الشرطة الإسرائيليّة تنفي إيعازها بإيقاف أعمال بناء توربينات الهواء في الجولان المحتلّ

قالت الشرطة في بيان، إنه "على عكس المعلومات المغلوطة التي نُشرت، لم توعز الشرطة الإسرائيلية بوقف العمل في بناء التوربينات في هضبة الجولان"، مشددة على أن "مثل هذا القرار، يخصّ المستوى السياسيّ فقط".

الشرطة الإسرائيليّة تنفي إيعازها بإيقاف أعمال بناء توربينات الهواء في الجولان المحتلّ

عناصر شرطة الاحتلال في بلدة مسعدة، اليوم (أمير بويرات - "عرب 48")

نفت الشرطة الإسرائيلية، بأنها أوعزت بإيقاف أعمال بناء عنفات الرياح (توربينات هوائية)، في الجولان السوريّ المحتلّ، والتي تتهدّد أراضي أهال في الجولان، بالمصادرة، مؤكدة أن القرار منوط بالمستوى السياسيّ، فيما تطغى حالة من الترقّب والتوتر في الجولان، في ظلّ تواجُد قوات معزّزة من شرطة الاحتلال في المنطقة.

جاء ذلك بحسب ما أعلنت الشرطة، في بيان أصدرته، اليوم الخميس؛ في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي الإسرائيليّ، المتطرف إيتمار بن غفير، قد التقيا في جولس في الجليل، بالزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف.

كما يأتي بعد يوم، أُصيب خلاله العشرات من أهالي الجولان، بينهم خمسة بحالة خطيرة، من ضمن 27 مصابا، نُقلوا إلى المستشفيات، إثر قمع الشرطة الإسرائيلية احتجاج أصحاب الأراضي المستهدفة للمصادرة، والمتضامنين معهم.

وقال بن غفير خلال اللقاء: "أنا أحب الطائفة الدرزية، فنحن معًا... ولكن من ناحية أخرى، هناك أيضًا قانون! نحن دولة قانون وأنا أعلم مدى معارضة هذا الشيء المتمثل في إلقاء الحجارة، وإلقاء زجاجات حارقة (مولوتوف)، والتهديد"، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عبر موقعها الإلكترونيّ، ("واينت").

وأضاف أنّ "الأمر لا يعمل على هذا النحو، ولا ينبغي أن يكون كذلك". وتابع: "لا أريد أن يهدد أيّ جمهور (في إسرائيل)، القانون، وهذا ينطبق عليكم أيضًا، ويتوجّب قول ذلك بصورة واضحة".

وكان بن غفير، قد أعلن قبل الاجتماع، ما سيقوله خلاله، قائلا إن "حكومة إسرائيل تقدّر وتحتضن أفراد المجتمع الذين هم لحم ودم المجتمع الإسرائيلي، ولكن مع ذلك، فإنّ الأعمال يجب أن تستمرّ. هذا هو القانون، وفي دولة اسرائيل، القانون هو الذي يحسم".

وبحسب قوله، "لم يكن من المخطط استمرار الأعمال في العيد (الأضحى المبارك)، الذي يُقام يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، لكن من المستحيل الاستسلام للعنف، ووقف الأعمال قبل العطلة".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكترونيّ، اليوم، عن مصادر في الشرطة، لم تسمّها، إن بن غفير "يجرّ الدولة إلى حرب ضدّ الدروز".

وحذّرت المصادر ذاتها، من أنه إذا لم يتم وقف الأعمال، لغرض إجراء مفاوضات مع أهالي الجولان؛ "سينتهي الأمر بإراقة الدماء".

وقال مسؤول أمنيّ إسرائيليّ، وصفته الصحيفة برفيع المستوى، إن بن غفير "لا يسيطر على أي شيء، ويضع البلاد في حدث جنونيّ، قد يؤدي إلى إراقة الدماء". وأضاف أنه "من غير الممكن، الشروع في عملية واسعة النطاق مع مئات من عناصر الشرطة، دون النظر إلى الصورة الواسعة".

وأضاف: "أنا أصرّ على أن الأعمال ستستمر اليوم، وفي بداية الأسبوع المقبل، وقد أبلغت رئيس الحكومة بموقفي الواضح".

وقالت الشرطة في بيانها المقتضب، اليوم، إنه "على عكس المعلومات المغلوطة التي نُشرت، لم توعز الشرطة الإسرائيلية بوقف العمل في بناء التوربينات في هضبة الجولان"، مشددة على أن "مثل هذا القرار، يخصّ المستوى السياسيّ فقط".

يأتي ذلك فيما يشهد الوضع على الأرض توترا وترقّبا؛ كما أفاد مراسل "عرب 48"، أمير بويرات، بتواجُد قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في الجولان، وبخاصة في بلدة مسعدة.

كما أكّد أن الشرطة قد أغلقت الطرق المؤدية إلى الأراضي المستهدَفة، والتي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى بناء التوربينات فيها.

وأوضح شبتاي خلال جلسة عُقدت مع بن غفير، صباح اليوم، أنه يرى أن العمل في المشروع، يجب أن يتوقف إلى ما بعد عيد الأضحى، في حين عارض بن غفير ذلك بشدة، عادّا أن ذلك يمثّل خسارة للشرطة، التي أكّد أنه يتوجب عليها "فعل كل شيء لتأمين الأعمال التي يجب أن تستمر كالمعتاد"، بحسب ما أفاد موقع "واللا" الإلكترونيّ الإخباريّ في تقرير.

وذكر التقرير ذاته أن شبتاي، "أعلن بعد المحادثة مع بن غفير، أن العمل في المشروع سيستمرّ، فيما أكّدت شركة Energix، المسؤولة عن المشروع، تلقيها توجيها" بذلك.

(أمير بويرات - "عرب 48")

وأكدت تقارير إسرائيلية عديدة، أمس الأربعاء، أنّ بن غفير شكّل "ضغطا" على الشرطة، من أجل المضيّ قدما بمشروع عنفات الرياح، وذلك رغم تحسُّب الحكومات الإسرائيلية السابقة، من الدفع بالمشروع؛ خشية من "خطورتها". وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أمس، في تقرير، أنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تسمح الشرطة والحكومات السابقة لشركة Energix بنصب التوربينات (في الجولان السوريّ)، حيث تم اعتبار هذا النشاط متفجرًا وخطيرًا".

ولفت التقرير إلى أن بن غفير قد عقد، خلال الأشهر الأخيرة، اجتماعات مع قيادة الشرطة والمنطقة الشمالية فيها، وطالبهم بالتحرك من أجل "إعادة الحُكم"، على حد تعبيره.

("عرب 48")

وقال بن غفير في بيان صدر عنه، مساء أمس: "أنا أحب المجتمع الدرزي، وأعتقد أنه مثلما لدينا تحالف دم، فلدينا أيضًا تحالف أخوي. مرة أخرى، بسبب تهديدات من (بعض) الناس بإلقاء قنابل المولوتوف، والحجارة". وبحسب قوله، "يجب على دولة إسرائيل ألا تستسلم، فهذه شركة خاصّة، اشترت الأرض بشكل قانوني، وستضع توربينات هناك"، مضيفا أن "الكهرباء الخضراء التي ستفيد الاقتصاد الإسرائيلي كثيرًا".

وأضاف بن غفير: "لا يمكن أن تكون دولة إسرائيل غير قادرة على تنفيذ العملية (بناء عنفات الرياح)، والسماح لشركة خاصة بحقها في الملكية"، مشددا على أنه "يجب أن يكون هناك حُكم في الجنوب والشمال وفي هضبة الجولان"، على حدّ وصفه.

("عرب 48")

كما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد قارن، أمس الأربعاء، بين المحتجين من أهالي الجولان، والذين أُصيب العشرات منهم، من جرّاء قمع الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجاتهم، وبين المستوطنين الإرهابيين، الذين ينفذون عشرات الهجمات والاعتداءات في الضفة. وقال في مقطع مصّور:"لن نقبل أعمال شغب، سواء في هضبة الجولان، أو في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)".

التعليقات