18 عاما على المجزرة: إحياء ذكرى الشهداء في شفاعمرو

شارك العشرات في مراسم إحياء ذكرى شهداء شفاعمرو الأربعة بعد مرور 18 عاما على ارتكاب المجزرة، وذلك أمام النصب التذكاري في المدينة.

18 عاما على المجزرة: إحياء ذكرى الشهداء في شفاعمرو

جانب من إحياء مراسم الذكرى الـ18 لشهداء المجزرة (عرب 48)

أحيت مدينة شفاعمرو مساء الجمعة ذكرى شهدائها الأربعة الذين استشهدوا في المجزرة التي ارتكبها الإرهابي ناتان زاده، وذلك في الذكرى السنوية الـ18 على اقترافها.

وشهداء المجزرة هم: الشقيقتان هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك؛ فيما أصيب حينها في العام 2005 عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة، تواجدوا جميعا داخل حافلة رقم 165 التي كانت متجهة من حيفا إلى شفاعمرو.

وتجمع المشاركون في مراسم إحياء الذكرى الـ18 أمام النصب التذكاري للشهداء في شفاعمرو.

واستهل عضو اللجنة الشعبية في شفاعمرو، زهير كركبي، الحديث في مراسم إحياء الذكرى الـ18 لشهداء مجزرة شفاعمرو بالقول إن "المجرم القاتل ناتان زاده الذي قام بتخطيط مسبق وبدم بارد، وجه نار حقده على كل من هو عربي هادفا من وراء ذلك منع الانسحاب من قطاع غزة وللأسف الشديد أن التيار الذي ينتمي إليه هذا المجرم بات اليوم ضمن الحكومة الإسرائيلية الحالية ويحتل مواقع فاعلة فيها".

زهير كركبي (عرب 48)

وأضاف أن "هذه المجموعة الإرهابية المتطرفة لا تزال تمارس مشروعها العدائي بحق الشعب الفلسطيني، لكننا نقول لهم من هنا من شفاعمرو مدينة الشهداء، مهما فعلتم ومهما زاد بطشكم فلن تثنون عزيمتنا في الاستمرار بالنضال وتقديم التضحيات حتى ينال الشعب العربي الفلسطيني حريته ويحقق تطلعاته وأمانيه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وكما يقول الشاعر أبو القاسم الشابي ’لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر’، المجد والخلود للشهيدتين دينا وهزار تركي وللشهيدين ميشيل بحوث ونادر حايك".

وذكر عضو اللجنة الشعبية في شفاعمرو، وسام عبود، لـ"عرب 48"، أنه "منذ الوهلة الأولى واللحظات الأولى لارتكاب مجزرة شفاعمرو قبل 18 عاما، كنا ندرك أن هذا العمل الإرهابي كان عملا منظما يقف وراءه بيئة حاضنة وفكر عنصري صهيوني ضد العرب فقط لكونهم عربا، أفرز أمثال ناتان زاده وليس كما حاول الصهاينة تسويقه على أنه عمل فردي لا يقف وراءه أحد".

وسام عبود (عرب 48)

وتابع "اليوم نرى أشباه زاده في سدة الحكم بإسرائيل مثل وزير الأمن القومي بن غفير وهو عنصري متطرف يحمل ذات الفكر بل هو أشد بغضا وكرها للعرب من المجرم زاده، وللعلم فهو مدان بجرائم إرهابية قبل أن يكون عضو كنيست، وهو عضو الكنيست الإسرائيلي الوحيد المدان بمثل هذه الجرائم، وللمفارقة أنه اليوم مسؤول عن أمن المواطنين العرب واليهود على حد سواء مع أنه يضمر الشر ويمارس العنف تجاه العرب".

وأشار عبود إلى أن "الفكر الصهيوني هو فكر عنصري متطرف هدفه إجلاء العرب عن أرض فلسطين واستبدالهم بيهود متطرفين، إنه فكر بغيض يكره العرب، ولا يريد لليهود أن يعيشوا مع العرب في بلد واحد".

وختم حديثه بالقول إن "الشهداء الأربعة قتلوا لأنهم عربا وهم أبناؤنا وشهداؤنا وجرح ذويهم هو جرحنا جميعا، وهم شهداء القضية الفلسطينية برمتها".

وختم حديثه بالقول إن "الشهداء الأربعة قتلوا لأنهم عربا وهم أبناؤنا وشهداؤنا وجرح ذويهم هو جرحنا جميعا، وهم شهداء القضية الفلسطينية برمتها".

وقال الشيخ يوسف أبو عبيد ممثلا عن الطائفة الدرزية في شفاعمرو إننا "نجتمع اليوم لإحياء الذكرى الثامنة عشر لمجزرة شفاعمرو وذكرى الشهداء الأربعة الذين استشهدوا فيها والتي وقعت في مثل هذا اليوم من العام 2005، حينما قام المجرم الإرهابي المأفون ناتان زاده بإطلاق النار على أبناء بلدتنا شفاعمرو ليستشهد كل من الشقيقتين دينا وهزار تركي وميشيل بحوث ونادر حايك".

الشيخ يوسف أبو عبيد (عرب 48)

وأضاف "حينما جاء هذا المجرم إلى شفاعمرو، كان ذلك لارتكاب الجريمة المروعة بحق مواطنين عرب أبرياء دون تمييز بين مسلم ومسيحي ودرزي وليفرق بين أبناء الوطن الواحد، لكن صمود ووعي وتماسك أهالي شفاعمرو أثبت أنه ليس من الممكن ضرب الوحدة الوطنية التي تجمع أبناء البلد الواحد".

وأوضح أبو عبيد "نحن ومنذ هذه المجزرة نعيش أوضاعا لا نحسد عليها، إذ أن منفذ المجزرة ليس من أبناء جلدتنا لكن ما يؤسف هو تأجج العنف في مجتمعنا الفلسطيني وهذا ما يدعونا إلى القلق كونه يهدد وجودنا في هذه البلاد، وكما يقال ’ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند’. ونحن إذ نحيي هذه الذكرى اليوم وما زال الجرح نازفا لا يندمل".

وقالت زوجة الشهيد ميشيل بحوث، ميلادي بحوث، لـ"عرب 48"، إننا "نستهجن ذكر اسم الإرهابي المجرم على لسان الغالبية، يجب عدم ذكر اسمه، كذلك نأمل أن يتم توثيق هذه الذكرى لتبقى خالدة عند الأجيال القادمة".

ميلادي بحوث (عرب 48)

وتابعت "منذ 18 عاما والحزن يجتاح جوارحنا ممزوجا بالألم، كل شيء تغير في حياتنا، فرب الأسرة قد قضى شهيدا ولم تفارقنا ذكراه للحظة، هو معنا في كل الأوقات والمناسبات على موائد الإفطار والغداء والعشاء، إن هذا الجرح لن يندمل ولن يطويه مر الأيام والأشهر والسنين، وما يثير غضبي أن اليهود يعتبرون هذا المجرم بطلا قوميا في الوقت الذي يديرون ظهورهم لضحايا هذه المجزرة الإرهابية".

وبيّنت "نحن لا نريد أن نضع إكليلا من الورد على هذا النصب، فموقع الجريمة ليس هنا وهو الأولى بوضع أكاليل الورد لتذكير العالم بهذه الجريمة، كما يجب أن توضع الأكاليل على أضرحة الشهداء".

وأبدت بحوث شعورها بالخذل في هذه البلاد التي ترتكب فيها هذه المجازر المروعة وتمر مرور الكرام، وكأن شيئا لم يحدث في ظل تجاهل وصمت الحكومة حيال ما يحدث؛ على حد قولها.

وشدد شقيق الشهيد بحوث، في حديث لـ"عرب 48"، على أننا "صامدون هنا إما أن نعيش على هذه الأرض أو ندفن في ترابها، ولن نرحل مهما فعلوا وارتكبوا من مجازر، باقون إلى ما شاء الله على هذه الأرض".

والد الشهيدتين تركي وإلى جانبها شقيقيْ الشهيد بحوث (عرب 48)

وروت والدة الشهيدين هزار ودينا تركي ألمها في كل لحظة فرق لابنتيها، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول "ما زالت ابنتي الشهيدتين تعيشان معي في المنزل وفي مخيلتي وفي خلدي ووجداني، ولن أنساهما ما حييت، إنه الجرح النازف الذي يأبى أن يندمل، وما يشعرني بالغضب هو كمية الظلم التي نتعرض لها، فلو كان موتهما نتيجة لمرض أو حادث لكان الأمر أكثر تقبلا من قبلي، لكنهما وقعتا شهيدتان نتيجة الغدر".

وأضافت "نحمد الله أن من قتلهما قد قتل، أما من يُقتل ولا يعرف غريمه فهنا المصيبة أعظم، رحم الله شهدائنا جميعا وأنا منذ 18 عاما أعيش الألم في قلبي رغم ظهوري بمظهر المبتسمة، وأسأل الله أن يتقبل ابنتي وأن يجعلهما شفيعتين لعائلتهما".

وفي كلمته، قال إمام مسجد السلام، عبد الله عياشي، إن "اليهود لا يزالون يحيون ذكرى ’الهولوكوست’ حتى يومنا هذا ويذرفون الدموع عند النصب التذكاري مدعين المظلومية ثم يرسلون لنا من يقتلنا، أليس هذا من الظلم بمكان؟ ثم أنهم اعتقلوا الشباب الذين تصدوا لهذا المجرم ليمنعوه من استكمال جريمته، وهذا ظلم أشد من الأول".

عبد الله عياشي (عرب 48)

ولفت إلى أن "جرثومة التطرف فتاكة، وأمثال الإرهابي ناتان زاده هم من يطلق عليهم التطرف الأيديولوجي وبسببهم نفقد أحبابنا، لكن هذه الجرثومة الأيديولوجية العنصرية بدأت اليوم تعصف بهذا الكيان العنصري".

واختتم رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، الحديث في مراسم إحياء الذكرى بالقول "لن يغيب هؤلاء الشهداء عن وجدان شعبنا العربي الفلسطيني، ونحن نعرف تماما بأن هؤلاء الشهداء لم يسقطوا لأنهم مقصودين بالذات إنما لكونهم من شفاعمرو ولأنهم عربا".

وأكمل أن "المجرم الإرهابي ناتان زاده كان يريد إيقاع أكبر عدد من الشهداء العرب، ولو لم يقع هذا المجرم صريعا لكان قد أوقع المزيد والمزيد من الشهداء، ونحن لا ننسى الجرحى الذين هم أيضا ضحايا لهذا العمل الإرهابي ولا أنسى اللحظة التي ولجت فيها إلى الحافلة قبل 18 عاما ورأيت المجرم ملقى على أحد المقاعد ولقد لفظ أنفاسه الأخيرة".

محمد بركة (عرب 48)

وأوضح بركة أن "السلطات الإسرائيلية بدلا من أن تبحث عن بواعث المجرم وتدين ما قام به، قامت بمحاسبة الشباب الغاضب الذي ذاد عن أبناء بلده ودافع عنهم وتم اعتقال الكثيرين حينها بدوافع عنصرية ولم تجرم جريمة زاده".

وتابع أن "البؤرة الإرهابية تمددت كثيرا وصار هؤلاء يحرقون أشجار الزيتون رمز هذه البلاد وينتهكون حرمة الأماكن المقدسة في القدس ودير مار إلياس، ويهدمون المنازل ويحرقونها واليوم هم الذين يحكمون هذه البلاد ويعيثون فيها فسادا حتى انتقل هذا الفيروس القاتل إلى قلب شعبهم، ونحن اليوم نرى المظاهرات العارمة التي تجتاح البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ولكن كل القوانين التي تسنها هذه الحكومة العنصرية إنما تتعمد النيل من الشعب الفلسطيني واجتثاثه من أرضه".

والدة الشهيدتين هزار ودينا تركي (عرب 48)

التعليقات