف الأساسي هو التباحث في الوضع في سورية، هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سورية ووجهات النظر العربية تجاه عودة سورية إلى جامعة الدول العربية".

وقالت مصادر تحدثت لوكالة "رويترز" إن السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور قمة جامعة الدول العربية المقرر أن تستضيفها الرياض في 19 أيار/ مايو المقبل.

وقال الأنصاري إن قطر، التي قالت في وقت سابق إنها لا تخطط لتطبيع العلاقات مع النظام في دمشق وتحدثت علانية ضد جهود بعض الدول للقيام بذلك، لم تغير موقفها.

وأضاف "الموقف القطري ثابت ولم يتغير وهو تلبية تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي والإجماع العربي حول هذه التحركات".

وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت الخارجية الإيرانية وصول وفد إيراني إلى الرياض لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية في السعودية.

وجاء ذلك بعد زيارة وفد سعودي مماثل لطهران، السبت، وبعد لقاء وزيري خارجية البلدين، الخميس الماضي، في بكين، حيث تعهدا تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

واعتبرت الباحثة في معهد "بيكر" للسياسات العامة، ياسمين فاروق، أنّ التطورات الأخيرة بخصوص التهدئة في المنطقة "لم تكن مفاجئة ويتمّ الإعداد لها منذ فترة".

وتابعت أن "ما يمكن أن يكون مفاجئا هو السرعة التي يتم العمل بها لمواكبة عودة سورية مع القمة العربية في الرياض" الشهر المقبل.

وقال دبلوماسي عربي في الخليج، لوكالة "فرانس برس" إنّ "الإيرانيين والسوريين في السعودية في يوم واحد. ما يحدث أمر جنوني تمامًا لم يكن من الممكن توقع حدوثه قبل أشهر قليلة".

وسيمثل حضور الأسد للقمة العربية المقبلة أهم تطور في إطار المساعي لتطبيع العلاقات مع النظام السوري وشرعنته عربيا منذ عام 2012، عندما تم تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية.

وقاطعت العديد من الدول الغربية والعربية الأسد بسبب حملته الوحشية على الاحتجاجات والعنف الذي استخدمه لقمع الثورة وأدى إلى حرب أهلية طويلة الأمد.

وستكون عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية التي تضم 22 دولة، رمزية إلى حد كبير، لكنها تعكس تغييرا في النهج الإقليمي تجاه الصراع السوري.

التعليقات