20/09/2023 - 20:44

بايدن يؤكد لنتنياهو "قلقه" إزاء "تغييرات جوهرية" في النظام الإسرائيلي

نتنياهو يجتمع مع بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ويناقشان اتفاقا محتملا لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل فضلا عن الملف الإيراني. الرئيس الأميركي يتطرق إلى القضية الفلسطينية والأزمة الإسرائيلية حول مخطط "إصلاح القضاء".

بايدن يؤكد لنتنياهو

(Getty Images)

اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أول محادثات مباشرة بينهما منذ تولي نتنياهو للمنصب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

قبل بدء اجتماعهما الثنائي، تحدث الاثنان أمام الصحافيين بحضور وفدي البلدين، وقال بايدن مخاطبا نتنياهو إنهما سيناقشان "قضايا صعبة" بما فيها "القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين" و"التوازن بين السلطات"، و"ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي"، و"حل الدولتين".

فيما قال نتنياهو إنه يعتقد أنه "تحت قيادة بايدن، يمكن التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي وغير مسبوق بين إسرائيل والسعودية"، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى قطع "شوط طويل" نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وشدد نتنياهو على أن "التزام إسرائيل بالديمقراطية أمر مؤكد"، في حين أشار بايدن إلى أنه "يأمل" في الاجتماع مع نتنياهو في واشنطن "بحلول نهاية العام"، ولم يستبعد مسؤولون أميركيون إمكانية عقد اجتماع في البيت الأبيض، قبل نهاية العام.

وأكد بايدن على "الالتزام الأميركي تجاه إسرائيل"، وقال مخاطبا نتنياهو: "آمل أن نتمكن من تسوية بعض الأمور اليوم"، وانتقل الاثنان إلى اجتماع ثنائي، تركز حول المساعي للتوصل إلى اتفاق مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وانتهى الاجتماع الثنائي بين بايدن ونتنياهو بعد نحو ساعة على انطلاقه.

بايدن يدعو نتنياهو لزيارة واشنطن.. قبل نهاية العام

وفي بيان صدر عن البيت الأبيض عقب الاجتماع، جاء أن الرئيس الأميركي كرر لنتنياهو "قلقه إزاء أي تغييرات جوهرية في النظام الديمقراطي الإسرائيلي، في ظل غياب أوسع إجماع أو توافق ممكن".

فيما دعا بايدن نتنياهو لزيارة واشنطن "قبل نهاية العام الجاري". ولفت البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي بحث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية "مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك".

وأضاف أن بايدن "أكد مجددا على العلاقة غير القابلة للكسر بين البلدين، والتي تقوم على أساس القيم الديمقراطية المشتركة، والتزام الولايات المتحدة الشديد بأمن إسرائيل".

(تصوير: مكتب الصحافة الحكومي)

وبحسب البيت الأبيض، أكد نتنياهو وبايدن "التزامهما بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدًا، بالإضافة إلى التعاون الوثيق المستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة جميع التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها".

وأضاف البيان أن نتنياهو وبايدن بحثا "التقدم المحرز نحو إنشاء منطقة شرق أوسط أكثر تكاملا وازدهارا وسلاما، بما في ذلك من خلال الجهود المبذولة لتعميق وتوسيع التطبيع مع دول المنطقة".

ورحبا بـ"الإعلان التاريخي الذي صدر في قمة مجموعة العشرين بشأن تطوير الممر الاقتصادي من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل" بالإضافة إلى الفرص الكامنة في هذا الإعلان.

كما "رحّب بايدن ونتنياهو وفريقاهما باحتمال عقد اجتماع وزاري قريبا بصيغة ‘قمة النقب‘ لمواصلة تعزيز مبادرات التكامل الإقليمي، فضلا عن تعميق الحوار التكنولوجي المستمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، بحسب البيت الأبيض.

وحول ما وصفه البيت الأبيض بـ"التوتر والعنف المستمر في الضفة الغربية"، أكد بايدن على "ضرورة اتخاذ تدابير فورية لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي، والحفاظ على إمكانية تنفيذ حل الدولتين وتعزيز السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

(تصوير: مكتب الصحافة الحكومي)

ووفقا للبيت الأبيض، فإنه "تحقيقا لهذه الغاية، دعا بايدن جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال الاجتماعات التي عقدت في وقت سابق من العام الجاري في العقبة (الأردنية) وشرم الشيخ (المصرية)، والتي تشمل الامتناع عن اتخاذ المزيد من التدابير أحادية الجانب".

وأفاد البيان بأن الجانبين اتفقا على "التشاور مع الشركاء الإقليميين بهدف عقد اجتماع قريبا بصيغة العقبة/ وشرم الشيخ (بمشاركة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة)".

وعن خطة حكومة نتنياهو لإضعاف القضاء "كرر بايدن قلقه بشأن أي تغييرات جوهرية في النظام الديمقراطي الإسرائيلي، في غياب أوسع إجماع ممكن"، ولفت البيان إلى أن بايدن دعا نتنياهو "لزيارة واشنطن قبل نهاية العام الجاري لمواصلة التعاون المباشر بشأن هذه المجموعة الواسعة من القضايا".

أعضاء كنيست يطالبون نتنياهو بعدم تقديم "تنازلات" للفلسطينيين

وقبل بدء الاجتماع، وجه أكثر من 11 عضو كنيست عن حزب الليكود، رسالة دعم لنتناهو قبل اجتماعه مع بايدن، على وقع المظاهرات التي تلاحقه خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، احتجاجا على مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء.

متظاهرون ضد حكومة نتنياهو أمام فندق إنتركونتيننتال في نيويورك، حيث عقد الاجتماع بين بايدن ونتنياهو (Getty Images)

وركّزت الرسالة على الاتفاق المحتمل لتطبيع العلاقات مع السعودية، وطالب أعضاء الليكود نتنياهو بعدم تقديم "تنازلات" للفلسطينيين كجزء من "اتفاق تطبيع محتمل" مع السعودية.

ومن بين الموقعين على الرسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين وعضو الكنيست، داني دانون، وتهدف إلى الضغط على نتنياهو لحثه على "عدم تقديم تنازلات للفلسطينيين" خلال لقائه بالرئيس الأميركي.

ودعا الموقعون نتنياهو إلى "إظهار موقف حازم للرئيس الأميركي، والإصرار على حقوق إسرائيل"، وأضافوا: "نؤيد تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ولكن فقط دون التنازل عن أراضي الوطن"، وفق تعبيرهم.

وطالب أعضاء الكنيست نتنياهو بعدم تقديم تنازلات تتعلق بالقضية الفلسطينية في إطار الاتفاق المحتمل مع السعودية، وقالوا إن "دولة إسرائيل تصر على حقوقها بغض النظر عن جهود السلام مع الدول العربية، بما في ذلك في سياق الحرب على الإرهاب وفي سياق منع وإنفاذ البناء الفلسطيني غير القانوني".

وشدد الموقعون على الرسالة على رفضهم لـ"حل الدولتين"، وقالوا "لن نوافق على السلام إلا مقابل السلام، والسلام من موقع القوة. بموجب هذا المبدأ، لا يُطلب من إسرائيل الانسحاب من أي منطقة، ونجني معًا ثمار السلام".

(أ.ب.)

وأرجأ بايدن توجيه دعوة، طال انتظارها، لنتنياهو، في ظل المخاوف الأميركية بشأن خطة إضعاف القضاء التي تقودها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وكذلك التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة؛ وبدلا من الاجتماع في البيت الأبيض، حيث يفضل نتنياهو، انتهى الأمر بترتيب عقد المحادثات بين الزعيمين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

ويتوقع مسؤولون أميركيون أن تُثار مسألة التشريعات القضائية خلال المحادثات إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي وإمكانية التوصل إلى اتفاق مع السعودية، يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب والرياض وإبرام اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض، فيما سيمثل تطورا كبيرا في المنطقة.

وترى إدارة بايدن أن الولايات المتحدة قد تجني عائدات كبيرة من مثل هذا الاتفاق الضخم إذا استطاعت التغلب على العقبات الصعبة. وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد صرّح لشبكة "إيه بي سي نيوز"، "لدينا صراع مستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. الجمع بين هذين البلدين سيكون له تأثير قوي على استقرار المنطقة".

وأشار بلينكن إلى استمرار وجود تحديات تحول دون التوصل إلى اتفاق. وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، قد قال للصحافيين في السابع من أيول/ سبتمبر الجاري، إن "كثيرا من العناصر التي تمهد لتطبيع العلاقات مطروحة على الطاولة الآن. ليس لدينا إطار عمل، ليست لدينا شروط معدة للتوقيع. هناك عمل يتعين القيام به".

التعليقات